الكويتي مزاجي بطبعه، يفيق من النوم مستعسراً دائماً، ولفك عسارته يلجأ للحلطمة حسب مزاجه، فلا تحتار معه أو تتسرع في الحكم عليه، فإن كان حكومياً أم معارضاً فهو مع وضد بمزاجه يختار ما يمليه عليه مزاجه.

يمكن التنبؤ بالطقس وحالة البحر بين مد وجزر، ولكن لا يمكن التنبؤ بمزاج الكويتي فأحيانا مع المرأة وغالباً ضدها فلا تتسرع في الحكم على ميوله واتجاهاته وتذكر أنها تعبر عن مزاجه المتقلب كالطقس وربما أسرع منه.

وبالمثل لا يمكن توقع تركيبة برلمانه المنتخب أو تحليل نتائج انتخاباته، لأنه شعب المفاجأة يحب أن يفاجئ متابعيه ويحرج تحليلات منظريه ويخترع نسبة تغيره غير المتوقعة والكبيرة دائماً من دون مبرر وتفسير.

التغيير مطلوب، وهو دائماً مؤشر جيد للحراك الاجتماعي والسياسي، ولكن التقلب مزعج وهو مؤشر من مؤشرات عدم الاستقرار، وبين التغيير والتقلب شعرة حافظ عليها الكويتي ليتراجع من خلالها متى أراد مزاجه.

يكتسح نائب ثم يسقط إلى المرتبة العشرين... في أي بلد في العالم هذا يعتبر حدثاً استثائياً، أما في الكويت فهذا العمل الروتيني المعتاد للشعب أن يأتي بنواب ثم يغيرهم... شعب اختار أربع نساء في مجلس واحد، ثم عزل المرأة واختار الإسلاميين، ثم اختار التقليديين وأعاد الغائبين، وعاد وأسقط القدامى وجاء بالشباب.

شعب لا عمر افتراضيا لمجالسه اختار التغيير دائماً بمزاجه، ومزاجه ينصفه أحياناً، ويظلمه أحياناً أخرى، وهذا المزاج سر تقدمه وتراجعه وثروته القومية التي يستند عليها عندما يستشعر نهب ثروات البلد... الكويتي يحركه مزاجه ومزاجه يحرك البلد...

ثم يأتي من يقول هذا مجلس حكومي، وهذا مجلس معارض لا والله هذا مجلس مزاجي يعبر عن مزاج الشعب يوم الانتخابات فقط...

ومع ذلك يبدو المزاج الكويتي بشكل جيد هذه الأيام... طاب مزاجكم.

reemalmee@