- اخفق اليمنيون.. فتوحد اشباه العرب

- اخفق اليمنيون.. فتوحد اشباه العرب
الثلاثاء, 09-فبراير-2016
اوراق برس من صنعاء -

 


علي الحميري

Ali4yemen@gmail.com


تحدثت في مقالات سابقة عن أسباب تأخر الدول العربية سواء بانظمتها الفردية او حتى على مستوى الأنظمة التي اتخذت من العملية الديمقراطية منهجا لها ولو كان شكليا في بعض الأحيان !


- وبعد دراسة مستفيضة والوقوف امام أسباب الإخفاقات في العالم الثالث الذي يشكل فيه العرب نسبة اكبر ، وبما يقابله من نجاح كبير في دول العالم المتقدمة او ما يطلق عليها العالم الاول ، كانت النتيجة واضحة والتي ترجع في المقام الاول الى الإيمان بالآخر وهي مرحلة متقدمة من مراحل التطور..!


- الولايات المتحدة الأميركية على سبيل المثال ، على الرغم من الكثافة السكانية الهائلة " متعددة الأعراق والفصائل " اما بحسب اللون او العرق ، حيث نجد انها تحقق اعلى مراتب التقدم ، فهي الاولى من حيث القوة العسكرية ، والأولى من ناحية الاقتصاد ، وهي الاولى في كافة نواحي الحياة !!


- تعدد هائل وتنوع من حيث الثقافات ، التنوع الحياتي ، تعدد الديانات " مسيحيين ، مسلمين ، يهود ، هندوس ، ملحدين ، موحدين غير منتمين لأي من الديانات السماوية " اضافة الى الهنود الحمر ، وغيرهم من الجناس التي آمنت وتعايشت مع بعضها البعض تحت مبدأ القبول بالآخر ..


- أميركا القوة العسكرية والاقتصادية على مستوى العالم ما كان لها ان تكون كذلك لولا هذا الإيمان القوي بكل فئات المجتمع وألوانه وثقافاته وأيدلوجيته المتنوعة ، وهو ما عجز العرب ولا يزالون حتى اللحظة عن مجرد الاعتراف بحقوق الآخرين في العيش على اقل تقدير !


- فشلنا في توحيد كلمتنا تجاه فلسطين ، وكانت النتيجة ان خسرنا أرضا وشعبا وقبلة كانت الاولى للمسلمين في يوم ما ..


- سكتنا وفي السر تآمرنا وتخاذلنا أمام العدوان الأميركي العالمي على العراق ، وكانت النتيجة فقدان هذا الوطن الغالي وترابه وشعبه الحبيب ..


- سخرنا وتمهزئنا ضحكنا على الزعيم القذافي ، حتى تمادينا اكثر وشاركت قوى عربية الى جانب القوى الغربية لإسقاط نظامه وبدناءة اكبر مثلنا بجسده أمام العالم ، وكانت النتيجة تدمير بلد بأكمله بل ان نتائج هذا التدمير باتت تشكل خطورة كبيرة على بقية الدول المجاورة وتحولت ليبيا الى محرقة لا يمكن إخمادها ..


- وتحت مسمى الاختلاف المذهبي وقذارته ، تامر العرب على سورية ، وحشدوا الى أرضها كل أصناف وألوان الجماعات الإرهابية ، ودُفعت مليارات الدولارات لتلك العصابات الإجرامية من اجل تدمير سورية وإحراقها ، وكانت النتيجة ان فقد العرب قوة عسكرية كانت بمثابة صمام أمان أمام أية أطماع تركية اذا ما فكرت ذات يوم في استعادة مجد الامبراطورية العثمانية ، وليس هذا فحسب بل تعدى الامر حتى باتت العصابات الإرهابية تهدد العالم ..


- وفي اليمن أصل العروبة ومنبع العرب ، توحد الأشباه ممن يدعون العروبة وأعلنوا عن تكتلات وتحالفات واتحادات مختلفة لشن عدوان همجي عليه بحجة إعادته الى حضيرة العرب !!!


عام كامل وأرض السعيدة تحترق بطائرات هذا التحالف الملعون ، عشرات الآلاف من الشهداء اغلبهم من الأطفال والنساء ، تدمير كامل للبنى التحتية دونما رحمة ، فأحرقت الارض حرقا باستخدام مختلف انواع الأسلحة المحرمة دوليا ، وسخرت مليارات الدولارات لشراء الذمم على مستوى العالم حتى لا يصل صوت صراخ أطفال اليمن الى العالم ، حرب إبادة بكل معنى الكلمة ، حصار بري بحري جوي ، حتى وسائل الاعلام منعت من محطات الأقمار الصناعية العربية ليتم ذبح هذا الشعب على غير ملّة دونما مساءلة !!


- بتنا نعيش أوضاعا أشد صعوبة وأكثرها قسوة ، فبين الاحتراب والتكتلات الحزبية المخزية ، ظهرت علينا حديثاً ما يعرف بفوارق الطبقات داخل المجتمع الواحد ، وما زاد من طينتنا بلّة الصراع المذهبي وما ينذر به من عواقب وخيمة لا تحمد..


- حقيقة مذهلة هي التي نعيشها في وطننا العربي الجريح ، ومأسي كبيرة باتت تعصف به من النيل الى الفرات ، وهي ما تعيدنا وستعيدنا بكل تأكيد الى ما دون خانة الصفر إن لم تتحد كلمتنا بدأً من الأسرة مرورا بالدولة وصولا الى الأمة العربية الواحدة.


- أتمنى من كل قلبي ان أعيش حتى أرى وطني العربي الكبير وقد اصبح اكثر نضجاً ، ليدرك حقيقة أن في الاتحاد قوة ، وفي التفرق ضعف وذل وهوان كما هو الحاصل الان .


 
تمت طباعة الخبر في: السبت, 04-مايو-2024 الساعة: 04:16 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-16383.htm