- قواعد العشق عند المتصوفة

- قواعد العشق عند المتصوفة
الأربعاء, 08-يونيو-2016
اوراق برس من الراي الكويتية -

 


 



 د. أنيسة فخرو |



منذ طفولتي وأنا أعشق المتصوفين، ولو لم أكن أنا لكنت منهم. وعندما وقعت بين يديّ رواية «قواعد العشق الأربعون» للكاتبة التركية إليف شافاق، كنت قبلها قد قرأت عشرات وعشرات الكتب الصوفية، فأحببت أن أنقل للقارئ نصاً، القواعد العشرة الأخيرة من قواعد المتصوفة على لسان شمس الدين التبريزي وجلال الدين الرومي، وبالطبع المؤلفة. وأبدأ بالقاعدة الأربعين التي تقول: «لا قيمة للحياة من دون عشق، لا تسأل نفسك ما نوع العشق الذي تريد، روحي أم مادي، الهي أم دنيوي، غربي أم شرقي، الانقسامات لا تؤدي إلا إلى مزيد منها، ليس للعشق تسميات ولا علامات ولا تعريفات، إنه كما هو نقي وبسيط، العشق ماء الحياة، والعشيق هو روح النار، ويصبح الكون مختلفا عندما تعشق النار الماء».

القاعدة 39: «الأجزاء تتغير لكن الكل يبقى ذاته، لأنه عندما يغادر لص هذا العالم يولد لص جديد، وعندما يموت شخص شريف يولد آخر، فلا يبقى أي شيء من دون تغيير، وفي الوقت نفسه لا يتغير شيء أبدا».

القاعدة 38: «لو تبقّى في حياتك يوم واحد يشبه اليوم الذي سبقه، فإن ذلك يدعو للرثاء، ففي كل لحظة ومع كل نفّس جديد يجب على المرء أن يتجدد ويجدد، ولا توجد إلا وسيلة واحدة حتى يولد المرء في حياة جديدة، هي أن يموت قبل الموت».

القاعدة 37: «إن الله في كل شيء دقيق إلى حد أن ترتيبه وتنظيمه يجعلان كل شيء على وجه الأرض يتم في حينه، لا قبل دقيقة ولا بعد دقيقة، فلكل شخص وقت للحب ووقت للموت».

القاعدة 36: «لقد خلق الله العالم على مبدأ التبادل، فكل إمرئ يُكافأ على كل ذرة خير يفعلها ويُعاقب على كل ذرة شر يفعلها، لا تخف من المؤمرات أو المكر والمكائد، وتذكر إذا نصب لك أحدهم شركا، فإن الله يكون قد فعل ذلك، لأنه المخطط الأكبر، إذ لا تتحرك ورقة شجرة إلا بعلمه، فكل ما يفعله الله جميل».

القاعدة 35: «في داخل كل منا توجد كل المتناقضات في الكون، وعلى المؤمن أن يلتقي بالكافر القابع في داخله، وعلى الكافر أن يتعرف على المؤمن الصامت في داخله، وإلى أن نصل إلى اليوم الذي يبلغ فيه المرء حالة الكمال، فإن الإيمان ليس إلا عملية تدريجية ويستلزم وجود نظيره الكفر».

القاعدة 34: «لا يعني الاستسلام أن يكون المرء ضعيفا أو سلبيا، بل العكس تماما، إذ تكمن القوة الحقيقية في الاستسلام للقوة المنبعثة من الداخل، فالذين يستسلمون للجوهر الإلهي في الحياة يعيشون بطمأنينة وسلام، حتى لو تعرض العالم كله إلى اضطراب تلو اضطراب».

القاعدة 33: «رغم إن المرء في هذا العالم يجاهد ليحقق شيئا ويصبح مهما، فإنه سيخلف كل شيء بعد موته، عش الحياة خفيفاً وفارغاً مثل الرقم صفر، فإننا لا نختلف عن أصيص الزرع، فليست الزينة من الخارج بل الفراغ في الداخل هو الذي يجعلنا نقف منتصبي القامة، فالوعي بالعدم وليس ما نتطلع إليه هو الذي يبقينا نواصل الحياة». القاعدة 32: «لا يحول شيء بين نفسك وبين الله، لا أئمة، لا قساوسة، لا أحبار، ولا أي وصي آخر على الزعامة الأخلاقية والدينية، ولا حتى إيمانك، آمن بقيمك ومبادئك لكن لا تفرضها على الآخرين، فمهما كانت العقيدة التي تعتنقها فهي ليست عقيدة كاملة».

القاعدة 31: «إذا أردت أن تقوي إيمانك يجب أن تكون ليناً من الداخل، لأنه لكي يشتد إيمانك ويصبح صلبا كالصخرة، يجب أن يكون قلبك خفيفا كالريشة، فإن أصبنا بمرض أو حادثة أو تعرضنا لخسارة أو خوف، فإننا نواجه الحوادث التي تعلمنا أن نكون أقل أنانية، وأكثر حكمة وأكثر عطفا وكرما، ومع إن بعضنا يتعلم الدرس ويزداد رقة واعتدالا، إلا أن البعض يزداد قسوة، والوسيلة الوحيدة التي تمكنك من الاقتراب إلى الحقيقة تكمن في أن يتسع قلبك لاستيعاب البشرية كلها، وأن يظل فيه متسع لمزيد من الحب».

أليس من الرائع أن نؤمن ونطبق هذه القواعد في حياتنا اليومية

aalsaalaam@gmail.com

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 02-مايو-2024 الساعة: 09:29 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-17543.htm