- الألواح الشمسية كهرباء الأغنياء.. والشموع إضاءة الفقراء الضوء من يقف وراء احتجابه؟

- الألواح الشمسية كهرباء الأغنياء.. والشموع إضاءة الفقراء الضوء من يقف وراء احتجابه؟
الخميس, 03-سبتمبر-2015
أوراق برس من صنعاء -

حتى أولئك الأغنياء الذين ساعدهم دخلهم ومردودهم المالي على شراء الألواح الشمسية.. تجد الحياة تعود إليهم حين يحل التيار الكهربائي على منازلهم وأحيائهم ضيفاً لمدة ساعة كل ثلاثة أو أربعة أيام, بعد أن كان لا يفارق ديارهم سوى ساعة بالكثير في اليوم الواحد.

الكهرباء "الضوء" هو الحياة بحد ذاتها وبكل معانيها.. وفي ظل غيابها ليس للحياة معنى.. وهكذا يعيش اليمنيون بعموم محافظات الجمهورية اليمنية أوقات عصيبة وأيام خالية من الحياة الطبيعية والسليمة لانقطاع التيار الكهربائي المست مر منذ أكثر من خمسة أشهر. دون أي تحركات فعلية ملموسة من قبل الجهات المختصة لإعادته.. هنا نصف لكم شعور وفرحة المواطن ـ صاحب الدخل المحدود ـ حين تشرفه الكهرباء بمنزله بعد أن كانت لا تفارق عينيه.

بين وحشة الليل وظلامه الدامس يواصل ملايين اليمنيين تجرع المعاناة من انقطاع التيار الكهربائي المستمر دون أي حلول أو بريق أمل يلوح بالأفق بعودتها الذي يعتبر حلم كل يمني وخاصة أصحاب الدخل المحدود والطبقة الفقيرة التي لا يسعفها دخلها المالي على شراء مولدات كهربائية أو لوحات شمسية لإنارة وإضاءة جزء بسيط من الديار.

ولا يختلف اثنان على تفوق اليمنيين على الصبر بصبرهم على استمرار انقطاع الكهرباء وقبولهم بالعيش والاستمرار في الحياة وسط غياب الضوء.. رغم أهميته توفرها الضرورية كونها أصبحت من المتطلبات الأساسية للعيش, إن لم تكن هي الرئيسية.

وفي ظل الوضع الراهن الذي غاب فيه التيار الكهربائي وسط تبادل اتهامات بين طرفي الصراع بمأرب حول أسباب عدم عودة المحطات والغازيات للعمل.. لجأ بعض اليمنيين ـ أصحاب الدخل المالي المتميز ـ إلى شراء لوحات شمسية ومولدات "مواطير" كهربائية شخصية لتوفير التيار الكهربائي ولو لساعات محددة.

الألواح الشمسية ارتفع ثمنها أضعاف سعرها الحقيقي بسبب ارتفاع مستوى الإقبال على اقتنائها من قبل المواطنين, لا سيما بعد انعدام انقطاع المشتقات النفطية من الشارع اليمني.. ورغم الآثار الإيجابية لهذه الألواح على الصحة والبيئة وكذا على اقتصاد المواطن.. إلا أنها تظل كهرباء الأغنياء ولا يمكن أن يحصل عليها الفقراء خاصة في الوقت الراهن الذي يشهد السوق ارتفاع أسعارها إلى أضعاف أضعاف ما كانت علية.

وبعد معاناة اليمنيين ومأساتهم, تجد الحياة تعود إليهم والبسمة ترتسم على محياهم ساعة واحدة كل ثلاثة أو أربعة أيام, وهذا بالنسبة للسكان العاصمة صنعاء, بينما بعض المحافظات والمديريات والمناطق الريفية تكون منقطعة عنهم منذ أكثر من خمسة أشهر دون أي خبر أو محاولات تبذلها الجهات المختصة لإعادتها.

وحين تعود الكهرباء تجد الفرحة تعمّ تلك المنازل وكان الحياة عادت من جديد .. وتسمع صراخ الأطفال وزغاريد النساء تعجّ بها سماء الأحياء.. الجميع آنذاك يسارع نحو مفاتيح الكهرباء, وكانهم في سباق مع الموت, وكأنهم يسارعون لاستقبال عزيز عليهم سيفارقهم بعد لحظات أو دقائق من وصوله, وبسرعة كبيرة يسكنها خوف الفراق والرحيل تجدهم يشحنون هواتفهم وأجهزتهم الالكترونية النقالة, وتشغيل مولدات رفع الماء وغسالات الملابس.. وكثير من المحاولات لاستغلال هذا الضيف الذي كان من أهل الديار قبل أكثر من خمسة أشهر.

يقول المواطن محمد يحيى " تأتينا الكهرباء لمدة ساعة بعد مرور أربعة أيام.. وهي لا تفي بالغرض وليست كافية بعد طول انتظار وصبر, فما بين سرعتنا لاستغلالها ولقضاء حاجاتنا منها كتشغيل ديمنوا رفع المياه نجدها تسبقنا بالإنطفاء لنعود لمعاناتنا".. محمد لم تسعفه حالته المادية في شراء لوح شمسي يولد له طاقة كهربائية.. لكنه ينتظر بأمل في التفات الجهات المعنية لمعاناتهم ومساعدتهم ومساندتهم من خلال إعادة التيار الكهربائي إلى العمل.

المواطن مراد أحمد حسين - من أصحاب الدخل المعدوم يقول "اسكن في منزل لا تصل خيوط وأشعة الشمس إليه, كنت اعتمد في العيش فيه على إضاءة التيار الكهربائي, ونحن الآن نعاني من انطفاء الكهرباء ونعيش وسط ظلام لا يفوقه أي ظلام وظلم.. أكثر من هذا الظلم والحرمان الذي أحرمنا من أبرز أساسيات الحياة.

الكهرباء.. لو أجرت الجهات المتخصصة دراسة وبحثاً علمياً واقعياً لوجدوا الخسائر الناتجة عن انقطاع التيار الكهربائي تصل إلى مليارات الملايين.. فالكهرباء هي تعتبر من المؤسسات الكبيرة التي تعتمد عليها الدولة في رفد خزينتها وبذلك فإن الدولة خسرت ـ وما تزال ـ مليارات الريالات بسبب عدم عودة التيار.. ناهيك عن خسائر المواطنين والتجار وأصحاب المواد الغذائية التي يتطلب بقاؤها صالحة إلى كهرباء لتشغيل ثلاجات التبريد.

هناك من يرى أن استمرار انقطاع التيار الكهربائي بعد هذه الفترة الطويلة, يأتي باتفاق طرفي الصراع أو بموافقة أحدهم, وذلك لعزل المجتمع وحجبه عن ما يحدث من جرائم وأجداث مأساوية بمختلف محافظات الجمهورية, وهو الأمر الذي أستفز المواطنين وبدأ الاستياء يظهر من خلال منشوراتهم ومشاركاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي, والذي ينذر بخروجهم إلى الشارع ضد كل الأطراف المتسببة باستمرار انقطاع التيار.

وزارة والمؤسسة العامة للكهرباء يقع على عاتقها إعادة التيار الكهربائي, أو الإفصاح بشكل واضح وجريء عن من يقف وراء غياب الكهرباء ومعاناة المواطنين. 

تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 06-مايو-2024 الساعة: 06:29 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-14689.htm