-  يمني يحمل جنسية إمريكيه

- يمني يحمل جنسية إمريكيه
الخميس, 27-إبريل-2017
اوراق_برس من صنعاء -
إلى أمي التي مضت ومازالت تسكن جوار روحي اكتب لكي من معين الروح فرسالتي هذه التي لم تصلك أحملها بين ضلوعي, أحتضنها طول الوقت أقرأها أقبلها لتصلك أنفاسي....

أجلس معها وحدي في غربتي كلما ضاقت بي الدنيا لأختلي بك ومعك ....لأبدأ بقراءة سطورها التي تنطق بكلمات كنا نرددها, ولتشع منها صوراً لأيامنا الجميلة .

أذكر أني ولدت من رحمك اليمني الأصيل .. واذكر أنى تربيت في أنبل حصن من حصون العالم هو (حصن حب) ذلك الحصن الذي طالما أختبت به وأنا أفر من عصى جدي الذي يصب كامل غضبه من طول غربة والدي الذي لم يكن لي فيها لاناقه ولاجمل 

أمي يامليكة الحصن يانبع الحنان ياوطن داخل وطن أتذكر ذلك اليوم الذي خرجت فيه من قريتي الحبيبة في أب االخظراء, تلفت حولي تمنيت في وقتها أن أجد أحداً يقنع جدي أو يمنعني من الخروج, ولكن لم أجد سوى عصى جدي تلوح بوجهي بأنه يجب أن ألحق بوالدي لأعينه على غربته وأجمع مهر بنت عمي التي لأذكر ملامحها اليوم وأنا هنا بعد خمسة وعشرون عام من ألغربه  , حينها تألمت وكان ألمي من أحساس غريب وهو إن خرجت فأني سأضيع كل شئ, , طفولتي, شبابي, ذكرياتي,أقاربي, أصدقائي, أحلامي , وذلك الحصن الذي طالما احتضنا أنا وأنت يأمي الغالية هربا من ظلم جدي وأعمومي  , أشياء وأشياء كثيرة أخرى .....


آآآآه سأروي لكي ياأمي ومليكتي  كيف ودعت الوطن في اللحظات الأخيرة... وأنا أقترب من صنعاء بدأت أعد الدقائق الواحدة تلو الأخرى وفجاءة سمعت السائق يقول: لم يبقى لنا إلا القليل وندخل صنعا بعدها تبيت في الفندق لصباح وتأخذ تاكسي من أمام الفندق ليقلك الى مطار صنعاء  أحسست بوخزه في قلبي وتمنيت لو أرجع, وفي تلك اللحظة صرخت بكل قوتي يااااااارب .


نزلت من السيارة التفت ونظرت إليه طويلاً وتنهدت وكأني لن أراه مجددا....


استيقظت واستلقيت ذلك التاكسي واتجهت إلى المطار وقبل أن نصل طلبت منه أن يقف وضعت كيس الدعاية جانبا ذلك الكيس الذي وضعت لي فيه ثيابي ....


ونزلت وركعت على الأرض وقبلتها عشرات المرات وأنهيتها بقبلة طويلة وبعدها مسحت وجهي بالتراب لأودع شمك أمي الحبيبة وأوصي تلك الأرض الوطن بوطني الأول أمي كل خير.... وبعدها صعدت إلى السيارة لنكمل الطريق أخرجت جوازي لنتجاوز الحاجز ترجلت السيارة وكيس الدعاية بيدي لأعلم ماأهمية أن أذهب للغربة لأضيع مثل والدي الذي لم يعود للوطن منذ ولادتي .


صوتك يأمي وأنت تنتحبي في غرفتك ليلة سفري وتدعي الله بأن لا تأخذني الغربة كما أخذت والدي منك مازالت بأذاني  وقتها بحثت عن بعض المال في جيبي واتجهت إلى مركز الاتصالات لأضغط رقم هاتف بيتنا كي اسمع نبرة صوتك ياغاليه للمرة الأخيرة.


أحسست انه أنا وأنت تقولي :ألو ألو الو ... وبقلبك عرفتي أنه أنا... خاطبتني باسمي وأنت تدعو لي بأن أصل بسلامة الله وحفظه وتأكدي لي بأن لأنسى وطني ولا أمي ولا خواتي ولا (حصن حب) الذي جمعتنا أيامه.... كنت أبكي بكل صوتي وأنت تقولي (لي عودي  عليك يابني ...لي عودي عليك ياحبة عيني).... أقفلت التلفون واتجهت للصالة الداخلية ومن يومها .......إلى اليوم وبعد زمن طويل من الاغتراب أدركت بأن الحياة قادتني مجبرا لمصير مجهول .. فلم أوفي بعهدي لك وأعود لك أنتي و(حصن حب) وخواتي.... ولم أجد  أبي الذي كان جدي مصمم أن أذهب الى حضنه ولم يحتضني لليوم هذا الوطن الذي لم يفهم لماذا أنا أحتفظ بتلك الحجارة التي دسيتيها لي في ذلك الكيس في أخر مرة ودعنا فيها (حصن حب) أنا وأنتي يأغلى أم


أمي يامليكة الحصن يانبع الحنان عشت عمري أتمنى العودة لحضنك وحضن وطني اليمن الغالي وأن كنت أحمل الجنسية الامريكيه ولكنك غادرتيني فخفت من العودة  .....فأنا هنا كاليتيم 


 إبريل - 2017


#أنا_يمني_وأحب_وطني


#جندي_زعفران_علي_المهنا

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 10:37 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-20634.htm