- الشافط والمشفوطة

- الشافط والمشفوطة
الأربعاء, 15-مارس-2017
ريم الميع من الراي الكويتية -

تفاعل الرأي العام مع ما نشرته «الراي الكويتية» من قيام طبيب جراح بتصوير عملية شفط دهون لسيدة على الواقف ونشرها على حسابه في «الفيسبوك»، وبين الطبيب الشافط والسيدة المشفوطة يفتح الله ألف باب وباب من الاستنكار لوضع الوقوف والتحسس والتعري والتصوير والنشر بموافقة أو من غير موافقة وليس من بين تلك الأبواب باب واحد لاستنكار الشفط نفسه الذي هو أصل القضية...


القضية تكمن في تزايد الهوس في نحت الأجساد حتى صارت أشبه بتماثيل إغريقية أو مومياء فرعونية ما يشكل تلوثاً بصرياً يشوه الذوق العام الذي فقد إحساسه بجمال الأشياء لكثرة ما تضخمت في كل شيء إلا العقل الذي انكمش حتى كاد أن يتلاشى من أطباء يفترض أن يحملوا لواء العلم والتنوير لتحسين المظهر ليكمل الجوهر بدلاً من أن يتعاملوا مع نزوات بعض المتصابيات كمعلم شاورما محترف يزيل الشحم ويطري اللحم...


الوضع العام صار يترواح بين أجساد مقرفة قام بتفصيلها ترزية أكثر قرفاً أطلقوا على أنفسهم لقب أطباء مجازاً وهم بعيدون كل البعد عن المهنة الإنسانية.


لا تلوموا الطبيب الشافط لأنه ركب موجة الأطباء «الشفطة» الذين تركز نقاشهم على الشفط وقوفاً أو جلوساً أو استلقاءً ولم يتطرقوا لا من قريب ولا من بعيد لأسبابه وضروراته ومحظوراته وخطوراته فهو بالنسبة لهم باب رزق يتطلب الترويج له بالتصوير والعرض، وهذا العلن الذي أثار المجتمع الذي لم يثره الشفط سراً.


ولا تلوموا المشفوطات اللاتي أدمنَّ مشرط الشفاط لإغرائه لهن بسعر الجملة للشفط على طريقة اشفط واربح: عقل المشفوطة وضمير الشافط.


reemalmee@
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 26-إبريل-2024 الساعة: 04:29 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-20223.htm