- علا الفارس إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم

- علا الفارس إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم
السبت, 23-مايو-2015
اوراق برس من صنعاء -

 لا نجاح من دون إخفاق أو تعثّر، ولا تميّز من غير عناء وتعب، وما دامت أنفاس الإنسان مستمرة، وشرايينه تنبض دماً؛ فهو في حياة متقلّبة، تصفو ساعةً وتكون كدرة ساعات، والنفوس يغشاها الابتلاء، ليس عقوبةً حتماً بل اختباراً وتمحيصاً لإيمانياتنا، ولو كان هناك من يسلم من الابتلاء لسلم منه سيد البشر نبينا عليه الصلاة والسلام، فقد مات كل أبنائه في حياته وأوذي، وفي الخبر عنه: "إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم".


النفس بطبيعتها تحب الهدوء وسكينة البال، وبسجيتها تتطلع إلى الراحة والطمأنينة في القلب، لكن دوام هذا الحال من المحال، وفجاءة الأقدار متوقعة في أي لحظة وفي أي موقف، فالأقدارُ لا يمكن أن تُصالح البشر، ومن ظنّ ذلك ستجيبه صروف الأيام ونائبات الزمان.

جبلت على كدرٍ وأنت تريدها صفوا من الأقذاء والأقذارِ 


وفي واقعي اليومي وقفت متأملةً لحظة فيمن حولي، مَن منهم حياته صافية دون همٍ أو كدر؛ فلم أجد، فمنهم من هو مبتلى في صحته ونفسه، ومنهم من هو مبتلى في عمله أو صراعات وظيفته، ومنهم من هو مبتلى في ماله وغناه وفقره، ومنهم من هو مبتلى في أبنائه وتربيتهم، ومنهم من هو مبتلى في حياته الأسرية والاجتماعية، ومنهم ومنهم.. وحدّث ولا حرج.


لما آمنت بذلك؛ آمنت أيضاً بقضاء الله وقدره، وأن ذلك أمر مكتوب محسوم، وما اختار الله لعبده خير ممّا اختار العبد لنفسه، وأن الواجب هو الرضا والتسليم، لا الجزع والسخط، وأنه إذا كان هناك ابتلاء في أمر فهناك أفضال ونعِم من الرب في أمور كثيرة، لكننا نغفل عن تعدادها أو ننغمس في البلوى ونتناسى ذلك الجمال فيما هيأه الله وقسمه لنا.


أعجب أحياناً حينما أرى أطفالاً فقراء في بلدان العالم بل تحت خط الفقر، ومع ذلك يضحكون ويلعبون ويفرحون ويمرحون..! فأيقنت أن رضا النفس والتصالح معها وراحة البال هي الركيزة الأساسية لمن أراد أن يعيش حياته رغم تقلبات الزمن، وصروف الليالي.


زانت لكم أيامكم ولياليكم بالرضا والصبر والجمال..

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 05-مايو-2024 الساعة: 09:27 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-13113.htm