وزير خارجية حكومة صنعاء لـ«الراي»: ستتحلحل الأمور اذا جمعتنا الكويت إلى طاولة تفاوض مع السعودي

اعتبر أن المفاوضات السابقة لم تكن جدية في غياب المملكة اللاعب الأهم على الساحة

| صنعاء - من طاهر حيدر حزام |

تدخّل الكويت كوسيط سلام في طاولة واحدة تجمعنا مع السعودية سيحلحل الأمور

الكويت قادرة على لعب دور الوسيط الأكثر حيادية وعدلاً لإنهاء الحرب

تصريحات طهران غير مسؤولة ولن تكون للسياسات أو للتوجهات الإيرانية أي موطئ قدم في اليمن

اليمن ليس طرفاً في المعادلة أو اللعبة الإيرانية المواجهة للولايات المتحدة وحلفائها

وصف وزير خارجية حكومة الأمر الواقع في صنعاء المهندس هشام شرف الكويت بأنها «الوسيط الاكثر حيادية وعدلاً نحو السلام»، مؤكداً أنها «الأفضل بين دول الخليج ولها احترامها في العالم».

وطالب شرف، في حوار مع «الراي»، الكويت بإطلاق مبادرة جديدة لإنهاء الحرب في اليمن، مرجحاً أن يكون لها دور ريادي في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة.

وفي ما يلي نص الحوار:

● الحكومة الشرعية لديها وزير خارجية هو عبدالملك المخلافي وتسيطر على الدخول والخروج لليمن، ما هو دورك وهل تستقبل وفوداً خارجية؟

- نحن في صنعاء نمثل الشعب، نمثل الأحرار وندعو العالم للمجيء إلينا ليعرفوا الحقيقة، ونستقبل وفوداً دولية وشخصيات عالمية بشكل دائم، ولدينا خطط تواصل وتحرك خارجي لدينا من ينفذها في الخارج.

● كيف ترى الدور الكويتي في ظل الأزمة؟

- أنا أعتبره دوراً متعقلاً في التعامل مع الجانب اليمني، وأتوقع دوراً ريادياً لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد وقيادتها، وهؤلاء هم أهل دولة وتاريخ تعامل سياسي وديبلوماسي، وقد تكون الكويت هي من ستحاول التقريب بين كل الجهات، حتى مع الجانب السعودي.

أنا أستطيع أن أقول إن الكويت تستطيع أن تكون الوسيط للسلام بكل حيادية وعدل أفضل من غيرها بالنظر الى تاريخ علاقتنا معنا في السابق.

وأعتقد أن تدخّل الكويت كوسيط سلام في طاولة واحدة تجمعنا مع السعودية سيحلحل الامور، وأنا هنا أتكلم عن ثقة وباعتباري وزيراً لخارجية دولة الشعب اليمني والأمر الواقع في صنعاء، وبالتالي فإن الكويت يمكن أن تكون طرفاً مساهماً بفعالية كبيرة في حل النزاع.

● هل يعني ذلك أنكم ترغبون بأن تلعب الكويت دوراً في الأزمة؟

- نعم... وأن ترسل مبعوثاً رسمياً أو فريقاً سياسياً يستمع الى موقفنا في صنعاء في حقيقة الاوضاع وكذلك يجلس مع الاخرين ويسمع ما لديهم.

● لماذا تعتقدون أن الكويت يمكن أن تنجح أكثر من غيرها في هذه المهمة؟

- لأن علاقتها مع الخارج والداخل قوية ولديها مرونة وتعرضت لكوارث الحرب ومآسيها في وقت سابق، ويمكنها أن تنظر إلى الأزمة برؤية جديدة مُحايدة.

● لكن المفاوضات السابقة التي عقدت في الكويت فشلت...؟

- المشكلة أنها كانت تعطي للشعب انطباعاً عن السلام في ظل غياب أهم اللاعبين على الساحة، وهي السعودية... وكان الحوار يمنياً - يمنياً للتمويه على الاسباب الحقيقية لما حدث.

● لكن ما هو شرطكم إذا وافقت الكويت على استضافة الحوار؟

- إذا طُلب منّا حضور مفاوضات لا بد من وجود سعودي ونتكلم على كل النقاط بكل صراحة وشفافية وثقة وإيمان بحاجة اليمن والمنطقة للسلام.

● أنت كوزير خارجية في صنعاء لماذا لم تطلب من الكويت مساعدات إنسانية؟

- المساعدات الإنسانية نرحب بها والجميع يعرف ما نريد، من أدوية ومستلزمات طبية للعمليات الجراحية للجرحى، وكذلك مواد غذائية... وبالطبع هذا قرار يرجع لدولة الكويت في تقديم مساعدات للمواطنين اليمنيين.

الكويت دولة معطاءة وكانت تساعد اليمن ونتوقع أنها ستدعم جهود ما بعد انتهاء الوضع الحالي وعودة السلام والاستقرار لربوع اليمن.

● هل كانت لك علاقات سابقاً مع مسؤولين كويتيين حينما كنت وكيلاً للتخطيط أيام حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح؟

- نعم، كانت لدينا علاقات قوية مع الكويت ومسؤوليها، ودور الكويت دور فعال وتنموي ودور اقتصادي وسياسي واضح لم يبحث عن تبعية أبداً، علاقتنا قوية مع السيد عبداللطيف الحمد في الصندوق العربي والأخ يوسف البدر في الصندوق الكويتي وكل المسؤولين الحكوميين الذين تعاملنا معهم وكان دورهم واضحاً وشفافاً. الكويت لديها رؤية واضحة وتنشد مستقبلاً تعرف أبعاده من خلال خططها وبرامجها التي نعرفها، كذلك أنا كنت عضواً في المعهد العربي للتخطيط لفترة تجاوزت العشر سنوات ووجدت في أشقائي الكويتيين رجال دولة وقرار ويحترمون الآخرين ولا يتدخلون في شؤون غيرهم.

● ماذا عن دعم إيران للحوثي وصالح... هل هو صحيح؟

- نحن كحكومة إنقاذ وطني طالبنا وما زلنا نطالب بأن تنشر على الملأ تفاصيل وصور ذلك الدعم وترفع القضايا ضد إيران بناء على ما تدّعيه من وجود دعم عسكري أو مالي من إيران.

● لكن إيران تعلن صراحة من حين الى آخر أنها تدعمكم ؟

- صحيح ان بعض المسؤولين في ايران يدلون بتصريحات تدخل في إطار حرب إعلامية بينهم وبين أطراف أخرى، لكنها برأيي هي تصريحات غير مسؤولة لا نرحب بها أبداً، وهي كذلك تصريحات لا تعبّر بالضرورة عن واقع الحال الذي تعرفه جيداً الأقمار الاصطناعية والمخابرات. أؤكد لكم أننا كحكومة إنقاذ وطني لم نتلقَّ أي دعم إيراني مما يتحدثون عنه.

نحن في اليمن لسنا طرفاً في المعادلة أو اللعبة الإيرانية المواجهة للولايات المتحدة نحن لم نكن طرفاً في أي وقت ولا نقبل ذلك، وأنا متأكد تماماً بأنه لن تكون للسياسات أو للتوجهات الإيرانية أي موطئ قدم في اليمن.
رابط الحوار في صحية الراي الكويتية (www.alraimedia.com/ar/article/local/2017/09/22/793716/nr/kuwait)