- بمناسبة عيد ميلادها الـ 63 ..فائقة السيد : ثمن وضوح الرؤية

- بمناسبة عيد ميلادها الـ 63 ..فائقة السيد : ثمن وضوح الرؤية
الجمعة, 09-أكتوبر-2015
بقلم / ابو هاشم العدني -

في 8 اكتوبر 1953 جئتِ إلى الدنيا، كان عقد التحولات الكبرى وعام تزدحم به الأفكار، رياحه العاتية مرت على عدن ، عدن تلك المدينة الوادعة كانت تنتظر حين ولدتِ صراعاً مريراً .

هاهي ذي السنون تكر 63 مرة، وفي كل أكتوبر لكِ وقفهٌ مع الزمن مع التراجيديا الوطنية مع التناقضات .

دفعتِ ثمن وضوح الرؤية، والانحياز الى البسطاء والناس، رضعتِ مع الحليب معنى أن يكون المرءُ قائداً شعبياً موضوعياً، بعيداً عن العواطف الغبية.

قال عنكِ شيوخ اسرتكِ الكريمة ( كُنتِ طفلةً تملكين زمام رأيك ، تتقدمين الصفوف)، وكأنما الله هو من استودعك صدق الشعور بمصلحة الآخرين، واستودعك تلك الأهمية التي تدفعك للوقوف مع الناس حتى ضد رغباتهم حين يغشاهم الخداع السياسي.

نكران الذات انساكِ انكِ جسد محدود الطاقة ، أدى بك هذا النكران إلى دواهم خطرة كادت أن تودي بكِ لولا لطف الله .

اتذكر احداها حينما اُسعفتِ إلى مستشفى البريهي بمدينة عدن، سجلت موقفاً من على الأسرة البيضاء، ضد حكام هم من المؤتمر الشعبي العام لأنهم كانوا سلبيون تجاه ناسكِ في عدن، اتذكر أنكِ كنتِ لوحدكِ تقاومين الأسلوب الذي لا يراعي حق الشعب في اختيار ممثليه في المجلس المحلي كُنتِ تقفين بعنادِ الثوار، 63 عاماً ومازلتِ في عنادكِ القديم حينما يرتفع الأمر إلى مستوى مصلحة الناس، وحين تتداخل الألوان عليهم .

كيف لا؟ وأنتِ ابنة مدينة (الشيخ عثمان) مدينة البسطاء المكللين بغبار العمل والأسفار, تلك المدينة المنفتحة على المحطات الكبرى ، مدينة اخذتكِ بسحرها إلى ابعد مدى، يدرك من يقترب منك مدى أثر رموزها من رجال الثقافة والفكر الوطني عليك، بكل ماتحمله من إرثٍ احتضنت ايامك وشهورك وسنينكِ الأولى على هذه الحياة ، وقد نقل الكبار عنكِ شجاعة مبكرة بنقلك منشوراتٍ وأنتِ في باص المدرسة ضد المستعمر .

كبرتِ وتعلمتِ من هامات وطنية معنى الإلتزام بالموقف ، وموضوعية الاختلاف، إلا بمصير الأمة ، وقلتِ لهم (نعم الوطنية ليست وجهة نظر) ، الوطنية خيار لا يحتمل كل هذا اللغط ، والتعقيد ، والحوارات وهي ليست نتاج حزب سياسي ، وهي ايضاً ليست عنوان لإنتاج الدواجن الذي انسحب مفهومه إلى البشر كما هو الحال في مملكة التطرف والإرهاب ، بل هي احساس بالانتماء إلى الناس .

الوطنية كما تفهمها فائقة السيد هي دمعات وسعي دؤوب لإنقاذ جريح في مستشفيات عدن والأردن وتعز وصنعاء، هي إنسان متعملق في جوارحكِ ايتها المرأة التي لن تتكرر.

الوطنية المستـأنسة كما عرفتها فائقة هي أخلاق مدينة عشعشت فيها من 8 اكتوبر 1953 حينما كان موعدها مع الحياة في حافة الأصنج بمدينه الشيخ عثمان، لهذا هي معنى آخر للسمو على الأوجاع الصغيرة المتناثرة .

وكل عام وأنتي شامخة يا فائقة. 

تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 06-مايو-2024 الساعة: 11:16 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-15128.htm