- سعد الحريري لو كنت أعرف خاتمتي ما كنت بدأت  وسيكمل بهاء الحريري مسيرة والده  وحاورته فكان  مرتبكاً

- سعد الحريري لو كنت أعرف خاتمتي ما كنت بدأت وسيكمل بهاء الحريري مسيرة والده وحاورته فكان مرتبكاً
الجمعة, 17-نوفمبر-2017
ريم الميع من الكويت الراي -

الكويتي يهتم بالشأن اللبناني أكثر من اللبنانيين، وبالشأن الخليجي أكثر من الخليجيين ولا يقبل من الطرفين تعديهما على شأنه الكويتي الخاص لكنهم يتعدون، فيتعدى والأمور تعدي.


وأول من أمس لم تنشغل الكويت بالهزة الأرضية قدر انشغالها بمتابعة حديث رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في السعودية عن ظروف استقالته وإقامته حتى كانت الهزة الأرضية ذاتها محل إشارة في مقابلته من محاورته للتأكيد على أن بث المقابلة على الهواء مباشرة، بعد شكوك تؤكد عروبة صاحبها... فالعربي يشك حتى تعرف أنه عربي!


وبعيداً عن نظرية الشك العربي والحديث عن تهديدات واغتيالات، أخذتني المقابلة بعيداً عنها أبعد من ظهور سعد غير المحسوب والمتوقع.


لم يكن سعد الحريري مهتماً بالسياسة، بل مشغول عنها في عالم «البزنس» والمال، حاله حال أسرة الحريري ورفيق الحريري الأب نفسه قبل صعوده الصاروخي من عالم المال إلى عالم السياسة، وحال الابن كحال الأب تجسده قصيدة نزار «لو كنت أعرف خاتمتي ما كنت بدأت».


فعندما حدث غير المتوقع، لم يتوقع أحد ما حدث بأن تنتهي مسيرة الحريري الأب السياسية العريضة سريعاً لتكون قصيرة جداً باغتياله في عيد العشاق في العام 2005 في جريمة هزت اللبنانيين ليهزوا العالم في صيحة واحدة «بدنا الحقيقة»، فرددها العالم بأسره الذي انتفض بحثاً عن الحقيقة!


والحقيقة أن ملف الاغتيالات في العالم العربي يورث لأسرة الضحية، فإن لم تتوله ضاع حقها في أروقة البحث عن الحقيقة الذي اتخذ شكل المتاهة في عالمنا العربي ولو تم تدويل الجريمة وهكذا كان ولا يزال.


ولم تكن أسرة الحريري مستعدة للتوريث المستحق، بل ربما كانت على العكس في انتظار انتهاء المسيرة الحريرية على طريق الحرير بالاستقالة أو التقاعد المبكر والاستمتاع بالحياة التي أشغلهم عنها طموحهم اللامحدود.


لكن ما كل ما ينتظره المرء يجده، إذ وجدت الأسرة استكمال مسيرة ربها قدراً أكثر من كونه خياراً.


ووسط توقعات أن يكمل نجل رفيق الحريري البكر بهاء مسيرة والده، وأتذكر أنني أجريت معه حواراً في الكويت باعتباره الوريث المنتظر بدا فيه مرتبكاً أكثر من ارتباك شقيقه في مقابلة الأمس.


ثم كان التوريث من نصيب سعد غير المتوقع، فالتقيته فور تسلمه في دبي على هامش مؤتمر الفكر العربي، كان على عكس شقيقه «شابا مهضوما» لم يشُبه الارتباك وقتها، لكنه ارتكب سلسلة من الأخطاء بسبب «هضامته» انتهت نهاية غير متوقعة في مقابلة تلفزيونية لم يهضمها أحد كونها أنهت مسيرته بما بدأت به من بحث عن الحقيقة وتحول الباحث إلى مبحوث عنه وتحول اهتمام جميع الأطراف المهتمة من كويتيين وسعوديين ولبنانيين في أنهم جميعاً «بدهم الحقيقة»، لكن الحقيقة في ما يبدو «ما بدها أحد»!


reemalme@

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 25-إبريل-2024 الساعة: 11:02 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-21857.htm