- بعض رجال الدين ألغوا كل شيء، تهمتنا هي سبات لمئات القرون، ولو أن الأمر بيدهم لأطلقوا تهم الكفر على الجميع.

- بعض رجال الدين ألغوا كل شيء، تهمتنا هي سبات لمئات القرون، ولو أن الأمر بيدهم لأطلقوا تهم الكفر على الجميع.
الخميس, 13-يونيو-2013
بقلم الاعلامية السعودية من الراي الكويتية /نادين البدر -

وكنت يا آنجي أتحدى وأغامر كي تقابلني الدنيا بحرية لا آخر لها. وحلمت أن أساعدك بأطواق مغامرة تنجيك من كرب هذا الوطن المحدود. حلمت ذات يوم أن تستيقظي مثلما استيقظت بسن باكرة لتفاجئي مجتمع العشيرة قائلة ( أنا حرة).
حتى اللحظة التي سبقت مجيئك كنت أظن أن أجمل ما سمعته في حياتي كان صوتي وأنا أقول (لا) للمرة الأولى. أما من الآن فسيكون الأجمل هو صوتك وأنت تتغلبين على القهر بكل صنوف الـ ( لا).
وظننت أنك حين تأتين سيكون زمن الرخص الفكري قد انتهى وحل زمان الغلاء، لكن الأجواء مؤلمة وغبار الدناءة يتطاير.
بعض رجال الدين ألغوا كل شيء، تهمتنا هي سبات لمئات القرون، ولو أن الأمر بيدهم لأطلقوا تهم الكفر على الجميع.
هناك حواجز جديدة ستظهر في الطريق وتحتاجين لكسرها. هناك قيود لم يكتمل فكها.
لا أدري مدى قدرتك على الصمود. هناك تقاليد ومحافظة ومسميات مختلفة للاخلاق واللامبادئ. فكيف ستتجاوزين كل هذا؟
حين تكبرين يا انجي أتساءل عن مصائر أطراف عديدة. الدعاة. مصير السلف ومصير الاخوان. مصير العبودية العصرية. ومصير الأنثى.
ومصير الحرية. أمام هذا كله هل تقفي صامتة أم تتمردي وتحطمي وتثوري؟
وحين تكبرين. أتحبين هذا الوطن أم ترتبطين معه مثلما أرتبط معه بـ (حب وكراهية)؟ أتبحثين مثلما بحثت عن موطئ قدم جديد تحلمين فيه بحاضر مختلف، أم أن وطننا سيكون له حينها شكل مختلف، ربما تبدأ حياة تستحق أن تعيشيها أيتها الحالمة.
وقتها لن يحكم عليك أحد بحسب طول عباءتك وعرضها، ولن تحملي على عاتقك شرف رجال البلد، ولن ترغمي على الصمت لأنك أنثى، ولن تخجلي من جسدك فأنت تملكين معجزة الخلق. وقتها لن ترغمي على الجلوس في المقاعد الخلفية بكل محاضرة أو ندوة أو سيارة، وقتها سيكون القانون أساساً لا تفاسير ومرجعيات تتغير بتغير المزاج. وقتها سينتهي التمييز وينتهي عصر اضطهادك.
سيعتد بشهادتك، وستحصلين على كل بند مساواة منحتنا إياه التشريعات الدولية. ستتجاوزين مسألة المطالبة بحقوق بدهية لمطالب أكثر حدة وشجاعة. ستسيرين بشوارع بلدك دون خوف من خطف أو تحرش، تسيرين فلا يوقفك احد فارضاً عليك أوامر لم يعهدها أي مجتمع إنساني. ستختفي مهمة مراقبة الناس في الشوارع والمقاهي والمطاعم، وستتنزهين بين دور السنيما، وستمارسين الرياضة دون انتظار رخصة من أحد، وتعملين وتتعلمين دون أي إذن ذكوري. وترتدين الملابس الملونة الزاهية. ستذكرين زمني وتقولين: كانوا زمن أمي غير... وقتها ستتولين عرش حياتك.
وقتها. متى يجيء وقتها.
أهديك في بدايات تفتحك مقالا كتبته عنوانه لم أعد أخجل. ما زال موسوماً على جبيني كلما قابلت أحدا من أبناء التناقض الذي حل علينا فيوجه لي النصح قائلاً: كان الأجدر بك عدم كتابته. لهؤلاء ستعلنين أنك أنثى وسينصتون. سترغمينهم على الإنصات. لن تخافي. لن تخجلي.
وحين تقابلين نساء الخنوع معيبات أو تصادفين لعنات داعية شرير. قولي لهم : لا.
لم أعد أخجل.
عاهديني يا آنجي.

كاتبة وإعلامية سعودية
nadinealbdear@gmail.com

تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 05:21 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-2009.htm