الإجراءات التي قامت بها السلطات السعودية تجاه المغتربين اليمنيين يندى لها جبين الإنسانية ولا يقرّها دين ولا شرع ولا حقوق جوار ولا مواثيق دولية أو قيم إنسانية ،فحقيقة ما جرى ويجري هناك يدفع بالمرء للإعتقاد إلى أنه من غير المعقول أن يقوم بلدجار وشقيق بإتخاذ مثل هكذا قرارات قاتلة وصادمة للضمير الإنساني وهو يدرك الأوضاع الصعبة التي يعيشها هذا البلد ،،وما يعانيه من مشاكل وأزمات إقتصادية وأمنية وسياسية ومعيشية..متلاحقة تستوجب الأخذ بيده وليس التنكيل بأبنائه بهذه الصورة المقزّزة والمرفوضة والمدانة.. مهما صوّغ لها الكثير أنها إجراءات قانونية وكل بلد يتخذ ما يناسبه من الأنظمة والقوانين والضوابط ..فهذه المصوغات في الحقيقة غير كافية أو مبررة لقيام الإخوة في السعوديوة بمذبحة كهذه قد لا تتوقف عواقبها عند مسألة ترحيل مئات الآلاف من اليمنيين .بل قد تصل إلى عملية تجييش وإستقطابات من قبل جماعات وأطراف مختلفة كإيران وغيرها.. وحينها أعتقد أن الجميع يدرك ماذا يعني هذا الأمر وما ستكون عليه الأوضاع في المنطقة عموما ..على أية حال ..لم تتوقف معاناة اليمنيين عند رعب وقساة الإجراءات السعودية الرسمية .بل إنها تجاوزت ذلك وفتحت شهية أصحاب النوازع الشريرة و بعض ضعاف النفوس من أرباب العمل والمواطنين السعوديين بمن فيهم الأطفال والنساء لممارسة أقسى أنواع التعسف بحق المغتربين اليمنيين الذين صاروا عرضة للإنتهاكات والإبتزاز لمن تبقّى منهم في مقارّ أعمالهم أوفي الشوارع والأسواق العامة.. وغيره ، فالجميع معرضون للإعتداءات وسلب حقوقهم وترهيبهم دون اي مصوغ أو رادع ..وبمباركة رسمية ..

عبدالكريم الم