- العدوان يسعى إلى طمس الهوية وتدمير التاريخ والحضارة اليمنية

- العدوان يسعى إلى طمس الهوية وتدمير التاريخ والحضارة اليمنية
الخميس, 03-سبتمبر-2015
أوراق برس من صنعاء -

* تعد محافظة البيضاء من المحافظات التي دخلها الصراع منذ وقت مبكر, وبما أنها تحوي الكثير من المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية خاصة قلعتها الشهيرة ومدرسة العامرية في رداع وهما من أبرز وأهم المعالم في هذه المحافظة العريقة, ولهذا كانت الأنظار تتجه صوب معالم ومواقع التراث في البيضاء خوفا عليها من أن ينالها نصيب من دمار أو خراب أو تخريب جراء الصراعات المسلحة أو العدوان الآتي من الجو منذ أشهر .

فيا ترى هل تضررت مواقع ومعالم البيضاء لا سيما بعد أن تناقلت وسائل الإعلام قبل شهور مضت أن قذائف وصلت إلى حرم قلعتها الشهيرة وهذا وغيره ما سنخوض فيه مع مدير عام الآثار والمتاحف في محافظة البيضاء الأخ خالد العنسي .


حيث نفى العنسي الأخبار التي تحدثت عن وقوع قذائف في حرم قلعة رداع التاريخية وأن القلعة والمدرسة التاريخية (العامرية) وغيرها من المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية في حالة جيدة ولم تصب بأي أضرار ولم يتم الاعتداء عليها لأنها لم تكن جزءا من الصراعات أو في مواقع قريبة منها وهذا ما جعل مواقع ومعالم البيضاء في مأمن من أي استهداف سواء من الأرض جراء الاشتباكات التي كانت تدور في هذه المحافظة ومنذ مدة طويلة أو من السماء من طائرات العدوان التي جعلت اليمن أهدافا حية لها منذ ستة أشهر تقريبا , فمدرسة العامرية المعلم الاشهر والأهم في البيضاء مكان يرتاده الكثير من الناس لأداء الصلاة كونها مدرسة ومسجدا يحظى باحترام وإقبال الناس من كل أنحاء المحافظة ومن رداع على وجه الخصوص وفي كل فريضة تجد الناس يتزاحمون في العامرية لأداء الصلاة , وبالرغم من المحاولات التي قامت بها إحدى الجماعات المتشددة قبل أكثر من عام لجعل هذه المدرسة مكانا أو مقرا لها إلا أن هذه المحاولات دائما ما كان يكتب لها الفشل جراء إقبال الناس وبمختلف توجهاتهم وأعمارهم على هذه المدرسة وحبهم لهذا المعلم الديني الأبرز , كذلك القلعة كان الحرص على أن تكون بعيدة عن أي صراعات وهو بالفعل ما تم وقد تفهمت الأطراف المعنية وتعاونت مع مكتب الآثار بعدم اقحام القلعة في أي صراعات .


آثار البيضاء بخير

وأشار إلى أن مكتب الآثار في البيضاء حاول أن يتعامل مع كافة الأطراف بمرونة فائقة ولم يسع إلى استفزاز طرف أو يثير المشاكل مع هذا أو ذاك فقط حاول جاهدا أن يكسب تعاون الجميع وبما يساهم في الحفاظ على المعالم والمواقع وحمايتها من أي اخطار وهذا ما حدث وها هي تلك المواقع في أمان حتى الآن كونها ظلت خالية من أي تواجد مسلح أو مظاهر يمكن أن تجلب لها الدمار والخراب .

وفيما يتعلق بالجهود التي بذلها مكتب آثار البيضاء لتجنيب المواقع والعالم ويلات الصراعات قال العنسي : إن المكتب عمل على التواصل مع كافة الجهات والأطراف وبشكل مستمر وكذلك قام بتفعيل وتنشيط دور الحراسات الآثارية في المواقع والإشراف المستمر والمراقبة الدورية على كافة المواقع وكان الجميع يقومون بعملهم ليل نهار وهنا لابد من تسجيل كلمة شكر للجهات المعنية على تعاونها الدائم مع الآثار وكذلك الوعي المجتمعي لدى السكان وحرصهم على مواقعهم ومعالمهم الآثارية وكانوا بالفعل خير عون لمكتب الآثار .


استهداف عنيف

وأضاف: الأضرار في المواقع والمعالم الأثرية داخل البيضاء محدودة جدا وهي لا شيء مقارنة بمحافظات أخرى شهدت أحداثا مؤلمة بحق معالمها ومواقعها خاصة من قبل العدوان السعودي الذي استهدف الكثير من المواقع والمعالم وبشكل عنيف جدا في صعدة وصنعاء وتعز وعدن ولحج وذمار، متحف ذمار الإقليمي تمت تسويته بالأرض بصورة تنم عن حجم الاعتداء والدمار لآلة الحرب السعودية وأيضا استهداف قلعة باجل في الحديدة ومعالم في حجة وغيرها , كل تلك الاعتداءات على الآثار أصابنا كيمنيين وكآثاريين بالصدمة لهول الفاجعة التي لم تكن متوقعة ولم يكن في الحسبان أن تسعى دول العدوان إلى استهداف حضارة اليمن السعيد بمثل هذا الشكل وهذا ما جسدته منظمة اليونسكو المعنية بالتراث العالمي من خلال العديد من الاجتماعات الاستثنائية لمناقشة أوضاع التراث في اليمن جراء العدوان حيث عملت الهيئة العامة للآثار الديوان العام بنقل الصورة كاملة لما تعرضت له المعالم والمواقع الأثرية اليمنية جراء العدوان وبدورها قامت اليونسكو بإصدار العديد من البيانات والمطالبات والتشديد على تجنب استهداف المواقع الأثرية واستنكار وإدانة ما تعرضت له عدد من المواقع , كذلك أصدرت البعثات الآثارية التي عملت في اليمن في سنوات ماضية ولا زالت بعضها مستمرة في العمل ومنها البعثة الإيطالية والبعثة الفرنسية والبعثة الألمانية اجتمعت كل تلك البعثات وأصدرت بياناً استنكرت وأدانت فيه استهداف دول العدوان لمواقع ومعالم التراث الثقافي في اليمن .


اعتداء غير إنساني

وحول وجود أي مبررات لاستهداف مواقع التراث في اليمن أوضح مدير آثار البيضاء قائلا : لا يوجد أي مبررات لاستهداف هذا التراث الإنساني المتميز الذي لا يخص اليمن فحسب بل يخص الإنسانية جمعاء وبالتالي فالاعتداء على أي معلم هو اعتداء على تراث الإنسانية فهذه المعالم التي اعتدي عليها تمثل صفحات هامة ذات دليل مادي للتاريخ البشري تستفيد منه الأجيال الحالية والأجيال القادمة، وبالتالي يمكننا القول إن هذا الاعتداء على مواقع التراث في اليمن همجي لا يمت للإنسانية بصلة وتخريب ممنهج لا يتماشى مع القيم والمبادئ الإنسانية والمواثيق الدولية والحديث عن مبررات لضرب الآثار لا يتماشى أبدا مع القيم الإنسانية ومع المنطق والعقل ولو نظرنا إلى معظم المعالم التي قصفت لوجدنا أنها أماكن معزولة بعيدة عن مواطن الصراعات فقط هي عبارة عن أماكن مكشوفة مهجورة استهدفها بهذا الشكل خاطئ وغير مبرر يدل على أن هذا العدوان بلا معنى أو هدف وإنما عدوان عبثي وكراهية وصلت حد تهديم تراث وحضارة اليمن .

حقد دفين

طيب إذا كانت هذه المواقع والمعالم بعيدة خالية من أي مظاهر مسلحة وتقع في أماكن بعيدة عن أي تجمعات عسكرية فلماذا يتم استهدافها بهذا الشكل ؟؟ وهنا يقول العنسي إن العدوان يسعى من وراء ذلك إلى طمس هويتنا اليمنية وطمس تاريخنا العريق فاليمن واليمنيون يمتلكون تاريخا عريقا وهوية أصيلة وجذور ضاربة في أعماق الدهور , ولهذا يسعى العدوان إلى طمس كل هذه الحضارة وتدمير كل ما يمثل قيمة لهذا البلد والدافع وراء ذلك هو الحقد وإلا ما الذي عملت بهم هذه المواقع والمعالم وما هو الخطر الذي يمكن أن تحمله مواقع الآثار على دول العدوان وعلى رأسها السعودية . 


الثورة.نت

تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 07-مايو-2024 الساعة: 08:42 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-14685.htm