للبيع بأعلى سعر ضمير غير مستعمل، قابل للاستئصال، أبيض، قابل للتلون، شديد المرونة قابل للتشكل، على مقاس من يدفع أكثر، مستعد لبيع قضيته وقضاياه وتأطيرها باسم المبادئ والقيم وترديد الشعارات الحماسية وحشد الجماهير ثم توريطهم وبيعهم.



ضمير باع نفسه، باع قضيته، ثم باع مؤيديه، والمدافعين عنه، لأنه بياع متخصص في البيع والقبض، ما يقبضه غير قابل للاسترجاع مهما حصل من خلاف واختلاف، فإن كان بين «البايع والشاري يفتح الله» فالقانون لا يحمي المغفلين أيضاً خصوصاً حين يأتون بشكل دفّيع جاد.



يشترون الضمير الغائب لإرضاء ضمائرهم الحاضرة، ويطالبونه أن يكون ضمير من لا ضمير لهم سواء إن كان متصلاً بهم أم منفصلاً عنهم وفاقد الضمير لا يعطيه.



الضمير المُباع متخصص في بيع الوهم على شكل قيم ولديه قدرة كبيرة على الإقناع، مثلما لديه شعبية كبيرة بين الذين انخدعوا به من جهة والذين كشفوه فأحبوه أكثر لدرجة انهم تمنوا لو قلدوه.



ضمير قادر على ان يتنقل بين الجيوب ببراعة، بهلوان في سيرك، ولديه قدرة أن يقنع من يشتريه أنه امتلكه، وهو ليس ملكاً لأحد، بل ليس ملك نفسه فبدينار يُباع وبدينار يُشترى.



وللضمير الأصلي ضمائر مقلدة تنتهج نهجه بعد أن اكتشفت أن شعار المرحلة بيع الضمائر ولكل ضمير سعر يرتفع وينخفض وهو قابل للمساومة.



ولكن ثمة ضمائر لا ثمن لها...

alraimedia