- الإرهاب الأسود

- الإرهاب الأسود
الثلاثاء, 30-يونيو-2015
موزة عبد العزيز ال اسحاق -

ما حدث الجمعة الماضية تاريخ 26/6/2015 من حادث بمسجد الإمام الصادق بمنطقة الصوابر بدولة الكويت الشقيقة وراح ضحيته ما يقارب 27 شخصا وهم ما بين راكعين وساجدين وذاكرين داخلبيت من بيوت الله، ويليه ما حدث بتونس والسعودية وإضافة ما تمر به المنطقة العربية من أحداث سياسية مؤلمة، ربما أثار بداخل كل منا كافة ألوان الحزن والأسى نتيجة كابوس الإرهاب المظلم الذي هلت أفكاره المدمرة على المنطقة بأشملها مع اختلاف المسميات والهدف الأساسي بث الفتن بين الطوائف والمذاهب المختلفة وإثارة الفوضى والعبث بمجتمعاتنا العربية وتكاد تكون الرؤية واضحة للجميع في ظل سلسلة الأحداث المؤلمة التي نعيشها على التوالي منذ سنوات من فلسطين للعراق لسوريا ومصرواليمن ولا نعلم ما يخفيه المستقبل القريب من ورائها، وربما أصبحت عقولنا ونفوسنا لا تستوعب حجم الأحداث السياسية المؤلمة وأصبحت الأراوح العربية تتساقط كأوراق الشجر في الخريف من شيوخ ونساء وأطفال ودمار شامل حل على الكثير، وكأن الأمر يكاد يكون طبيعىيا، ولكن لا يبدو طبيعيا على كل عربى ومسلم، ولأن ما يحدث الآن من عبث وفوضى فهو لا تندده عقيدة ولا ديانة سماوية تبيح ما يبحه سطوة الإرهاب باستخدام راية الإسلام كواجهة لكل أفعاله وجرائمه الوحشية، والذي يحث على ترويع المواطنين بأوطانهم بأفكارهم المتطرفة بالغلو والتطرف بلسان الدين والتشدد المتطرف وراح ضحيتها الآلاف ولمصالح دول لا تريد إلا إثارة العبث والفوضى بمنطقتنا العربية والإسلامية بأكملها، وحتى نظل تحت سيطرتها وهيمنتهم وأصبح الدين والتطرف والمذاهب والطوائف هي اللغة والسلاح الذي تحاربنا به مع استغلال الثورة التكنولوجية وهيمنة أفكارهم على كثير من الشباب وضعاف النفوس والعقول ولا يملكون رؤية واضحة في خريطة أفكارهم الدينية والنفسية والاجتماعية ومع غياب الدور الحقيقي للأسرة والتعليم والدين بصورتهم الفعلية نتيجة الغلو في الدين أو انهيار منظمومة القيم الثقافية والدينية والاجتماعية والوطنية والسياسية أو الفقر وغيرها من الأسباب التي كانت سببا في نمو ونضوج الإرهاب بهذه الصورة المروعه بيننا الآن، ويليها سعي الكثير من الأفراد إلى تمكين مصالحهم المادية وتفضيلها على حساب الوطن، وأصبح الكثير ضحية لهم ولهيمنة مصالح دول لا ترغب في استقرار منطقتنا العربية وما تسمو له من تنمية فعلية في كافة القطاعات، سواء كانت التربوية أو الصحية أو الاجتماعية وأصبح الشباب هم من يدفعون الثمن نتيجة الغياب الفكري والديني والاجتماعي بصورته الفعلية، وساهم في ذلك الانفتاح الثقافي والتكنولوجي، ولذا فنحن بحاجة ماسة إلى التكاتف الفكري والديني والاجتماعي والثقافي في هذا الوقت، ولا بد من أن تكون هناك خطة شاملة لإعادة الهيكلة والبنية الداخلية بكل قطاعات الدول، سواء على المستوى الفردي أوالمجتمعي، ونبدأ بالإصلاح الداخلي بوحدة الصفوف البشرية والتماسك الاجتماعي وبث القيم الاجتماعية والدينية والثقافية بمفاهيمها الحقيقية وبمسؤولية مشتركة تبدأ من الأسرة والتعليم ورجال الدين والمفكرين وأصحاب الرأي والإعلام بصورة موازية لسرعة الأحداث السياسية والتكنولوجية وأن يكون لدينا الوعي الكاف لما يدور حولنا وكيفية التصدي له بصورة أفضل مما عليها الآن وأن لا يكون الكثير منا أسير أفكار تكفيرية أو طائفية تسعى لتدمير مجتمعاتنا بأيدينا بسبب تأثير غسيل العقول المنمق بثقافة غربية وراح ضحيتها الكثير الآن، ويليها نتمنى تكثيف دور علماء الدين والمفكرين بلغة تتناسب مع ثقافة الشباب التكنولوجية الحالية من خلال الإعلام الاجتماعي بكل وسائله ومن خلال اللقاءات والحوارات المكثفة وأن تكون هناك حملات توعوية ثقافية من خلال المراكز الشبابية بالظروف الراهنة وكيفية التصدي لها، ومنها لا يغفل الدور الثقافي بالتعاون مع الجهات الأمنية بالدولة بتعزيز دور القيم الوطنية ومسؤولية الوطن في نفوس الشباب والحفاظ على أمنه واستقراره وعدم إعطاء فرصة للعابثين للتدخل في الشؤون الداخلية التي تساهم في إثارة الفوضى والعبث من خلال نشر الشائعات المروعة أو غير الصحيحة أو تسليط الأضواء على قضايا الوطن الداخلية والسماح للآخريين بالعبث فيها بلا وعي ولا إدراك ونأمل أن يكون للأسرة دور كبير في التوعية الوطنية والدينية من الصغر في نفوس أبنائهم، حتى لا يكونوا سببا في انجراف أبنائهم وراء الأفكار التكفيرية يوما ما بسبب غياب دورهم الفعلي ونتمنى أن تكون هناك عقوبات رادعة لكل من كان سببا في زلزلة الأمن والاستقرار بأي وسيلة تم استخدامها وفي ميادين عامة ليكونوا عبرة لمن لا عبرة له، وحتى نتجاوز المرحلة الراهنة بسلام وطمأنية وتخلو منطقتنا العربية من فزع الإرهاب الأسود، ووفق الله كل الأيادي التي تسعى لسلامة المجتمعات وحماية الوطن

تمت طباعة الخبر في: السبت, 04-مايو-2024 الساعة: 01:32 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-13781.htm