- المدي يكتب هكذا خطط قاتل المحامي فيصل لقتله وقتل اخرين

- المدي يكتب هكذا خطط قاتل المحامي فيصل لقتله وقتل اخرين
الخميس, 14-يناير-2016

لقاتل المحامي الأسدي ولكل من يستعد لقتل فيصل آخر..!


عبدالكريم المدي

ممكن تتخيل نفسك مكانه ، وتفكر للحظة واحدة بإن هناك أطفالاً في البيت ينتظرونك كعبدالرحمن وأشقائه ولم تعد لهم أبداً، وسيبيتون من اليوم فصاعدا بدون حنان وعطف أبيهم ، وسيصحون كل صباح بدون أن يكون هناك صدر أب يحتويهم ، يضمهم إليه وكأنه الكون فتح لهم ذراعيه للخلود فيها، أبٌ يتحمل شقاوتهم ويسعد بها، أبٌ يضم كفوفهم الصغيرة بين كفّيه وقلبه، وكأنه الوجود كله ضمها وحسسهم بالأمان والحب..


 أيها الثقتلة ، أينما كنتم عودوا إلى إنسانيتكم ، استنهضوا الخير المطمور بدواخلكم ، اعطوا النوازع الشريرة التي تسيطر عليكم إجازة ، فكروا بجريمة قتل النفس ، فكروا بالحالات النفسية للأسر التي تُغيبون عنها أحبائها ، كيف تعيش هذه اللحظات ، كيف ستعيش الغد ، بدون أحبائها ، بدون من يعولها ، بدون من يُدافع عنها ، بدون من يمنحها الحب والسعادة والأمل والأمان ..


أيها القتلة ، ارحموا أنفسكم من جرم كهذا ، ومن لعنات ذنوب كهذه ستظل تُلاحقكم من أزل الوجود إلى أبده ، الحياة قصيرة والعقاب غدا خالدا وعسير ، تأملوا في صورة الشهيد الأسدي واسقطوها على كل شهيد وأب مضوع معكم في القائمة وتنون زهق روحه ، تأملوا في كفيّ الشهيد وكيف هي كفا عبدالرحمن وشقيقه مشعة بالسعادة والحنان والحب بينها..


 عفواً- والله- إنني لا أستطيع أن أجمع الحروف وأوظف المفردات المناسبة ، لكني أستطيع فقط ، أن أقر بعواصف شديدة تجتاحني في هذه اللحظات .. حسبي الله ونعم الوكيل.





  أثقُ إن صديقي الشهيد" فيصل الأسدي " لم يكن ليعلم إن خروجه في هذا اليوم وفي تلك الساعة تحديدا سيكون الخروج الأخير ، فلو عَلِم ، بذلك مسبقاً لما خرج من بيته ، كان سيبقى إلى جواركما ،يا عبدالرحمن، سيقترب منكم أكثر، سيلعب معكم أكثر ،سيجعل قلبه وفكره ودأبه في الحياة وقفاً مطلقاً عليكم .. لكن المؤكد هو أن خلجاته التي اتوقّفت اليوم ، ستظل تخفق بكم هناك في حياة أبدية ، خالدة أخرى ، سيظل فؤاده مفتوحاً لكم ، ومقفلاً في وجه هذا العالم الكئيب ، الحزين المؤلم ، المتوحش..





لكم أنا حزين ولكم أجد صعوبة بالغة في مقاومة الدموع ، فصورة كتلك التي شاهدتها للشهيد فيصل الأسدي مع فلذتي كبده ، تركت أثراً في نفسي ، لا أجد لغة مناسبة وطيعة تساعدني للتعبير لكم من خلالها عمّا يجري في أعماقي ، كيف أن نياط قلبي أشعربها تتمزق.!





 تخيلوا كم هناك طفل وطفلة فقدوا آباءهم منذُ العام (2011) بسبب الصراعات والحروب والانفلات الأمني والانتحار والجوع والمرض الذي يعجز أمامه البعض عن توفير قيمة الأدوية الخاصة بالسكري والقلب والكلى والسرطان وغيره .


نسألك يا الله أن تكون خير معين لكل طفل وطفلة صار يتيما وأن ترحم الشهيد فيصل الأسدي هو وكل الشهداء والموتى والضحايا ..


وإنا لله وإنا إليه راجعون ..

تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-إبريل-2024 الساعة: 01:16 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-16160.htm