- اوباما اعترف بفشله في سوريا ..وغابت اليمن وفلسطين في خطابات الكبار ....هذا ماحدث في ذكرى تأسيس الامم المتحدة

- اوباما اعترف بفشله في سوريا ..وغابت اليمن وفلسطين في خطابات الكبار ....هذا ماحدث في ذكرى تأسيس الامم المتحدة
الثلاثاء, 29-سبتمبر-2015
بقلم محمد احمدالعقاب -

 أوباما وبوتين ...صراعات الكبار


لم يتحدث الرئيس الأمريكي هذه المرة أمام الأمم المتحدة بصفته كرئيس لدولة حكمت العالم لعقودِ من ازدواجية المعايير الدولية ، بل تحدث وكأنه أمام محكمة يدلي باعترافاته وهو بحالة من التوتر ظهرت واضحة أثناء مصافحته للأمين العام للأمم المتحدة من على منبره.

فالرئيس الواهن الذي غاب عن خطابه سياسة التهديد والوعيد كان قادماً فقط ليقول للعالم أجمع أن الولايات المتحدة لا تستطيع حل مشاكل العالم لوحدها، وأن عليه الإعتراف أن العالم أصبح متعدد الأقطاب، وانه مستعد للتعامل مع روسيا وإيران فيما يتعلق بالملف السوري، وبهذا السرد الانهزامي اعترف الرئيس اوباما بفشله وعيونه مسمرة الى حيث يتربع القطب الجديد الذي سلب منه سياسة التفرد والتحكم بهذا العالم.


وعلى العكس من ذلك فقد وقف الرئيس الروسي بوتين في أول خطاب له منذ عشرة أعوام أمام الامم المتحدة ليذكر الجميع أن هذه المنظمة إنطلقت من يالطا وأن أي مخالفة لقوانينها أو زعزعة لشرعيتها فانه تدمير لهيكلية المنظمة العالمية. موجهاً رسائل قاسية اللهجة والمضمون لأمريكا في تجاوزاتها لميثاق الأمم المتحدة ولفرنسا التي رغبت بتجميد حق النقض رغبة منها في تمرير بعض القرارات التي شكل فيها النقض المزدوج رادعاً لكل القرارات التي تنتهك إستقلال الشعوب.


ولم يكتفي الرئيس بوتين  بذلك بل وجه رسالته الى أمريكا بأن سياسة القطب الواحد انتهت وأن سياسة تصدير الثورات وتشجيع التغيرات تؤدي الى نتائج كارثية كانت سبباً لتدمير الاتحاد السوفيتي في رسالة تحذيرية واضحة، فالرئيس الذي يربط بين الماضي والحاضر ويطلب من الجميع الإستفادة من تجارب بلاده كان يذكر الغرب في كل فقرة بضرورة إحترام القانون الدولي، ولم يكتف بذلك بل أصر على تسمية الحرب على العراق في 2003 وعلى ليبيا في 2011 بالعدوان، مستفيضاً بحديثة حول الإرهاب وضرورة مكافحته مختصراً كل العناوين " بضرورة مكافحة الإرهاب ومصادر تمويله ومؤكداً بأن الجيش العربي السوري ووحدات الحماية الكردية هما فقط من يحاربا داعش في المنطقة وأن دعم الحكومة السورية الشرعية هو النهج الصحيح لنجاح الجهود في مكافحة داعش " وعينية وسياق حديثة تنبئ بفشل التحالف الدولي السابق.


اللهجة القيصرية التي طغت على خطاب الرئيس الروسي أجبرت الأمين العام للأمم المتحدة على النزول من منصته مستأذناً الزعماء كي يصافح الرئيس القيصر.


بهذه النظرة الإجمالية رسم الكبار مواقفهما من الأحداث في سورية والحرب على داعش مع الأخذ بعين الاعتبار قوة الحجة التي أستند اليها بوتين في مكافحة الإرهاب. ولاشك أن من يتابع الموقف الأمريكي من تصريحات الكرملين حول التحالف المزمع تشكيله وبلورته في مكافحة الإرهاب يدرك حجم القلق الأمريكي من هذا التحالف، فأمريكا تدرك أن مسرحيتها في الحرب على داعش ستظهر جلياً حين تحقق روسيا وحلفائها تقدم ملموس في الحد من خطر هذا التنظيم السرطاني والقضاء عليه في ضوء الإنتقادات التي توجهها روسيا للتحالف الامريكي بفشلة منذ أكثر من عام في تحقيق أي نتائج وإتهامه بعدم  جديته في مكافحة الارهاب،  وستتكشف المصالح الأمريكية من إذكاء فتيل الأزمات في الشرق الأوسط التي شكلت مصدر لأمريكا في تصدير السلاح للمنطقة متجاوزة على اشلاء ودماء المغفلين العرب آثار الأزمة الاقتصادية التي عصفت بها في أواخر 2010م ، وتدرك وروسيا أن مصالحها العليا في الشرق الأوسط مهددة وأن عليها التعامل بمنطق القوة في المحافظة عليها فمكافحة الإرهاب ضرورة لم تغب عن خطاب الرئيس بوتين مؤكداً على ضرورة التخلص من الارهابيين قبل عودتهم الى موطنهم الأصلي.


إذا إختلفت الأقطاب حول منهجية مكافحة الإرهاب وحول مصالحهم الدولية في المنطقة وأتفق الجميع على غياب اليمن وفلسطين من المشهد الدولي، حيث كانتا الضحية الغائبة في خطابات الكبار والحاضرة في دهاليز البازار والصفقات السياسية.


لا أدري كم من الأطفال والمدنيين اللازم أن يدفنوا تحت أنقاض منازلهم في حرب بربرية كي تلتفت الدول الكبار الى مأساة تعد من أكبر جرائم الحرب في المنطقة، غابت اليمن في خطابات الكبار ورائحة البترودولار الممزوجة بدماء الأبرياء تفوح من ثنايا اولئك القابعين في كراسي هذه المنظمة الشمطاء، غابت اليمن  في خطابات الكبار والفرقاء السياسيين منفصلين عن الواقع يبحثون عن مصالحهم الشخصية على ركام من "جماجم واشلاء من الناس" . فهل سيدرك هؤلاء أنه لا يمكن لأحد أن يلغي الأخر وأن الوطن يتسع للجميع؟

تمت طباعة الخبر في: السبت, 11-مايو-2024 الساعة: 09:33 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-14984.htm