- مشروع   الجنس فى رمضان!

- مشروع الجنس فى رمضان!
الإثنين, 13-يوليو-2015
أوراق برس من صنعاء -

رنة مميزة على تليفونى المحمول تعلن وصول رسالة تحمل أخبارا جديدة. "عدد من المسلسلات التليفزيونية المذاعة فى رمضان بها الكثير من الإثارة الجنسية والتلميحات اللاأخلاقية بما يتنافى مع حرمة ووقار شهر رمضان". قفزت تلك الرسالة على شاشة تليفونى المحمول فأثارت فى قلبى وعقلى الكثير من الغضب والقلق.

فالجنس فى رمضان ليس من المحرمات وفق ما نصت عليه الأحاديث النبوية والسنة الشريفة ولكن فقط يتم "تنظيم وضبط" الجنس المشروع والشهوة فى الشهر الكريم. ولا يعنى أن يتم "تنظيم" الشهوة والممارسة أن تتجه بعض العقول الملتوية، واللاهثة وراء الربح المادى والتلاعب بعقول الشباب ونشر الفكر والسلوك غير الحميد، إلى إثارة الغرائز بأساليب متدنية فى شهر كريم مخصص للصوم والرحمة والمغفرة والعتق من النار.

فاحتشاد مصر ومن ورائها العالم العربى والإسلامى لمواجهة خطر الإرهاب الأجنبى المستتر بعباءة الدين لا يعنى أن يتم توجيه المجتمع ومن فيه إلى التحلل من الإلتزامات الأخلاقية والدينية المعتدلة المتعارف عليها فى مجتمعنا منذ قرون.

فرد العدوان والشر وفكر الشيطان وهزيمته لا يكون بتبنى شر آخر وفكر شيطانى مماثل، بل يكون عبر التمسك بالفضائل والعادات والتقاليد المحمودة والأخلاق الحميدة الكريمة والفكر المستنير والإيمان الصحيح الذى كفل ويكفل وسيكفل لمن يتمسك به النجاة من مصاعب الدنيا والآخرة معا.

أما ما يثير القلق فهو توفير ما تبثه تلك المسلسلات فى شهر رمضان من ذرائع ومبررات ودعم لدى قوى الشر المتربصة بصحيح الدين والأخلاق فى الوطن حتى تعضض وتدعم من نشر رسائلها المسمومة المغلوطة الموجهة إلى أذهان الشباب المصرى والعربى بهدف إستدراجه إلى هوة الإرهاب.

ولمن لا يعرف أو يريد أن يتناسى فقد تجاوز "الإسلام الحق" أسباب الإثارة الجنسية منذ ظهوره، وليس أصدق على ذلك من سلسلة الأحاديث التى بينت حدود العلاقة بين الرجل والمرأة وممارسة العلاقة الزوجية المشروعة فى شهر رمضان تحديدا حتى يكون شهرا "لتنظيم" تلك العلاقة وليس "للحرمان" منها وكبت الشهوات.

فعن أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو عبد الله : (...) عن عمر بن أبي سلمة : أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أيقبل الصائم؟" فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " سل هذه " لأم سلمة فأخبرته : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع ذلك. فقال : يا رسول الله ، قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أما والله إنى لأتقاكم لله وأخشاكم له". رواه مسلم فى الصحيح عن هارون بن سعيد الأيلى.

وعن أبو عبد الله الحافظ، أخبرنى أبو على : (...) عن الأسود، عن عائشة، قالت: كان النبى - صلى الله عليه وسلم - يقبل، ويباشر، وهو صائم، وكان أملككم لإربه. رواه البخارى فى الصحيح عن سليمان بن حرب.

وعن على بن أحمد بن عبدان (...) عن حفصة، قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبل وهو صائم . رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى وغيره.

وقال قتيبة حدثنا الليث عن ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال : أخبرتنى عائشة وأم سلمة زوجا النبى صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر، وهو جُنب من أهله، ثم يغتسل فيصوم. قال أبو عيسى : حديث عائشة وأم سلمة حديث حسن صحيح.

وهكذا كان أهل بيت رسول الله والمسلمون الأوائل فى رمضان. فالعلاقة بين الرجل والمرأة قائمة بلا كبت أو إثارة أو ضغوط مما يوفر قدرا من الوقت والجهد والتفكير لعبادة الله وعمل الخير والإنجاز فى الدنيا وإعمارها بعيدا عن إثارة الغرائز والفكر الملتوى المنحرف الذى يثقل النفس بالشرور والموبقات ويصرفها عن الحياة الإيجابية المنتجة.

دارت تلك الأفكار فى ذهنى فنحيت تليفونى المحمول جانبا ونظرت إلى الأفق فى صمت. 

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 03-مايو-2024 الساعة: 04:19 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-14134.htm