- رغم أننا جميعا كنا قد رحبنا بانتخابه كأول رئيس مدني في تاريخ مصر، لكن من حيث الأساس يجب أن لا نستغرب قراراته ونزعتها الديكتاتورية خاصة الغاء سلطة القضاء على قراراته

- رغم أننا جميعا كنا قد رحبنا بانتخابه كأول رئيس مدني في تاريخ مصر، لكن من حيث الأساس يجب أن لا نستغرب قراراته ونزعتها الديكتاتورية خاصة الغاء سلطة القضاء على قراراته
السبت, 08-ديسمبر-2012
اوراق برس من صنعاء -




اعتبر وزير الكهرباء اليمني الاسبق قرارات الرئيس المصري مرسي فيها نزعات ديكتاتورية ، على حساب الديمقراطية بدون جهد شعبي نظرا لدعم من هم معارضوه اليوم في ميادين مصر .


وقال الدكتور مصطفى بهران في مقال له ارسل لجريدة"لأوراق برس" الالكترونية نسخة منه "لماذا تستغربون؟ نعم، الإخوان يسعون إلى تعزيز سلطتهم في مصر، فلو سمحت لهم الديمقراطية التلاعب بها أو عليها سيفعلون، هذا طبيعي جداً، فكل الاحزاب السياسية تسعى إلى السلطة، كلها سوف تسعى إلى تعزيز سلطتها إن هي وصلت إلى السلطة، لا غرابة في ذلك، ولكن هل ينجحون؟ أم أنهم ينتحرون ببطء! وهل التحالف الدولي الذي معهم يتوقع لهم الانتحار؟ أم أنه سينفرط وإشارات الانفراط قد لاحت في التعليقات الدولية على قرارات الرئيس مرسي الأخيرة.


وتسائل : من قال لكم إن الإخوان المسلمين سينحازون للديمقراطية على حساب مصالحهم، فلم تنحز للديمقراطية الأحزاب التي سبقتهم في الحكم سواء في مصر أو سوريا أو تونس أو غيرها وهي أحزاب غير دينية ولكنها كانت شمولية مثلها مثل الفكر الإخواني التقليدي، فلماذا تستغربون ذلك على الإخوان؟.. صحيح أن تطوراً ملحوظاً قد حدث في الفكر الإخواني أو على الأقل في جناح الحداثة والشباب فيه، إلا أن السائد مازال الجناح الذي يتعامل مع الديمقراطية بمبدأ "التقية" بحسب إخوتنا الشيعة، أي تعاملاً تكتيكياً سياسياً ليس إلا.


وأضاف : إذاً..رغم أننا جميعا كنا قد رحبنا بانتخابه كأول رئيس مدني في تاريخ مصر، لكن من حيث الأساس يجب أن لا نستغرب قراراته ونزعتها الديكتاتورية خاصة الغاء سلطة القضاء على قراراته وعلى مجلس الشورى وعلى لجنة كتابة الدستور، صحيح أن هذه نزعة غير متوقعة لمن وصل إلى السلطة بدون تكليف شعبي فنصف من خرجوا للإدلاء بأصواتهم صوتوا له والنصف الثاني صوتوا ضده، فكيف كان سيتصرف لو وصل إلى السلطة بأغلبية كبيرة أو كاسحة؟ ومع هذا لا نستغرب هذه القرارات لأنها تمثل التيار التقليدي الإخواني الذي يؤمن بملكيته للحق والحقيقة بغض النظر عن إرادة الناس! ولم يتجاوز تأثير العقلاء والإخوان الجدد الذكاء البسيط الذي جعل الرئيس مرسي يصدر قراراته الاستحواذية هذه متزامنة مع قرارات تتعلق بشهداء الثورة الأبرار ومصابيها.


 وتعجب بقوله : لاغرابة إذاً، ولكن المراقب المحايد المعجب بالإخوان الجدد المدركين للعصر ومتطلباته، الذي كان يأمل أن يكون الإخوان قد تغيروا، يشعر بالحسرة أو على الاقل بداية هذه الحسرة، أما المراقب البراجماتي قيقول: إذا نجح الإخوان فيما هم عليه فهذه "شطارة" سياسية، فهل ينجحون؟ الله أعلم، وبكل تأكيد هم لا يعلمون!.. بل إن الأمس القريب أظهر "عكاً" سياسياً مذهلاً اقترفه الأخوان بيّنَ أنهم فعلاً لا يعلمون، وساهم بشكل مباشر في حصول مرشحهم للرئاسة على نسبة ضئيلة من السكان رغم فوزه، فقد كذبوا على الناس تارة، وتخلوا عن الثورة في أوجها تارة أخرى، وأرادوا "التكويش" على مجلس النواب رغم وعدهم بغير ذلك تارة ثالثة، وحاولوا "التكويش" على لجنة كتابة الدستور تارة رابعة، وهاهم يحاولون فرض دستورهم على سائر الناس، وهكذا يفعلون!


 واشار الى ان  المراقبين المحايدين يرون ن أن فرص نجاحهم تقل كلما لجأوا إلى فكرهم القديم وانعكس ذلك على سياساتهم مثل القرارات الاستحواذية الأخيرة، وأن فرص نجاحهم تزداد كلما هم انفتحوا على الآخر، وحكموا معه وليس ضده أو بدونه، فإذا استمروا فيما هم عليه الآن سيخسرون الناس ولن يبقى معهم إلا هم ومن هم على يمينهم تطرفاً، هؤلاء الذين سيجرونهم إلى ظلام أعظم، فيخسروا الشباب، ويخسروا الأحزاب، ويخسروا القوى الثائرة وممثليها أمثال حمدين صباحي، وعبدالمنعم أبو الفتوح، وخالد علي، ومحمد البرادعي وغيرهم، ويخسروا الحكم في نهاية المطاف، فالشعب الذي أسقط نظام مبارك الاستحواذي الديكتاتوري سيسقط نظام الإخوان إن هو أضحى نظاماً للمرشد، فإذا سقط الإخوان هكذا سقوط، وليس بالطريقة الديمقراطية وبالتبادل السلمي للسلطة، فلن تقوم لهم قائمة بعد ذلك كما يعلمنا التاريخ، أما إذا أسقطهم صندوق الاقتراع فلهم أن يعودوا من خلاله في وقت لاحق إن هم أحسنوا، لو سألنا أبو الفتوح وهو أقرب ممثلي الثورة المصرية لفكر الإخوان عن قرارات الرئيس مرسي الأخيرة، سنجد أنه يرى أن الرئيس مرسي دس قرارات تبدو جيدة وسط حزمة من القرارات الاستبدادية!


وختم بقوله : كنا جميعاً نأمل في إخوان معاصرين جديدين يجيدون العيش والتعامل مع الآخر ويستطيعون أن يحكموا معه في مواءمة حضارية يحكمها العقل وتحكمها قواعد الديموقراطية وسلطة القانون والقضاء، فهل انتهى هذا السيناريو؟ سنرى ما ستأتي به الأيام!


اللهم جنب مصر سيناريوهات الظلام وعزز تأثير الإخوان الجدد وفكرهم العاقل والمتعقل، المدرك للعصر ومتطلباته، إنك أنت السميع العليم.




 

تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 05:22 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-145.htm