- أمريكا بلاد الحرية والفرص الكثيرة و المدينة الفاضلة  والدول العربية  التي يشلّها الفساد والمحسوبية والديكتاتورية والظلم

- أمريكا بلاد الحرية والفرص الكثيرة و المدينة الفاضلة والدول العربية التي يشلّها الفساد والمحسوبية والديكتاتورية والظلم
الأربعاء, 12-ديسمبر-2012
بقلم: انور حيدر -


اكتشفت في زيارتي لأمريكا انها تنام على نصف قارة وشاهدت فيها العديد من الاشياء أولى هذه المشاهدات التي شاهدتها كانت في  واشنطن  عاصمة القرار الأميركي التي يقرر فيها مصير حكام ودول فليست واشنطن  ككل الولايات الأمريكية فمبانها ليست عالية وتكاد تتساوى في عدد الطوابق ونمط العمارة وتبدو عادية مقارنة ببقية الولايات  الاخرى التي تتميز بناطحات السحاب وحركة الناس فيها فهي متواضعة في بنيانها لكنها شامخة في ادارة شؤن العالم وما شدني اكثر في واشنطن وبقية الولايات عدم وجود تلك الحراسات المشددة حول المباني والمنشأت الحكومية كما هو حال البلدان العربية فزرت مبنى البيت الابيض ولم اجد حوله أي عسكري يحرسه وكذا مبنى الكونجرس  ويسمح لأي شخص بالتقاط الصور بالقرب من هذين المبنيين اللذين يمثلان رمز السياسية الأمريكية حتى ان عدد كبير من سواح العالم يأتون الى هذين المبنيين لالتقاط صور تذكاريه ولا يمنعون من التقاط الصور  في أي مكان داخل امريكا بعكس ذلك في البدان العربية التي تشدد الحراسات الأمنية خاصة على المباني والقصور الرئاسية  ويظل الهاجس الامني مسيطر على القائمين على حراستها ومن هنا اقولها بصراحه ان الشعب الامريكي وادارته عرفوا كيف يروجوا لبلدهم من خلال تسهيل تنقل الزوار لأمريكا داخل العاصمة أ و في أي ولاية اخرى وبدون حواجز او قيود امنيه  وبالتالي تدفق السواح والزوار على امريكا  بشكل يومي ومن مشاهداتي لجميع الولايات التي زرتها والتي اتمنى ان يستفيد منها القراء منها هي :-


- تغيرت الولايات المتحدة  الأمريكية كثيرا فلم تعد بلد العرق الأبيض كما اصبحت الأقليات تشكل عامل حسم مهم في الانتخابات والسياسات العامة للدولة  ولقد أصبحت الأقليات هي الغالبية في عدة ولايات .



-تجاوز الشعب الأمريكي مسألة اللون والدين والجنس فمن كان يتوقع قبل خمسة عقود من الزمان أن يرى رجلا أسود من أصول أفريقية في البيت الأبيض أو سيدة في موقع وزارة الخارجية أو رجلين يتنافسان على الرئاسة واحدا والده مسلم وآخر كان ينتمي لديانة اخرى فكم ناضل مارتن لوثر بإنهاء التمييز العنصري ضد بني جلدته وقتل وهو مناضل من اجل هذه القضية ولكن ما كان يدعو اليه مارتن تحقق اليوم  فلم يعد الأمريكي يهتم  بمسألة اللون وبتوجهات الإنسان الجنسية


-إن المواطن الأمريكي لا يهتم بالسياسية الخارجية فاذا سألت مواطن امريكي حول سياسية بلاده الخارجية لا يعير سؤالك  أي اهتمام وحين طلبت من أكثر من مواطن أميركي أن يحدد أولوياته الانتخابية  لم تكن السياسه الخارجيه ضمن اجندته و ليس لديه ايضا  مزاج للتدخلات العسكرية وتوريط بلاده في حروب كبرى تستهلك ميزانيات ضخمة وتؤدي إلى سقوط ضحايا بالآلاف كما حدث في العراق وأفغانستان ولاحظت من خلال سؤالي لعدد من المواطنين  أنهم  يؤيدوا  مزيد من الاجراءات الوقائية لحماية أمنهم ولكنهم  ومن خلال جلوسي مع عدد من الامريكيين  وجدت انهم يرون بان  الخطر الحقيقي الذي يهددهم الإرهاب ويؤيدون  العمليات العسكرية كاغتيال بن لادن لكنه لا يؤيدون  التورط في حروب كبرى ومواجهات عسكرية خارج الحدود.


- اثناء زيارتي لعدد من ولايات امريكا  وجدت إن صورة أمريكا التي تنقلها الافلام تختلف عما هو في الواقع وإن كان لا يخلو أي مجتمع من السلبيات فقد فوجئت بان هناك مجتمع محافظ جدا ومعظم البيوت ليست محكمة الأبواب أو الشبابيك ومع ذلك قلما تسمع عن سرقة بيوت عادية كما لفت نظري في زيارتي لأمريكا روح المودّة ودفء العلاقات الإنسانية بين الناس فأي عابر أو عابرة للطريق يبادرك بالتحية والابتسامة دون أن تكون له بك سابق معرفة ويستقبلك الموظف أو الموظفة في أي محلّ بالتحية عندالدخول أو الخروج  وحين سألت احد الاكاديمين  لماذا لا تنقل أفلامهم ومسلسلاتهم إلا صور القتل والعصابات والاغتصاب والسرقة والمخدّرات والشذوذ ولا تنقل الصورة الجميلة عن امريكا اجابني بسبب  رفع سقف الحرية في انتاج الافلام .


- الشعب الامريكي يهتم اكثر بالسياسية الداخلية لبلده فالاقتصاد والبطالة والتأمين الصحي هي ما يشغل المواطن الأمريكي بشكل عام فالاقتصاد والدخل هما اهتمامات المواطن وهما اللذان يحددان وجهة دعمه لهذا المرشح أو ذاك في الانتخابات وهناك اتجاهات في المجتمع الامريكي  تضغط باتجاه الاهتمام بالشأن الداخلي وإعطاء الاقتصاد أهمية أكبر  فعلى سبيل المثال  لا الحصر غالبية الشعب الأمريكي يريدون إعادة النظر في المساعدات الخارجية وإعادة هيكلتها بشكل لا ينهك الميزانية الأمريكية ولا يحرم الشعب الأمريكي من هذه الأموال فهم أولى بها من الشعوب التي تأخذ المساعدات وتكره الولايات المتحدة في نفس الوقت .


-الانتخابات الأمريكية في امريكا غير كل الدول  فالشوارع خالية من مظاهر الدعاية ولكن الشيء  اللافت للنظر في الانتخابات الأميركية هو مشاركة الناس من جيوبها وثقافة التبرع والتطوع موجودة عند كل الناس حيث يعمل مع كل مرشح قافله من المتطوعين .


-وجود اسواق شعبيه تخصص للمزارعين من خلال يوم واحد في الاسبوع لدخول العاصمة  والولايات الاخرى لبيع منتجاتهم الزراعية وتوفيرها للمواطن باقل الاسعار  فتحدد لهم اماكن معينه وبالتالي يستطيع المواطن ان يشتري كل متطلباته من الخضار والفواكه لأسبوع كامل وباقل الاسعار  ومن ناحية الحفاظ على جمال  المدينة  وتنظيمها هذه الاسواق  تعتبر منظمه ويجب ان تسفيد منها الدول العربية وخاصة اليمن


- من خلال ما شاهدته عرفت لماذا تحب شعوب الدنيا الهجرة إلى أمريكا والعيش فيها ؟ لان  الناس في أمريكا لا يهتمون بالسياسة ومشاكلها لانهم يرون انهم انتخبوا من يتولى ذلك ولذلك تراهم منصرفين للاهتمام بالفرق الرياضية وتحصيل دخول عالية لتأمين حياة مريحة وقضاء إجازة نهاية الأسبوع في مكان جيد أو قضاء الإجازة السنوية في رحلة خارجية وتأكد لي ان الإنسان في أمريكا يشعر بحريته واستقلاله وكرامته فلا حقد ولا كراهية ولا حسد ولاغيبه ولا نميمه  وهذه أمور تفتقر لها شعوبنا العربية ولذلك لا نستغرب أن يكون أكثر  المهاجرين من الدول العربيه وهذا  يعني  من وجهة نظري أن أمريكا هي بلاد الحرية والفرص الكثيرة وهي  ايضا المدينة الفاضلة مقارنة بالدول العربية  التي يشلّها الفساد والمحسوبية والديكتاتورية والظلم .


ملاحظات :-


*التنقل في المطارات الأميركية  عمل شاق بسبب صعوبة التفتيش والإجراءات الأمنية المعقدة التي جاءت نتيجة  احداث الحادي عشر من سبتمبر  ورغم مرور كل هذه السنوات الطويلة  إلا أن أجهزة الأمن الأميركية لم تخفف من حدة إجراءاتها


اخيرا لقد أحسست كم هي مريحة الحياة في جميع ولايات أمريكا خاصة  في الضواحي المحيطة بالمدن الكبيرة بسبب  توفر جميع الخدمات والمولات والمطاعم والمتنزّهات والشوارع والأرصفة المنظمة بشكل جيد للسيارات وراكبي الدراجات والمشاة  ولكلا  طريقه الخاص به   فسائقو السيارات لا يمكن أن يتحركوا طالما اعطيت اشارات المرور الخاصه بالمشاة لون التحرك الخاصة  بهم



 



 

تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 20-مايو-2024 الساعة: 01:58 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-186.htm