- اقرأ كيف تعامل على محسن الاحمر مع حروب صعدة ضد الحوثيين وكيف خان الزعيم صالح والدولة وكيف كان يدير العمليات الارهابية ضد السفارات الاجنبية

- اقرأ كيف تعامل على محسن الاحمر مع حروب صعدة ضد الحوثيين وكيف خان الزعيم صالح والدولة وكيف كان يدير العمليات الارهابية ضد السفارات الاجنبية
الجمعة, 02-ديسمبر-2016
"أوراق برس من العربي بقلم كامل الخوداني -

لم يتبادر إلى ذهني وأنا أقرأ الحديث الشريف المروي عن عبد الله بن عمر، ونصه أن "لكل غادر لواء ينصب بغدرته"، و "إن الغادر يرفع له لواء يوم القيامة يُقال هذه غدرة فلان بن فلان"، سوى الجنرال علي محسن الأحمر. 


ذلك أن الجنر�ل سيكون بحاجة يومها لكتيبة مدرعة من المشاة لرفع ألوية غدره بأصدقائه قبل أعدائه، وحلفائه قبل خصومه، وشركائه قبل مشاكسيه، وأولياء نعمته قبل أولئك الذين نكلوا به وأطاحوه من إمبراطوريته العسكرية والمالية والقبلية، حين غادر العاصمة صنعاء ذات يوم، حافي القدمين.


وإذا أردنا اختصار المسألة، فالجنرال علي محسن الأحمر صاحب تاريخ حافل بالغدر والخيانة والتلون والتقلب في المواقف والانتهازية والوصولية السياسية، وهي صفات لا يسع لأحد ممن انشغلوا في الشأن العام وإدارة البلاد رغم كل الصراعات التي شابتها منذ قرابة الستين عام، وعلى كثرتهم وجميع علاتهم، مقاربته ومنافسته عليها.


فالجنرال علي محسن الأحمر الذي لم يكن بالشيء الذي يُذكر قبل وصول المقدم علي عبد الله صالح لسدة الحكم العام 1978م، عدا كونه مجرد ضابط سرية مدرعات في جيش الجمهورية العربية اليمنية، بات يوصف بالحاكم الظل والرجل الأول في المؤسسة العسكرية والثاني في نظام صالح الممتد بين العامين 1078م و2011م، بل إن السلطات التي حازها الرجل وتدخلاته في التعيينات المدنية والعسكرية وتوغله في مفاصل الدولة دفعت الكثيرين للاعتقاد، بل ووصفه، بأنه الأخ غير الشقيق لصالح. توغله في مفاصل الدولة دفع الكثيرين للاعتقاد بأنه الأخ غير الشقيق لصالح


هذا الاعتقاد الذي ساد لفترة طويلة لم يكن ليهتز في نظر الكثيرين لولا موقف الجنرال من أحداث العام 2011م، والذي جاء تتويجاً لسلسلة الطعنات التي سددها في جسد نظام صالح حتى قبل إعلانه المفاجئ الانقلاب العسكري وتأييده المخطط الانقلابي الذي دشنه التنظيم الدولي لـ"الإخوان المسلمين" ضمن ما بات يعرف بـ"الربيع العربي".


خيانات الجنرال محسن المتعددة: ابتداء من خيانة الجيش والشرف العسكري خلال حروب صعدة الست. ومن بعدها خيانته لصالح رفيق دربه والرجل الذي منحه الثقة وجعل منه الرجل الثاني في إدارة البلاد حد وصفه لنفسه في إحدى مقابلاته الصحفية عن دوره خلال مرحلة حكم صالح بالقول: "لقد كنت الرجل الأول". ثم خيانته من بعدها لما سمّي بثورة الشباب، وكيفية الالتفاف عليها وركوبها ليحافظ على بقائه وهيمنته. ثم خيانته لسلفيي دماج خلال حربهم مع الحوثيين. تلاها خيانته لأولاد الشيخ الأحمر ومشائخ حاشد من كانوا يأتمرون بأمره ويسيرون بتوجيهه. ومن ثم خيانته للقشيبي ذراعه الأيمن وقائد أحد أهم الألوية العسكريه التابعة له. تلتها خيانته لـ"حزب الإصلاح" وطلاب جامعة الايمان الذين تخلى عنهم وهرب بعيداً حفاظاً على سلامته بمقابل تقديمهم أضحية وكبش فداء. ومثلهم مشائخ المناطق الوسطى وإب وتعز التابعين له، ابتداء من بدير والدعام والبرح وانتهاء بمشائخ تعز. وانتهاء بخيانته للحليلي القائد العسكري الذي تخلى عنه وعن ألويته العسكرية التي حافظ عليها، وبفضلها ظلت المنطقة الواقعة تحت سيطرته العسكرية في محافظة حضرموت بمنأى عن الصراع الدائر وبعيداً عن سيطرة "القاعدة" والإرهابيين، بل كانت أحد أهم العوامل التي تقف حائلاً بوجه مخطط التقسيم الذي يديره هادي ومن خلفه دول العدوان.


تاريخ خيانات الجنرال لا يسع الحديث عنها في مقال، إلا أنني سوف أحاول تلخيصها بمراحل تاريخية وسياسية عبر عدد من الحلقات وبشكل مختصر، نبدأها بخيانة الجنرال للجيش ونكثه بالقسم العسكري خلال الحروب الست التي كان أحد أهم مشعليها وأحد أهم سماسرتها ووقودها.


1- حروب صعدة... سجل أسود في صفحة الجنرال


فالجنرال الذي كان الرجل الثاني في المؤسسة العسكرية اليمنية وقائداً للمنطقة العسكرية الشمالية-الغربية، ومسؤولاً مباشراً للعمليات العسكرية في الحروب التي شهدتها محافظة صعدة ضد المتمردين الحوثيين حينها، أدار ملف الحروب الستة بعقليته التآمرية لضرب عصفورين بحجر واحد:


- إضعاف النظام الحاكم واستنزافه مالياً وعسكرياً.


- توسيع نفوذه السياسي والعسكري عبر إبقاء ملف "التمرد في صعدة" كورقة حلوب تدر عليه المال والسلاح، وتبقيه كعصا غليظة يعتمد عليها النظام في إدارة معاركه ضد "المتمردين الحوثيين"، ورجلاً لدول الاقليم للحفاظ على مصالحها فيما تعتبره حوشاً خلفياً وخاصرة رخوة وجزءاً من ترتيبات أمنها القومي.


ولعل هذا الدور الذي لعبه الجنرال علي محسن الأحمر في الحروب الستة بحاجة لأكثر من حيز بسيط في مقال لتسليط الضوء عليه، إلا أنه يكفي الإشارة إلى طريقة إدارة الجنرال للجولات الست من الحرب ومسرحيات محاصرة الألوية العسكرية الواقعة ضمن منطقته العسكرية وتسليم كامل عتادها للمتمردين ومشاهد الاستسلام والهرب الجماعي للجنود في مسرح العمليات، وظروف اغتيال وتصفية خيرة القادة والضباط العسكريين الذين أثبتوا كفاءة في مواجهة التمرد، والروايات التي نقلها مئات الضباط والجنود عن خيانات عسكرية ونيران صديقة وشح في التموين والتسليح، إلى خلافه، وهي تفاصيل بحاجة لتحقيق منفصل كما أسلفت. 


الذهنية التآمرية للجنرال علي محسن الأحمر في إدارة ملف الحروب في صعدة بلغت ذروتها في الحرب الخامسة والسادسة، ومع تفجر المواجهات في منطقة حرف سفيان وبني حشيش على تخوم العاصمة صنعاء، ومساعيه المستميتة لإقحام وحدات النخبة في الجيش والحرس الجمهوري التي كان يقودها العميد أحمد علي عبد الله صالح في هذه المواجهات بهدف استنزافها، وهو ما تم بالفعل.


2- محسن... حصان طروادة في نظام صالح


إذاً فاليد اليمنى لصالح، أو كما كان يوصف بالأخ غير الشقيق، لم يكن عند مستوى الثقة والمسؤولية التي أوكلها إليه الرجل الذي كان، بحسب مقربين، يثق فيه الثقة العمياء ويغض الطرف عن عشرات التقارير التي تسلمها من أجهزة مخابرات عربية ودولية، بالإضافة إلى التقارير المصنفة تحت قائمة "سري للغاية"، والتي تسلمها صالح من جهاز الأمن القومي اليمني وتشكك في الادارة العسكرية لملف الحرب في صعدة، وتشير لتورط محسن في تسليم معسكرات بكامل عتادها للمتمردين، وسعيه لإطالة أمد الصراع، بالإضافة إلى ضلوعه المباشر في عدد من العمليات الارهابية التي استهدفت مصالح أجنبية ووطنية، لعل أبرزها تورطه المباشر في تسهيل استهداف المدمرة الأمريكية "يو. أس. أس. كول" والبارجة الفرنسية "لمبيرج"، واستهداف أنابيب النفط والغاز بين صنعاء ومأرب وشبوة وحضرموت.


بالإضافة إلى الأدلة والقرائن التي قدمتها تلك الأجهزة عن ضلوع مباشر للجنرال في مسلسل استهداف السفارات الأجنبية العاملة في اليمن، بهدف هز صورة اليمن خارجياً ووصمها بالدولة العاجزة عن مواجهة الارهاب، واستهداف السياح والمنشآت الاقتصادية بهدف ضرب الاقتصاد الوطني... يتبع.

تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 30-إبريل-2024 الساعة: 07:28 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-19163.htm