الثلاثاء, 05-مايو-2015
بقلم / عبدالكريم المدي -

لست متشائما ، لكني لست متفائلا ..كل شيء من حولي تخترقه الأحزان والمتاعب والآلام ، الناس، دون اسثناء، صاروا يذوقون جميع المرارات والانكسارات ،والأسباب معروفة وقد لا تحتاج أي عنترة وجنون لتفسير أو تحليل .

مع كل لحظة وثانية تمر يزداد يقيني معها إن مخرج اليمنيين الوحيد هو الحوار الذي سيروي عطش الناس للسلام ..جبهات القتال الداخلية عبثية ، والتدخل الخارجي عدائي ومدمر ولا يتردد عن القيام بأي شيء ، أنصار الله مقامرون باليمنيين ومستقبلهم ومغامرون إلى حد كبير ، ويبد إنه لا يعنيهم أوضاع الناس المعيشية التي غدت مثخنة ، بالفقر والبؤس والحرمان والموت البطيء ..

أصدقكم القول : إن الحديث عن شيء اسمه النصروالصمود أكذوبة مستهلكة وشعارا مفضوحا أقل الناس وعيا ومعرفة يصفه بالسخيف والممل..

بأشد العبارات نجدد موقفنا الثابت حيال العدون الخارجي المرفوض ، وفي المقابل نرى بإن الاستمرار بالحرب الداخلية والفتوحات التي لم تفتح لنا إلى اليوم ،إلا أبواب من جحيم الكراهية والأحقاد والطائفية والتشظي أيضا مرفوضة لا معنى لها ولا جدوى منها.

أنصار الله ..أدعوكم ،دعوة إنسان صادق ليس لي - والله - أي مصلحة شخصية ، أو غيرها ، فكروا أكثر وبمسؤلية ، وليس من العيب أبدا أن تقدموا تنازلات وتحقنوا الدماء ، إن خطوة من هذا ستكسبكم أنصارأكثر وتعاطفا واسعا سيضاف لأي مكاسب قد تحققت لكم لليوم .اسمعوا نصيحتي : الجبهة الداخلية بما فيها أهم معاقلكم سكتشفون إنها مع الأيام ، وفي ظل هذه الأوضاع المأساوية لن تصمد أكثر ..أرجوكم لا تجازفوا وتقامروا بشعب بكامله، اعكسوا الصورة واقنعوا العالم إنكم مدنيون أكثر من الآخرين ووطنيون أكثر منهم ومستعدون لتقديم التنازلات من أجل أمن اليمن والمنطقةأيضا..

كلمة أخيرة العالم والإقليم لن يتركوكم مهما كان الثمن الذي سندفعه نحن ،والواضح إنهم سيضيقون الخناق علينا جميعا أكثر وأكثر ..

وللمتشنجين أقول : قبل أن تضمونني لقائمة الخونة عليكم أن تلتفتوا يمنة ويسرة وتشاهدوا بعين رحيمة ، بصيرة وعقلية واعية أحوال الناس وكيف صارت إليه حياة الأسر والأطفال والنساء والجرحى من عدن وحتى صعدة ..المقامرة والحروب لا تأتي إلا بالدمار والخراب ..لقد سقطت دول وأنظمة قوية كانت تمتلك ثروات هائلة وجيوش بيدها أحدث الترسانات من الأسلحة ، دول كانت تتمتع بقادة عمالقة أمثال العراق وصدام حسين وليبيا والقذافي وغيرها...

دام الوطن آمنا وأبنائه في سلام . 

تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-إبريل-2024 الساعة: 06:45 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-12917.htm