- استمرار المظاهرات لليوم الثاني  في ايران تحت شعار الموت للديكتاتور

- استمرار المظاهرات لليوم الثاني في ايران تحت شعار الموت للديكتاتور
السبت, 30-ديسمبر-2017
أوراق_برس من الراي -

 طهران - وكالات - لليوم الثاني على التوالي، تواصلت التظاهرات في مدن إيرانية عدة، لا سيما مشهد ثاني أكبر المدن الإيرانية، احتجاجاً على البطالة وغلاء الأسعار، فيما عمدت السلطات إلى توقيف العشرات والتهديد بإجراءات حازمة ضد الاحتجاجات.


واعتبر اسحق جهانغيري، نائب الرئيس الايراني حسن روحاني، أن متشددين معارضين للحكومة قد يكونون مسؤولين عن التظاهرات التي امتدت امس إلى طهران ومدينة كرمنشاه في غرب البلاد، رغم أن أعداد المحتجين بقيت ضئيلة.

كما أفادت تقارير عن خروج تظاهرات صغيرة في نيسابور قرب مشهد ويزد في الجنوب وشاهرود في الشمال وكاشمر في شمال شرق البلاد.

وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي استخدام شرطة مكافحة الشغب مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود.

ونقل التلفزيون الرسمي الايراني عن جهانغيري قوله ان «بعض الحوادث التي وقعت في البلاد (حصلت) بذريعة مشاكل اقتصادية ولكن يبدو أن ثمة أمراً آخر خلفها».

وأضاف «يعتقدون أنهم يؤذون الحكومة بما يفعلون»، مؤكداً أنه ينبغي كشف هويات المسؤولين عما حصل.

وقال: «من يتذرعون اليوم بالقضايا الاقتصادية لحشد تجمعات لها أبعاد وأهداف أخرى عليهم أن يعلموا أن دخان هذه الأحداث سيطالهم لأنه عند تشكيل تيار اجتماعي ما وسوقه إلى الشارع فإنه بالتأكيد من يبدأ هذه التحركات لن يستطيع التحكم بها بينما سيمتطي الآخرون موجة هذه التحركات لاستغلالها».

من جهته، قال نائب محافظ طهران محسن حمداني إن «أقل من 50 شخصاً» تجمعوا في احدى ساحات المدينة وتم توقيف العديد منهم بعد ان رفضوا اخلاء المكان، حسب صحيفة «اعتماد» الاصلاحية.

وأضاف حمداني «كانوا تحت تأثير الدعاية»، وكانوا «غير مدركين أن غالبية هذه الدعوات للتظاهر تأتي من الخارج».

وفي كرمنشاه كانت التظاهرة أكبر، إذ أظهرت تسجيلات فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مئات من المتظاهرين، وافادت التقارير ان التظاهرة كانت لمن خسروا اموالهم جراء انهيار مؤسسات التسليف غير المرخص لها في السنوات الاخيرة.

وأفادت وكالة أنباء «تسنيم» المحافظة ان «المتظاهرين طالبوا بكشف مصير حساباتهم وان الشرطة تعاطت معهم بروية رغم عدم حصولهم على اذن بالتظاهر».

ويأتي ذلك غداة اعتقال 52 شخصا في مدينة مشهد (شمال شرق) التي تعد مركزاً دينياً مهماً في ايران، احتجاجاً على غلاء الاسعار وتراجع الاوضاع الاقتصادية في عهد روحاني.

وأظهرت تسجيلات مصورة بثتها شبكة «نظر» الاصلاحية متظاهرين في مدينة مشهد وهم يهتفون «الموت لروحاني».

ورددوا أيضاً هتافات من بينها «الموت للديكتاتور» و»لا غزة ولا لبنان، حياتي لايران»، في ما يؤشر على غضب البعض في إيران من تركيز السلطات على القضايا الاقليمية بدلا من تحسين الظروف داخل البلاد.

لكن أسباب الاحتجاجات أكثر عمقاً مما تبدو، حسب النائب الإيراني حميد غارمابي.

وقال النائب الذي يمثل مدينة نيسابور قرب مشهد لوكالة «فارس» للأنباء، «هناك أزمة كبيرة في مشهد سببتها المؤسسات المالية غير القانونية»، في إشارة إلى تكاثر مؤسسات الاقراض خلال عهد الرئيس السابق محمود احمدي نجاد.

وأدت طفرة في قطاع البناء، الخارج عن السيطرة، الى تراكم الديون لدى البنوك وشركات الاقراض، يضاف الى ذلك ارتفاع التضخم والفوضى التي احدثتها العقوبات الدولية ما دفع كثيراً من المؤسسات الى التخلف عن سداد ديونها.

وسعت حكومة روحاني، منذ وصوله الى السلطة العام 2013، إلى تنظيم القطاع المالي، وأغلقت ثلاثاً من مؤسسات الاقراض الكبرى في البلاد، بينها «ميزان». لكن التقدّم في تنظيم هذا القطاع كان بطيئاً. 

وكانت مدينة مشهد أكثر المدن تضرراً بإغلاق مؤسسة «ميزان»، التي كانت تدير نحو مليون حساب، ما أدى لاندلاع احتجاجات في المدينة منذ العام 2015، حسب وكالة «ارنا» للأنباء الرسمية.

أما كرمنشاه فكانت الأكثر تضرراً جراء المشاكل التي واجهتها مؤسسة الاقراض «كاسبيان»، حسب وكالة «تسنيم».

من جهته، دعا رجل الدين البارز في مشهد آية الله أحمد علم الهدى قوات الأمن إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد المتظاهرين، قائلاً «إذا تركت وكالات الأمن وإنفاذ القانون مثيري الشغب وشأنهم فإن الأعداء سينشرون تسجيلات وصوراً في إعلامهم ويقولون إن نظام الجمهورية الإسلامية فقد قاعدته الثورية في مشهد».

واعتبر علم الهدى، وهو ممثل المرشد الأعلى علي خامنئي في مشهد، أن «عدداً قليلاً» من الأشخاص استغل احتجاجات أول من أمس لرفع شعارات مناهضة لتدخل طهران في نزاعات إقليمية.

وأضاف «بعض الناس خرجوا للتعبير عن مطالبهم لكن فجأة رددت مجموعة لا يتعدى عددها الخمسين وسط حشد بالمئات هتافات مغايرة ومريعة مثل (اتركوا فلسطين) و(أضحي بحياتي في سبيل إيران وليس غزة أو لبنان)».

وفي أول موقف أميركي من التظاهرات في إيران، قال السيناتور توم كاتن، عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية أركنساس، إن المرشد الأعلى ينفق المليارات من الدولارات من الأرصدة المفرج عنها بموجب الاتفاق النووي، في سورية واليمن ولبنان، على حساب شعبه.

واضاف في بيان ان «الاحتجاجات في مشهد أظهرت بأن نظاماً قائماً على أفكار الكراهية لا يمكن أن يحظى على تأييد شعبي واسع إلى الأبد... علينا أن ندعم الشعب الإيراني الذي يخاطر بحياته ليصرخ محتجاً على هذا النظام».


نجاد لخامنئي: هل يجب أن يموت من يُخالف رأيك؟


طهران - «العربية نت» - رد الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، على المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي حذره من استمرار انتقاداته للنظام ولعب دور المعارضة، بالقول إنه سيستمر بالتصريح بآرائه، متسائلاً: «هل من له رأي مغاير لرأي المرشد يجب أن يموت؟».

جاءت تصريحات أحمدي نجاد، لدى زيارته محافظة بوشهر، جنوب إيران، اول من امس، حيث رد على سؤال حول ترشحه للانتخابات الرئاسية الأخيرة، رغم منعه من قبل المرشد، بالقول: «هل يأمرك القائد بألا تفكر… هل يقول عطّل عقلك؟»

وأظهر مقطع تداولته مواقع إيرانية رد الرئيس الإيراني السابق على سؤال آخر وجهه أحد الحضور من أهالي بوشهر عما إذا كان يعترف بأن المرشد على حق أم لا؟، فأجاب: «إذا كان للقائد رأي في أمر ما وكان لدينا رأي آخر، فهل يجب أن نموت؟ لا بل علينا أن نقول آراءنا».
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 23-إبريل-2024 الساعة: 10:57 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-22056.htm