◇ الوزير هشام شرف يشن هجوما مباشرا على الإدارة الامريكية في عقر دارها كمتسببة في الحرب على اليمن واستمرارها من خلال الدعم اللامسؤول للسعودية وحلفها العسكري ، ويصف لأول مرة كيفية دعمها للحرب ويكشف سر الصواريخ اليمنية التي تطلق..ويطالب الأمريكيين بمواجهة إيران في مضيق هرمز الإيراني إذا كانت أمريكا صادقة في العداء لإيران

▪شن وزير الخارجية المهندس هشام شرف ،الذي يوصف حاليا بعراب الدبلوماسية الأوحد بدون منافس في صنعاء، هجوما ناريا على الإدارة الامريكية في عقر دارها ،عبر قناة CNN الامريكية- أشهر قناة أمريكية في العالم- 

الهجوم الذي انفردت بنشره صحيفة اﻷوراق الشهرية في عددها الثاني  عشر في ش هى ديسمبر  المنصرم  ويعيد نشره موقع "اوراق برس"  ، يعد أبرز هجوم من وزير يمني طالما اتهم بأنه إبن امريكا المدلل في حزب المؤتمر الشعبي العام.

وبدأ شرف الحديث عمايحدث في السويد، حيث قال: انه سيكون هناك مشاورات وبناء ثقة بين الأطراف المتحاربة ثم سنتجه لاحقاً إلى المفاوضات ، حيث سيتم عقد الكثير من الاتفاقات، من أجل شعبنا الذي يعاني كثيراً.

مضيفا : من أجل مواطنينا والشعب اليمني فإننا على استعداد للجلوس إلى الطاولة لإنهاء معاناتهم لإنقاذهم من كافة الصعوبات التي تمر بها بلادنا .

وفي الإجابة عن سؤال حول ما كتبه محمد علي الحوثي في مقال له في الواشنطن بوست قبل أسابيع ( أن دعوة الولايات المتحدة وقف الحرب في اليمن لا قيمة لها بل هي فقط طريقة لحفظ وجهها بعد الإذلال الذي سببته لها السعودية وقائدها المدلل محمد بن سلمان الذي تجاهل دعوات واشنطن لإيضاح حقيقة مقتل خاشقجي، إضافة إلى أن ترمب وإدارته يفضلون بشكل واضح الاستمرار في هذه الحرب المدمرة بسبب العوائد الاقتصادية الناجمة عنها، لقد سال لعابهم على عوائد مبيعات الأسلحة) هذا خطاب ناري وتضع الولايات المتحدة كداعم للحرب والتحالف السعودي، ما هو موقفكم من الولايات المتحدة الأمريكية الآن .

أجاب الوزير شرف : في البداية أنا وزير خارجية في حكومة الإنقاذ الوطني بصنعاء والمكونة من طرفين هما أنصار الله وحلفاؤهم والمؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه ، ونسعى كلينا لتحقيق السلام لشعبنا لذا فإن الهدف هو تحقيق السلام للشعب اليمني وليس فقط لهذه الأطراف وعندما نتحدث عن الولايات المتحدة، لا زلنا نعتقد أن أمريكا كشعب ودولة هي دولة محبة للسلام، لقد عشت في هذا البلد لفترة من الزمن وأعرفها جيداً، وهنا لانتكلم عن الإدارة، أحياناً نحاول التواصل مع الأمريكيين ولكن اليوم إذا ما قرأنا مقال السيد/ بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي ، المنشور في نيويورك تايمز، ستجد أن ما ستسمعه من السيد ماتيس وزير الدفاع ، والسيد بومبيو ، وزير الخارجية ، في مقالته، يعكسان شيئين متناقضين وهما يحاولان وتحديداً وزير الخارجية، محاربة إيران في الأراضي اليمنية، لماذا لا يذهبون إلى إيران، لماذا على الولايات المتحدة القيام بهذا الدور في محاربة إيران من خلال السعوديين في اليمن، ونحن نريد اليمن لليمنيين، وكما نريد أن تبذل الولايات المتحدة مساعيها الحميدة في تحقيق السلام في اليمن، وليس في تشجيع السعوديين على القيام بالمزيد من أعمال في إطار الحرب الراهنة بالوكالة بمحاربة إيران في اليمن، هذا هو موقفنا .

■وعن الرد حول ما كتبه وزير الخارجية الأمريكي، من مقال في صحيفة "وول ستريت جورنال"، يقول فيه ( إن طهران تؤسس كيانا مشابها لحزب الله في شبه الجزيرة العربية، هي عبارة عن مجموعة ميليشاوية ذات سلطة سياسية تستطيع إحالة مراكز المواطنين السعوديين إلى رهائن كما هو الحال في صواريخ حزب الله في جنوب لبنان التي تهدد إسرائيل ) ، رد الوزير شرف : أستطيع القول أنه إذا كانت إيران تقوم بأي شيء هنا فمن المؤكد أن الأمريكيين على معرفة بذلك، وما قدمته" نيكي هايلي"، في مجلس الأمن بشأن التدخل الإيراني في اليمن وتلك الصواريخ البالستية أستطيع أن أؤكد لكِ أن هذه الصواريخ هي بحوزتنا منذ فترة طويلة من الروس، وقد قمنا بتطويرها لغرض الدفاع عن أنفسنا والإيرانيين لم يرسلوا أي صواريخ إلى اليمن، وأستطيع أن أخبر العالم أجمع أن لدينا صواريخ يمكننا من خلالها محاربة السعوديين لسنوات قادمة. مرة أخرى عندما يحاولون إيجاد مبرر فإنهم يلجؤون للحديث بأن إيران تقوم بعمل حزب الله في اليمن، وسبب نفيي القاطع يثبته توجهنا إلى محادثات السلام و وتبادل الأسرى ، ودعوتنا لفتح مطار صنعاء ، والقيام بكل تلك الأمور.. نحن لسنا ما يُروج له بنموذج حزب الله والذي تسعى الإدارة الأمريكية إلى نشره وترويجه في أنحاء العالم، أعتقد أن الإدارة الحالية لديها مشاكلها الخاصة ، فيما يتعلق بالمسألة الإيرانية، ولم يحاولوا إيجاد حلها إلا من خلال القدوم إلى اليمن مع السعوديين. إذا كان السعوديون والأمريكيون بتلك الشجاعة فهنالك مضيق هرمز، السفن البحرية الحربيه هناك ، وبإمكانهم إيقاف أي شيء يأتي إلى هذه المنطقة من خلال ذلك المكان ، وليس من خلال شن عملية قصف ضد اليمنيين لفترة أربع سنوات

■ وعن تهمة الدعم أو مساعدة من إيران قال : نحن في المؤتمر حلفاء أنصار الله، أستطيع أن أخبركِ بأننا لا نتلقى أي دعم من إيران، إذا كان لدى أي أحد وثائق أو صور بالأقمار الصناعية أو أي شيء أخر يثبت ذلك فليظهروه للعالم، لا أن يقوموا بالترويج حول صواريخ اسكود التي اشتريناها من الأتحاد السوفييتي في حينه، بأنها صواريخ إيرانية ضد السعودية، محاولين إثبات ذلك للعالم. لم نقم بإطلاق أي صاروخ باتجاه السعودية لفترة عامين بانتظار أن يحدث شيء، حتى وجدنا أن لا أحد يسمع لليمنيين، عندها بدأنا بممارسة حق الدفاع عن النفس. أسلحتنا الصاروخية هي أسلحة دفاعية وليست للهجوم على أي دولة ، ونحن هنا في صنعاء وتعالوا إلينا وسنريكم إياها .

■وعن إشاعات الصراع بين انصارالله قال : إذا ما كان أحد من الفصائل من الذي ذكرتِ يحصل على شيء ما أو أن ما يعرف الحرس الثوري في إيران يقوم بفعل شيء ما فليقوموا بشرح وإثبات ذلك لنا، أما أن يستمر الجميع بالحديث بشأن الحوثيين وإيران وحزب الله فإننا لن نصل إلى تحقيق سلام، دعونا نتجه إلى العمل على تحقيق إجراءات بناء الثقة والبدء في نزع سلاح العديد من فصائل الميليشيا في الجنوب ومأرب.. نحن نمثل طرفا واحدا مقاتلا، بينما الطرف الأخر لديه ما بين 10-15 فصيل ميلشياوي مختلف ، حيث لا يمكن لأحد السيطرة عليهم، بينما يمكننا هنا السيطرة وتنظيم أنفسنا .

■وعن دعم الولايات المتحدة،فإن التحالف السعودي يقوم بالقصف بكافة أرجاء اليمن منها ما وقع صيفاً على حافلة مدرسية قتل فيه 44 طفل وما كتبته النيويورك تايمز بأن موقع قصف الحافلة الذي تحول إلى مزار بجانب كتابة عريضة باللغتين العربية والإنجليزية تقول ( أمريكا تقتل الأطفال اليمنيين ) وذكرتالصحيفة، أنهم وجدوا آثار وعلامات أمريكية ( بقايا الصاروخ ) ، اوضح الوزير شرف ان ، هناك العديد من المزارات في اليمن وهناك الكثير من الأماكن التي تم قصفها، والكثير تم قتلهم، أحدها هنا في صنعاء وهي الصالة الكبرى، حيث قتل ما يقارب 599 شخصا، وما ذكرتيه هو مثال بسيط لمثل هذه المجازر التي حدثت لشعبنا. نحن لا نقول مطلقاً أنه لا يمكننا الحديث مع الأمريكيين، نحن نتحدث عن هذه القارة الكبيرة المسماة الولايات المتحدة الأمريكية، لكن الإدارة الأمريكية الحالية تنحاز حقيقة إلى أعدائنا الذين يقومون بقتلنا، حيث يقومون بتزويدهم بالمعلومات والبيانات الاستخباراتية والأسلحة والصورايخ والتقنيات الموسومة بدقة الاستهداف في العمليات العسكرية.

مرة أخرى نطلب من الأمريكيين أن يثبتوا للعالم رغبتهم في تحقيق السلام ، حاولوا أن توقفوا مبيعات الأسلحة للسعودية، حاولوا أن تقوموا بالوساطة بطريقة جيدة وإيجابية، حيث لا تتحيزون فيها للسعوديين الذين يقومون بشراء أسلحتكم أو تزويدكم بالنفط أو أياً كان من الأمور المشتركة . لا نفكر في أمريكا كعدو ، أكرر مرة أخرى عندما نتحدث بخطاب وشعارات حول أمريكا فإننا نعني بها جميعاً الإدارة الأمريكية التي تقوم بقتلنا وتزويد السلاح والوقود ضدنا، لكننا نحب الشعب الأمريكي ... أمريكا هي قارة وليست شخصا أو كيانا صغيرا يمكنك لعنه أو كراهيته، .

■وتعليقا على قول ترامب حول عملية قصف تلك الحافلة المدرسية في شهر أغسطس الماضي، والتي حينما سُئل الرئيس ترامب عنها، أجاب ( أنها بسبب أن السعوديين لا يعرفون كيفية استخدام الأسلحة الأمريكية الحديثة و لقد كان ذلك أساساً بسبب الناس الذين لم يعرفوا كيف يستخدمون الأسلحة وهي مسألة فظيعة سأقوم بالحديث عن العديد من الأشياء مع السعوديين ، ولكن بالتأكيد لن يكون معي أولئك الناس الذين يستخدمون الأسلحة ويقومون بإطلاقها على باصات الأطفال)

قال الوزير شرف :مع كامل الأحترام، فإن ترامب يقوم بتغيير نبرته باتجاه السعوديين من وقت لأخر، مجدداً هؤلاء الأشخاص يقومون بما يقومون به مستفيدين مما حدث .

وحول ما يقدمه خبراء المخابرات الأمريكيين من نصائح ومعلومات .قال الوزير شرف :إنهم يعملون من خلال أجهزة الكمبيوتر وليس من خلال السعوديين، حيث يتم تحديد الهدف واحتجازه ثم الإطلاق باتجاهه، وعليه فإن مثل هذه التبريرات هي غير مقبولة بالنسبة لنا .إذا كان الأمريكيون يرغبون بخوض الحرب لصالح السعوديين والقيام بما يرغبون به تماماً، دعوهم يأتون، وليس اللجوء للوم السعوديين هنا ..

مرة أخرى أنا ألوم وزارة الدفاع الأمريكية والجيش الأمريكي فيما يقومون به وتشجيعهم السعوديين بأن يتدربوا علينا نحن اليمنيين وعلى شعبنا، كفى. يعني كفى. أوقفوا هذه الحرب، فأنتم الدولة الوحيدة في العالم التي يمكنها إيقاف الحرب، وأنا أقولها أمام العالم أجمع، هي الولايات المتحدة الأمريكية وليس الأمم المتحدة، إنها الولايات المتحدة التي تستطيع إيقاف الحرب، لأنهم هم الداعمون الأقوى للسعوديين..

وأختتمت قناة ال CNN حوارها مع شرف بطلب تعليقه على حول موت وتقطيع السعودي جمال خاشقجي ، و تأثير ذلك على التركيز عمايجرى في اليمن ، حيث قال :" نعم لقد لعب دوراً كبيراً في تشويش وبعثرة ولي العهد السعودي في اتجاهات مختلفة، حيث لا يستطيع أن يقوم بالعديد من الأشياء والمهام في نفس الوقت وفي جبهات مختلفة، ولكن حقيقة لقد أسهمت الجريمة في جلب الانتباه لليمن، وأنه في حين مات خاشقجي كشهيد في مناسبة سيئة، هنالك الآلاف والآلاف من اليمنيين الذين يموتون بسبب التحالف السعودي..