- أغلقت جامعة صنعاء في عام 2011 لمدة عام كامل بسبب أحداث الثورة التي كانت تدور في محيط الجامعة. لم يكن لدى الطلاب خيار سوى الانتظار دون أن يعرفوا عما إذا كانت الجامعة ستفتح مرة أخرى أم لا. كان الوقت يمر، فقررت التقديم للعمل كمتدربة داخل وخارج اليمن، خصوصا في ألمانيا.  كنت مهتمة أكثر بألمانيا لأنني زرتها خلال برنامج التبادل الثقافي قبل فترة قصيرة وأعجبت بها.

- أغلقت جامعة صنعاء في عام 2011 لمدة عام كامل بسبب أحداث الثورة التي كانت تدور في محيط الجامعة. لم يكن لدى الطلاب خيار سوى الانتظار دون أن يعرفوا عما إذا كانت الجامعة ستفتح مرة أخرى أم لا. كان الوقت يمر، فقررت التقديم للعمل كمتدربة داخل وخارج اليمن، خصوصا في ألمانيا. كنت مهتمة أكثر بألمانيا لأنني زرتها خلال برنامج التبادل الثقافي قبل فترة قصيرة وأعجبت بها.
الأحد, 23-يونيو-2013
علياء الوادعي -

 الدراسة في الخارج، تحدي ومكافأةأغلقت جامعة صنعاء في عام 2011 لمدة عام كامل بسبب أحداث الثورة التي كانت تدور في محيط الجامعة. لم يكن لدى الطلاب خيار سوى الانتظار دون أن يعرفوا عما إذا كانت الجامعة ستفتح مرة أخرى أم لا. كان الوقت يمر، فقررت التقديم للعمل كمتدربة داخل وخارج اليمن، خصوصا في ألمانيا.  كنت مهتمة أكثر بألمانيا لأنني زرتها خلال برنامج التبادل الثقافي قبل فترة قصيرة وأعجبت بها.


 


كطالبة جامعية من بلد نامي، اعتقدت أن فرصي في الحصول على عمل كمتدربة  خارج اليمن ضئيلة جدا، ومع ذلك ظللت أحاول. أمضيت الساعات الطوال أبحث عن المكان الذي من الممكن أن أساهم فيه، أرسل عشرات النسخ من سيرتي الذاتية، وأخوض المقابلات، وفي النهاية  نجحت.  فوجئت  بشكل غير متوقع بالحصول على عمل كمتدربة لدى واحدة من أهم وأشهر الشركات في ألمانيا “Bosch”  في سبتمبر 2011 وبدأت فترة التدريب بداية مايو 2012 بسبب بعض التأخير  في حصولي على تأشيرة الدخول.


 


وبينما كنت في انتظار الحصول على التأشيرة، تم إعادة فتح جامعة صنعاء وعدت إلى الكلية وأكملت فصلا آخرا من دراستي. حصلت على التأشيرة وسافرت إلى ألمانيا وعلى الفور بدأت العمل كمتدربة، الذي كان في مجال تطوير البرامج وإدارة الأدوات. كان هذا تحدي ولكنه كان مكافأة أيضا.


 


وخلال فترة التدريب، بدأت أفكر في إكمال دراستي للبكالوريوس هنا في ألمانيا. فقد سمعت كثيرا عن جودة التعليم هنا، ولم أريد أن تفوتني هذه الفرصة. وبدأت أخطط لذلك، تواصلت بالجامعات، قمت بتعبئة الاستمارات وقدمت طلبي.  تم قبولي في جامعتين كطالب محول من جامعة أخرى وقبلوا باعتماد جميع المواد التي أنهيتها في اليمن، ما يعني أنني سأبدأ من النقطة التي توقفت عندها في جامعة صنعاء. قررت الدراسة في  جامعة ” SWF-FH ” في غرب ألمانيا ومنذ ذلك الحين سار كل شي بسلاسة، باستثناء إحدى العقبات الرئيسية: كيف سأموّل دراستي؟.


 


بدأت أبحث وأقدم للعديد من المنح الدراسية في ألمانيا واليمن  وقدمت لطلب وظيفة نصف دوام في العديد من الشركات في ألمانيا. ولحسن الحظ، نجحت في الحصول على ذلك لدى شركة “Bosch”  مرة أخرى ولكن في الفرع القريب من الجامعة التي أدرس فيها. في بداية  الفصل كانت إدارة الوقت صعبة جدا بين العمل والدراسة، ومع ذلك ومع الوقت، بدأت أتعلم كيف يكون لي جدول محكم.


 


كانت تلك التحديات المهنية والأكاديمية، ولكن الخبرة الشخصية كانت هي التحدي الأكبر. والمشكلة التي واجهتها هنا في ألمانيا على المستوى الشخصي هي أنني أرتدي الحجاب ويحكم على شخصيتي بناء على ذلك. بعض الناس بما فيهم بعض الجنسيات العربية يحكمون على الشخص استنادا فقط  لما يلبسه المرء. وتلك الأحكام المسبقة يمكنها تحويل المهام اليومية البسيطة إلى أعمال يصعب جدا إنجازها. إنها تجعل الشخص يشعر بعدم الراحة وفي بعض الحالات المعقدة تشعر بعدم الأمان.


التحدي الآخر الذي أواجهه هو اللغة. لم تكن اللغة مشكلة بالنسبة لي في الجامعة لان المواد تدرس بالإنجليزية، ومع ذلك،  العيش في أي بلد آخر يحتم معرفة لغة البلد لتتمكن من معايشة التجربة إلى الحد الأقصى. وبسبب الدراسة والعمل بالكاد أجد وقتا للنوم، ولهذا كان من المستحيل أن آخذ دورة في اللغة. ومع ذلك، بقيت أحاول أتعلم اللغة بنفسي لأن كل ما حولي بالألمانية.


 في الختام، أريد أن أقول أنني لم أكن راضية عن حياتي السابقة. لقد كانت هذه عبارة عن تجربة تغيير حياة. أشعر بأني خرجت من محميتي وأصبحت مستقلة، واثقة من نفسي، وامرأة قوية تستطيع البقاء في وجه تحديات الحياة لوحدها. امرأة تعرف ماذا تريد وماهي قدراتها. كان ذلك ممكنا بسبب دعم أسرتي الرائعة. أنا محظوظة جدا بعائلتي لأنهم كانوا ومازالوا نعم السند لي في كل قراراتي ويقفون إلى جانبي على طول الطريق.


 


علياء الوادعي


علياء الوادعي طالبة يمنية تستكمل دراستها في ألمانيا


تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 01:57 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-2131.htm