الثلاثاء, 30-إبريل-2013
كتتب/ عبدالكريم المدي -



تتكرر مشاهد وحالات إهمال الدولة لشريحة الأدباء والكتاب والمثقفين ..وعلى كافة المستويات ..حيث لم يشفع لهم ما قدموه للوطن والوحدة ..وللفكر والثقافة ..وللسلام والحرية ..من تضحيات وإبداعات ومواقف محفورة في وجدان الزمن ..خالدة ..خلود الإنسان .. ومن دون أن ينتظروا أو يبحثوا على مقابل لها..وذلك لأنهم يؤمنون برسالتهم الخالدة والحضارية .. في ما الدولة والحكومة..للأسف الشديد.. لم تقدر لهم ذلك الدور ..ولم تقدر - أيضا - الثقافة والإبداع وقدرتهما على صنع المستقبل المشرق للأجيال ..الذي يحظى فيه العلم والوعي والأدب والفن..بمكانة عالية تعلي من شأن الإنسان وتشيع قيم الحرية والعدالة وتؤمن بالذات وبالآخر..وتجندّ نفسها للمستقبل من أجل التخلّص من أردية التخلّف والاستبداد والتميز والفساد..حتى تغد هي المرتكز والمصدر لكل عمليات التحول الثقافي والنهضوي والفكري والديمقراطي..

في الحقيقة يبد أنه .في بلادنا .لم يحرّك في الجهات المعنية في الدولة والحكومة أي موقف من تلك المواقف التي يكون فيها الأديب مشرّدا في الشارع أو عاطلا عن العمل وعاجزا عن دفع إيجار مسكنه.. أوتوفيرقيمة العلاج والحليب لأطفاله.. كما لم يحرك في تلك الجهات أي ساكن شعوري وهي تشاهد أو تستمتع بموقف وحالة مرضية صعبة وخطيرة يعاني منها الأديب والشاعر..وتتطلب سرعة التحرك لإنقاذ حياته ونقله للخارج على وجه السرعة للعلاج..وهذا الأخير هو الحال الذي غدا يعيشه شاعرنا الكبير" فيصل البريهي"

على أية حال..بقدر ما طل ويطل علينا دوما..الشاعر والأديب الكبير" فيصل البريهي" من نافذة الحب والإبداع والعطاء والشوق والجمال.مظفّرا ببساتين الود والإبداع والمحبة..ها هو يطل علينا اليوم من نافذة الوجع والألم والمرض الذي ألم به مؤخرا ..والمتمثّل ب" فيروس الكبد".

.لكن وللأسف الشديد.. فشاعرنا..هذا الكبير الذي ظل دوما يحمل بداخله للوطن والإنسان..الوفاء والحب والكلمة الجميلة والمحلقة .. .ويمدّ ضلوعه كجسور لعدد كبير من الشباب للعبور عليها إلى مرافىء الإبداع والاكتمال..هاهو في حكم النسيان والتجاهل ولم يسمع به أحد.. في الدولة والحكومة ..رغم كثرة مناشداتنا ودعواتنا لهم ولكل من هو مقتدر لعمل شيء من أجل " فيصل البريهي" الشاعر الإنسان .. والضابط الإنسان - أيضا- الذي يعمل في الجيش اليمني الذي قدم له - و ما يزال - كل معاني الإخلاص والانضباط والمسؤولية والنزاهة..

ونحن نكتب وندعو هنا لإنقاذ زميل وشاعر كبير..إنما ينبع هذا من موقف أخلاقي وإنساني وأدبي ومبدئي ثابت يجمع عليه ويؤمن به كل الأدباء والكتاب والمبدعين والمثقفين..تجاه بعضهم بعضا وتجاه مبدع ..كبير ونظيف ونظامي ومعتزل الصراعات السياسية العبثية وضوضاء الحياة المزعجة والمقرفة..

في الحقيقة لكم هو معيب ومتناقض - في آن - أن يدّعي البعض أحزابا وحكومة وتجارا ومؤسسات ..أفضل المبادئ ..في الوقت الذي يعيش فيه الناس.. وفي مقدمتهم ألأدباء والمبدعون ..أسوأ الأوضاع وشتى صنوف الحرمان من حقوقهم .وما إهمال الشاعر"البريهي" إلا خير دليل على ذلك ..بل وصادم لقيم الإنسانية والوطنية والشهامة العربية..بكل ما في الكلمة من معان ودلالات ..

لكم كنّا نتمنى ..في الواقع.. أن يدرك المعنيون في هذا البلد أنه لا ولن يبدأ المستقبل الحقيقي قبل أن يقدّر الأدباء والمثقفون والمبدعون ..ونكتسب جميعنا الوعي الكافي لتقدير الأديب والفنان والكاتب والشاعر والمفكّر ..ونثق بأن مفتاح التغيير الحقيقي والاستقرار هو الوعي والثقافة العصرية والفكر المتحرر والإبداع الذي يخلقه الأديب والشاعر والروائي والفنان وغيرهم..

وما يبعث على الحزن والحيرة في هذا الأمر هو أن سنين وعقود كثيرة تمرّ والأدباء والمثقفون يعانون من واقع مرّ ..مفروض عليهم ..يقابله عدم الإحساس الكامل بهم أو الإيمان بقدراتهم ..أو منحهم الفرصة في الحياة الكريمة..وتأمين ضرورات وأساسيات حياتهم 

لكن وبالرّغم من كل ذلك التعب والذبول والسوداوية ومشاعر الألم والإخفاق في أحايين كثيرة فقد ظل الأديب صامدا ومقاوما شروط الضرورة والفقر والاضطهاد المفروضة عليه..

أيها الأعزّاء ..الأفاضل..في الدولة والحكومة والقطاع الخاص..وغيرهم ..إنّنا نتحدث عن حالة مرضية صعبة يعاني منها شاعر يمني كبير ..وكثير ..هو الشاعر..المبدع " فيصل البريهي" أرجوكم ادركوا ما ذا يعني هذا الأمر ..ونرجوكم أن تدركوا أنه في حال- لا سمح الله - وتضاعفت أو تعقدت حالة الشاعر " البريهي" ..بسبب عدم تمكنه من السفر للخارج ..فلن يكون لبرقيات المواساة وإسقاط الواجب من قبلكم.. أي معنى ..وأدركوا - أيضا- أنكم بهذا السلوك ستوسعون فجوة عدم الثقة والودّ .. بينكم وبين شريحة الأدباء وحملة رسائل التنوير والمحبة والوحدة.. 

ختاما ..وكون الأخلاقيات هي المهد الذي نشأت عليه كل الحضارات الإنسانية وخلدت كل العظماء من البشر فإننا نناشد فيكم هذه الأخلاقيات وضمائركم الحية التحرك السريع لعمل شيء. من أجل حياة شاعر اليمن الكبير "فيصل البريهي"

أما صديقي الشاعر .فأرجو أن يقبل منّي إعادة هاتين البيتين اللذين اهداهما لي ذات يوم :

"كتبت هواك في صفحات عمري

حروفا ما تضمّنها كتاب 

لأنك في الفؤاد أشد وطئا

وأقوى أن ينؤ بك الغياب"

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 12:44 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-1535.htm