- ضعنا

- ضعنا
الأربعاء, 22-فبراير-2017
ريم الميع من الراي الكويتية -

 عندما تمرض يصبح الصيدلي الذي يصرف لك الدواء...أهم لديك من وزير الصحة، وعندما تتعطل سيارتك يصبح العامل في محطة البنزين أهم لديك من وزير النفط، وعندما تفلس يصبح الصراف أهم لديك من وزير المالية!


نحن دائما بحاجة إلى الأفعال أكثر ما نحتاج إلى الأقوال مهما بلغت أهميتها لا تعنينا ما لم تترجم إلى واقع ملموس قريب يرضي طموحنا الذي أجبره الوقت على التواضع، بعد أن اكتشفنا أن التنمية مثل بيض الصعو... نسمع عنه ولا نراه.


رأينا كل شيء حولنا تسيس إلا السياسة، وأن السياسة إذا دخلت على موهبة أفسدتها وجعلت أعزة قومها أذلة، ولنا في الرياضة والفن عبرة.


قسمتنا السياسة وفرقتنا بين لونين... برتقالي وأزرق وحرمتنا من بهجة البنفسج


شقلبتنا وقلبتنا السياسة.


فماذا حصل؟


كنّا في المقدمة ثم تقدم غيرنا علينا!


ضعنا وضاع دليلنا وافتقدنا الإنجاز الذي ضاع في دهاليز السياسة!


لم نعد ندرك يميننا من شمالنا، ولا عدونا من صاحبنا، ولا خط الذهاب من خط العودة، فكرهناها لأننا نجهلها والإنسان عدو ما يجهل، اعتبرناها السبب ونحن السبب، نحن الذين لم نتسيس ولم نسيسها أو نسايسها، وشيئاً فشيئاً هجرناها وصرنا نبحث عن أي شيء يشغلنا ويبعدنا عنها.


صرنا نقلل من جرعاتنا السياسية التي كنّا نحيا عليها،نسافر،ولا ننتخب، نسهر في حفلات هلا فبراير، ولا نتابع الاستجواب، ومع الوقت صرنا نجهل من هو وزير الصحة ووزير النفط ووزير المالية.


وعندما أدركنا أن المرض لا يزيله المسكن الموقت واستوعبنا أننا مرضى بالسياسة اقتلعنا السياسة من جذورها من حياتنا صرنا: سياسيـ ليس (less)


أكتب بلسان الكثيرين الذين يقرأون المقالة وقبل القراءة يقولون:«يالله دخيلك ما يكون فيها سياسة».


ما أحوجنا إلى حياة سياسي ليست خالية من السياسة تماماً مثل القهوة الخالية من الكافيين التي اعتقدنا انها ليست بقهوة، ثم أدمنا طعمها، نحن الذين طالما اعتقدنا أن السياسة في الحياة مثل الكافيين في القهوة، ثم رأينا حياة في الحياة بعيداً عن السياسة لذلك نقول: غيروا وزراء الصحة والنفط والمالية ولكن اعطونا دواءً وبنزينا وفلوساً... دعونا نعيش.


reemalmee@


 

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 26-إبريل-2024 الساعة: 10:37 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-20094.htm