-  ريم تكتب الحجاب مثل لحية الرجل

- ريم تكتب الحجاب مثل لحية الرجل
الأحد, 01-إبريل-2018
أوراق_برس من الراي -
ريم الميع      الكويت 

موقفان تصدرا وسائل الإعلام الأسبوع الماضي حول الحجاب، الأول للناشطة شيخة الجاسم والثاني للكاتب وائل الحساوي قالت الأولى فيه إن لَبْس الحجاب في حد ذاته ظاهرة شكلية تساوي تماماً ظاهرة حلق اللحى لدى الرجال، لكن المجتمع بعنصريته يغفر للرجل ما يحاكم عليه المرأة، في حين استعرض الحساوي تاريخ نزع الحجاب في مصر وتونس وإيران، متخوفاً من تصدير هذه الظاهرة.

 مثل هذه النقاشات في مجتمع اعتاد نقاش كل شيء واختراع قضاياه، وإن لم تكن لديه قضية، اقتصرت على نزع الحجاب، لكنها لم تناقش أسباب ارتدائه في الأساس أو عدم ارتدائه من الأساس، فالموقفان يندرجان في خانة الحرية الشخصية، في حين أن ثالثهما لا حرية فيه من دون تبرير منطقي أو معقول يقبله المجتمع أو يرفضه.

 في السنوات العشر الأخيرة، ربما بلغ عدد اللواتي نزعن حجابهن عدد المحجبات والسافرات مجتمعات... وعلى ذكر كلمة السافرات، البعض يعتبرها شتيمة لجهله، بينما هي تعريف غير المحجبة. والمحجبة... حجاب تستطيع من لبسته أن تدعي كل أنواع الراحة النفسية بارتدائه، مثلما تستطيع من نزعته أن تدعي المشاعر نفسها، والواقع أن الحالة النفسية والتوفيق من رب العالمين والأحلام السعيدة أو الكوابيس لا علاقة لها بارتداء الحجاب أو خلعه.

 دينياً، المقصود بالحجاب الحشمة، إذ لم يرد في نص صريح إلا في إطار الستر، لكن بعض المحجبات «الله يستر عليهن» أخفين المهم وكشفن كل ما هو أهم حتى فقد الحجاب قيمته وهدفه!

أما اجتماعياً، فيدخل الحجاب في إطار كل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس، لكن الناس تطوروا وأصبح جزء من الحراك الاجتماعي للمجتمع والحريات العامة لَبْس ما يعجبه لا ما يعجب الناس، وتطور الأمر حتى بات يخلع ما يعجبه من دون تبرير ومن دون أسباب، والأهم من دون نفاق!

أصبح الأمر عادياً، وكل شيء يصبح عادياً إذا اعتدنا الاعتياد عليه. الزمن تطور، دار دورة كاملة، من الجوهريات إلى الشكليات، ومن الشكليات إلى الجوهريات، ولا نعرف كيف سيدور لاحقاً.

 في إحدى مراحل تطور المجتمع كان السفور ظاهرة، وفي مرحلة ثانية كان الحجاب ظاهرة، وفي مرحلة ثالثة أصبح نزع الحجاب ظاهرة. وقد تُكرر الظواهر نفسها بالترتيب نفسه أو بترتيب مغاير لا يغير رؤيته للأشياء ولا للأشخاص حين تغير صورة «بروفايلها».
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 19-إبريل-2024 الساعة: 02:56 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-22347.htm