- لم يكن تنازل الشيخ حمد خليفة عن الحكم لصالح ابنه أمراً مزاجياً أو أعتباطياً أتى من أجل الإمتاع والتسلية وإدخال السرور على الابن تميم الذي يأمل أن ينافس أمراء بريطانيا والسعودية والكويت .

- لم يكن تنازل الشيخ حمد خليفة عن الحكم لصالح ابنه أمراً مزاجياً أو أعتباطياً أتى من أجل الإمتاع والتسلية وإدخال السرور على الابن تميم الذي يأمل أن ينافس أمراء بريطانيا والسعودية والكويت .
الثلاثاء, 25-يونيو-2013
بقلم/ عبدالجبارعوض الجريري -

لم يكن تنازل الشيخ حمد خليفة عن الحكم لصالح ابنه أمراً مزاجياً أو أعتباطياً أتى من أجل الإمتاع والتسلية وإدخال السرور على الابن تميم الذي يأمل أن ينافس أمراء بريطانيا والسعودية والكويت .
بل كانت هذه الخطوة المفاجئة والتي لم يسبقها سوى القليل من اللغط الإعلامي عن وجود خلافات بين الأسرة الحاكمة في قطر أدت في بعض حالاتها الحادة إلى صدام مسلح محدود داخل إحدى القصور التابعة لهذه الأسرة.
إن إقدام أمير قطر على التنازل عن الحكم لصالح ابنه ربما يطرح أسئلة كثيرة حول مضمون هذه الخطوة ومامدى تأثيرها على السياسة الخارجية في قطر.
لا سيما في هذا الوقت الذي أضحت فيه قطر قطب مهم من أقطاب المنطقة العربية وخاصة فيما يتعلق بالربيع العربي وعلى وجه التحديد الثورة السورية التي كانت قطر خير داعماً لها وخير مساند في كل المستويات.
في أعتقادي أن أسباب تنازل أمير قطر في هذا الوقت بالتحديد يعود لحزمة من الأسباب لعل أهمها هي :
1- خوف الأمير من الجزاء الذي ينتظره من ابنه على غرار ماقام به هو ضد اباه .
2- أراد الأمير القطري الشيخ حمد أن ينهي فترة حكمه بشهامة ورجولة ولا سيما بعد فترة دعم للثوار العرب وغزة وبعض المناطق العربية الأخرى ؛فهو استبق الأحداث التي ربما تكون سيئة عليه بخطوة ذكية جريئة شجاعة.
3- أصبحت قطر في ظل تواجد الشيخ حمد مستهدفه من قبل أمريكا والغرب عموماً وإيران والأنظمة العربية أيضاً وهو ما استدعى بالأمير لأن يتنازل لتغيير الوجوه والإقلال من تسليط الضؤ على دولة قطر.
4- أكتفى الشيخ حمد بما قام به من مواقف تجاه الكثير من القضايا الإسلامية والعربية وخطوة الاستقالة هذه بمثابة فترة استراحة من عناء الحكم وجهده.
وهناك أسباب أخرى ربما لا أحد يعلم عنها شيئاً غير أمير قطر ومن يدور في فلكه ولكن بطبيعة الحال هذه الخطوة التي أقدم عليها أمير قطر تعزز مكانة قطر في ترسيخ الديمقراطية التي يتغنى بها بعض الأمراء والحكام والملوك في فضائياتهم الإعلامية وليس في واقعهم المجافي لهذه التراهات الإعلامية.
ربما تكون التهنئة التي تلقاها أمير قطر الجديد من كلاً من السعودية والكويت هي تهنئة فرح وسرور بزوال من يعتقدون أنه يخالفهم الرأي والموقف والاتجاه.
ولكن أمراء السعودية والكويت لم يقتبسوا الدرس الذي قدمه امير قطر بل مازالوا في غيهم وعميانهم .فهذا الملك السعودي قد شارف على الثمانين ومازال يتشبث بالحكم والملك لم يترك المجال لجيل شاب جديد ربما يكون فيه أمل وخير لهذه الأمة التي لم تذق طيلة تواجد هؤلاءِ الحكام سوى الذل والخزي والعار .
وذاك أمير الكويت يستبق الموقف ويرسل برقية تهنئة للشاب تميم وكأنه يساويه في العمر ناسياً أن هذه الخطوة ستعمل على تحميس الأمراء الكويتيين الشباب الذين لن يذوقوا راحة طالما أن هناك شاب سبقهم للإمارة في دولة قريبة شقيقة.
ربما يخفى على الكثير مألآت هذه الخطوة ولكن الوقت هو من يبين أنعكاساتها ومامدى تأثيرها على الحكم الملكي الوراثي في الخليج بمجمل عام.

تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 04:42 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-2163.htm