- مخططات الربيع العربي لم تنتهى بعد في اليمن وسوريا وليبيا ومصرخطط الربيع العربي هذه النقاط وحقق الربيع العربي هذه النقاط  حتى الان

- مخططات الربيع العربي لم تنتهى بعد في اليمن وسوريا وليبيا ومصرخطط الربيع العربي هذه النقاط وحقق الربيع العربي هذه النقاط حتى الان
الجمعة, 27-مايو-2016
اوراق برس منمن عرب نيوز -

 



باتت المنطقة العربية تشهد منعطف سـياسي خطـير يعـرف بما يسمي بالربيع العـربي ،فهي عبارة عن حركات احتجاجية سلمية كبيرة ظهرت في بعض الدول العربية وذلك خلال أواخر عام 2010م متأثرة بالثورة التونسية التي كانت بمثابة شرارة تفجرت جراء إحراق محمد البوعزيزي نفسه احتجاجاً على الأوضاع المعيشية والاقتصادية المتردية، وعدم تمكنه من تأمين قوت عائلته، وهو مصطلح أطلق على الأحداث التي أطيحـت بحكم زين العابدين بن علـي في تونس، وحسني مبارك في مصر ، والعقيد معمر القذافي في ليبيا ، وعلى عبد الله صالح في اليمن ..



وكان من أسبابها الأساسية هي انتشار الفساد والركود الاقتصادي وسوء الأحوال المَعيشية بجانب التضييق السياسيّ والأمني وعدم نزاهة الانتخابات في معظم البلاد العربية ..وعقب نجاح الثورتين التونسية والمصرية بإسقاط نظامين بدأت الاحتجاجات السلميَّة المُطالبة بإنهاء الفساد وتحسين الأوضاع المعيشية بل وأحياناً إسقاط الأنظمة بالانتشار سريعاً في أنحاء الوطن العربي الأخرى ، فبلغت الأردن والبحرين والجزائر وجيبوتي والسعودية والسودان والعراق وعُمان وفلسطين  والكويت ولبنان والمغرب وموريتانيا ،(مطالبة بإنهاء الانقسام بالإضافة إلى الانتفاضة الثالثة)..ومفهوم التغيير السياسي هنا يتسم بنوع من الشمول والاتساع كما يقصد به أيضاً الإنتقال من وضع لاديموقراطي إستبدادي إلى وضع ديموقراطي ..وجاءت فكرة التغيير في المنطقة العربية لعدة أسباب وعوامل داخلية كان لها دور حاسـم في تغـيير الأحداث ، وهذا بجانب عوامل خارجية لا يمكن إغفالها اختلف الباحثون حول أهميتها في عملية التغيير ، لأن البعض يرى أن الثورات العربية تفجرت من المحيط العربي الداخلي ولم يكن لأي عنصر خارجي دور في ذلك ..ويشير أيضاً مفهوم التغيير السياسي إلى مجمل التحولات التي تتعرض لها البنية السياسية في المجتمع بحيث يعاد توزيع السلطة والنفوذ داخل الدولة نفسها أو عدة دول أخري ..حيث يأتي التغيير السياسي إستجابةً لعدة عوامل :* الرأي العام أو مطالب الأفراد من النظام السياسي ، حيث أن هذه المطالبة تتحول في كثير من الأحيان إلى مخرجات إذا لم يتم تبنيها من الأحزاب ..* تداول السلطات في الحالات الديموقراطية أو إعادة توزيع الأدوار في حالات أخرى كالنقابات ..* تغيير في نفوذ وقوة بعض الحركات والأحزاب بما يعنيه تحول الأهداف الحزبية أو الخاصة من إطار الحزب إلى إطار الدولة ..* تحولات خارجية في الوسط الإقليمي أو في طبيعة التوازنات الدولية قد تؤثر في إعادة صياغة السياسات الداخلية والخارجية في إطار التعامل مع المدخلات الجديدة في السياسة الدولية .* ضغوط ومطالبة خارجية من قبل دول أو منظمات وتكون هذه الضغوط بعدة أشكال سياسية واقتصادية وعسكرية ..حيث أن هناك نوعين مختلفين من التغيير :_1) التغيير الجزئي : فهو يعرض جزئية من الجزئيات ، كالتغييرات التي تتناول الإصلاح الاقتصادي أو الدستوري أو العسكري ، أو غيرها من التغييرات التي تمس جانباً من الوضع العام للمجتمع وتترك الجوانب الأخرى إما لكون الجوانب الأخرى لا تحتاج إلى تعديل أو لعدم توفر المشروع المحلي الذي يملي على المجتمع وقيادته التحرك في اتجاه محدد ..2) التغيير الكلي : فهو يبدأ بتغيير القيادة المتعسفة ويمتد ليشمل جميع نواحي النظم الأخرى الإجتماعية والإقتصادية والتربوية والتشريعية والقضائية والدينية وغيرها، ومن ثم فإن تغيير القيادة الديكتاتورية أو النجاح في تغيير أنماط تفكيرها بما يتناسب مع صالح الدولة أو المؤسسة فإنه لا يمثل الهدف النهائي للراغبين في إحداث التغييرات ، ولكنه بالفعل يمثل الخطوة الأولى الفعالة نحو التحولات النوعية الكبرى التي تقفز بالدولة أو المؤسسات قفزة هائلة إلى الأمام. فتغيير القيادة هو خطوة جزئية نحو التغيير الشامل، وليس هو الهدف النهائي .

جوهريًا لا تختلف الأسباب التي فجرت الثورات في الدول كثيرًا عن مثيلاتها التي أحدثت الاحتجاجات الشعبية في معظم الدول العربية والخليجية ولازالت ، وهي بالمناسبة عبارة عن خليط من العوامل والأسباب السياسية والاقتصادية والإجتماعية والأمنية ، التي تراكمت على مدار عقود من الزمن ، وجعلت الشعوب العربية أشبه بـ ” برميل البارود” الجاهز للإنفجار في أي لحظة ممكنة، لذلك بمجرد اشتعال شرارة البوعزيزي في مدينة سيدي بوزيد بتونس حدث الإنفجار الهائل في المنطقة العربية برمتها ..ومن الممكن أن تختلف طبيعة أسباب الثورات العربية ، بعض الشيء، وذلك باختلاف الأمكنة..لكن المؤكد أن هناك أسبابًا يمكن اعتبارها بمثابة المحركات الرئيسية لمعظم الثورات والاحتجاجات في العالم العربي ، وهي التي أحدثت ذلك الانفجار الكبير ؛ حيث تجتمع هذه الأسباب جميعها في بلد ما وتؤدي إلى إشعال الثورة فيه ، وقد يكفي أحيانًا أحد تلك الأسباب في بلد آخر لإحداث ثورة فيه ،و لهذا سيتم الإشارة إلى بعض الأسباب التي كانت وراء اندلاع الثورات والاحتجاجات في معظم الأقطار العربية عمومًا ..حيث تعددت أسباب حركاتنا الجماهيرية ، وتعددت معها تحليلات المحللين ، فمنهم من يرجع أسبابها للأوضاع الداخلية في البلدان العربية ، معتبراً أنها السبب المباشر في إشعال فتيل نيران الثورة ، مدعياً بأن الجماهير سئمت ويلات الحكم الجائر الذي ضاعت معه حتى أبسط الحقوق البشرية من مأكل ومشرب ومسكن وملبس، فانتفضت الشعوب مطالبة بحقها في حياة كريمة تسودها الحرية والعدالة وتطبيق المعايير الإنسانية لتسيير دفة حياتها على اختلاف المستويات وتعدد الاتجاهات . ويرى هذا الفريق من المحللين بأن الحاصل على الساحة العربية ما هو إلا ثورات ضدّ الظلم والطغيان والأحكام الأمنية الجائرة ..أما البعض الآخر من هؤلاء المحللين فيرى بأن ما حدث ويجري على ساحتنا العربية ما هو إلا تنفيذ لمخططات أجنبية ، حيث رأى القائمون عليها إمكانية المحافظة على مصالحهم الاقتصادية أولاً والسياسية ثانياً، وبالتالي قد لعبوا الدور الأساسي في استثارة الجماهير عبر الإعلام الموجه مرة وعبر عملائهم مرات أخرى ، وانتهوا إلى أن كل ما يحدث في عالمنا العربي ما هو إلا موجات من العواصف المفتعلة التي تصب في مصلحة الدول صاحبة النفوذ وعلى رأسها الولايات المتحدة والدول الأوروبية ..كما أن العامل الخارجي له قوة مؤثرة في تحريك الشارع العربي وإحداث تغييرات فيه ، ويعتقد أصحاب هذا الأتجاه إستناداً إلى وثائق سرية كشفها موقع “ويكليكس” أن الولايات المتحدة دفعت ملايين الدولارات إلى منظمات تدعم الديموقراطية في مصر ، والبعض يرى أن هذه الوثائق والموقع نفسه كان له دور فاعل بما حدث في العالم العربي لأن هذه الوثائق كشفت أمور سرية عديدة حول الحكام وحاشيتهم وعن حجم الفساد الموجود في هذه الدول .البعض الأول يُرى بأنه على حقّ وذلك لأن الأحوال السياسية والإقتصادية والاجتماعية في مجمل هذه الدول كانت تسير من الردئ إلى الأردئ مما استدعى تلك الشعوب للثورة ضدّ حكّام أوغلوا في الظلم ونازعوا الخالق في خلقه ، ولكن تعدوا ذلك بأن أنصب تفكيرهم أخيرا ً لتوريث مقاليد حكم شعوبهم لأبنائهم القادمين ، وهذا ما حدث في سوريا وكاد أن يحدث في مصر وليبيا ، حيث تحالفوا مع مجموعات طفيلية لا همّ لها إلا مصالحها الفردية الشخصية ، ولذلك ثارت الشعوب ضدّ هذا العبث . و عند التأني في مقولات الطرف الآخر تشعر بمنطقية التحليل حيث ينطلقون في دعواهم من العامل المصلحي الذي يحكم العلاقات بين الأمم هذه الأيام ، موضحين أنّ مصلحة الغرب ترتكز على ثلاثة عناصر ، أولها أمن إسرائيل ، وثانيها استمرار تدفق إمدادات الطاقة ، وثالثها حماية الممرات البحرية الدولية ..فكلا من الطرفين محق في تفسيراته وتحليلاته حيث أن التكامل وارد فيما بينهما ، ولكن الحقيقة الظاهرة والتي لايمكن تجاهلها تتمثل في أن شعوب هذه المنطقة تخطت حواجز مرحلة الخوف آملين بحقبة جديدة و حياة أفضل ..ومن جهته يري الدكتور ” عوني قنديل ”  أستاذ الإعلام  وزميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا بالقاهرة ،  بشأن سلبيات ثورات الربيع العربي ينحصر في :* تفكيك الدولة والمؤسسات والجيش والأمن وتدمير البنى التحتية بفعل مقصود ..* انتشار السلاح غير المنظم والمقنن بين المواطنين وبكميات هائلة..انتشار الفوضى في ظل غياب للقانون؛ فهم من أخطر ما يمكن تصوره في تلك المخاضات العربية ..* ضرب الإتجاه الديني والخيار الإسلامي في وجدان المواطن العربي وذلك من خلال فشل الإسلامييبن بعد فوزهم ..* كما أنهم أعلنوا في الدول التي وصلوا فيها للحكم أنهم لن يخرجوا من عباءة التحالفات السابقة وسياساتهم مع دول الغرب الكبرى ولن يمسوا بأذى الاتفاقيات المبرمة من قبل الأنظمة السابقة مع غيره من الدول الأخري ..* زيادة روح الشر بين قوى الثورة ومكونات المجتمع والذي يؤدي إلى حد الاقتتال والتكفير واستخدام الدين في الاستقطاب كما في النموذج الليبي والسوري ، وأيضاً الدمار والخراب الذي لحق بالمساكن والأحياء وتدمير البني التحتية والمرافق الحكومية التي يحتاج إلى إعادة ترميمها لفترات طويلة سوف تؤخر بشكل كبير الالتفات للقضايا الوطنية الكبرى كالقضية الفلسطينية علي سبيل المثال ..كما أضاف سيادته أن التقدميون السطحيون ما عادوا يفهمون شيئاً مما يحدث حالياً في العالم العربي..مستفهماً ..* هل يعقل أن تحصل ثورات تعود بنا إلى الخلف بدلاً من أن تتقدم بنا إلى الأمام ؟* هل يعقل أن تؤدي كل هذه الثورات إلى أنظمة إخوانية سلفية وكأنها قدرية حتمية لا مفر منها؟* هل التاريخ يمشي بالمعكوس في العالم العربي دون بقية العالم ؟ وأشار ” قنديل ”  إلي أن نفس الشيء يتكرر من تونس إلى ليبيا إلى مصر ، وأن كل ثورات «الربيع العربي» انتهت إلى نفس النتيجة ،ما عدا إيران بالطبع فهي التي دشنت هذه الموضة العجيبة الغريبة ، أي الثورات الدينية التي ترجع إلى الخلف ، وذلك قبل أكثر من ثلاثين سنة ، وفي الوقت الذي مل شعبها من المرحلة الأصولية، وأراد الخروج منها بأي شكل ، إذا بنا نحن ندخلها بكل حماسة واندفاع ، وكأننا ندخل عصر الحداثة والحرية والاستنارة من أوسع أبوابه ..

وبذلك يمكننا القول بأن ما حدث وما يحدث في العالم العربي ، الذي تفجر من أدناه الى أقصاه، ما هو إلا مجرد تمرد وسخط اجتماعي فوضوي، وأن الثورات تفتقر إلى مايسمي بالرؤية الفلسفية وذلك يعتبر تشخيص لا يستقيم مع الواقع الحالي ..ونتيجة علي ذلك يمكننا القول بأنه ليس بإمكان أي ثورة أن تنجح وتصل إلى أهدافها بدون رؤية واضحة وخطة علمية مدروسة وتنظيم وتوجيه محكم ، و أن الثورة التي لا تتضمن تلك العناصر مااالها الفوضى والتخبط و الفشل ..

تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 07-مايو-2024 الساعة: 03:59 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-17421.htm