- لا يهزم الانسان غير العجز

- لا يهزم الانسان غير العجز
السبت, 02-مايو-2015
صقر عبدالله ابوحسن* -

هدى: نحن شعب ينزف دماً كل يومي, شعب يفنأ ووطن يقزم في الخراطة العربية كل عام, نموت ولا نعرف متى او لماذا؟, نستيقذ صباحاً ونجد وقد مات بعضنا او اصيب او تحول منزل صديق الى قبر لكل افراد العائلة.

هدى:تخيلي ان يكون صباحك ملطخ بالدم والدمار والوجع والكثير من النوح والدموع, صدقني لم نعد نبكي لان من يرحلون ويموتون كل يوم فوق استطاعتنا على البكاء.

وطن يمزق وينحر ويذبح من الوريد الى الوريد, وطن يمر بأقسى ظروفه الانسانية والتي قد لا يحتملها اي شعب اخر, وطن تدمر مؤسساته وتقصف مخازن الغذاء وينعدم فيه الدواء وتدمر محطات توليد الطاقة وتتوقف الحركة بسبب انعدام المشتقات النفطية ويموت البسطاء بسبب عدم قدرتهم على العلاج.

هدى: يموت مرضى الفشل الكلوي بسبب عدم وجود الطاقة الكهربائية لتشغيل الاجهزة الطبية, تنبعث الامراض والاوبئة من الارصفة التي اتملائت بجثث الابرياء والشباب والاطفال, والمقاتلين من الطرفين الصراع.

هدى:نحن شعب نموت كل لحظة ونتجرع الصبر فوق طاقات احتمال البشر, ونختصر وجبات طعامنا الى وجه واحدة في اليوم, نشعر بالجوع والعطش والخوف, ومع ذلك لا نعرف متى نقتل.

هدى: ان بحثتي عن بلدي, ستجدين اليمن دائما يتربع عشر المراتب السفلى في اي تقرير دولي, ستجدين اليمن جائعاً ومريضاً وجاهلاً ومسلحاً ويشعر بالخوف دائماً, ستجدين اليمن بائساً دائماً, لكنه ما يزال ينبض بالامل, والحب ويرغب كثيراً باسلام.

هدى:

اشعرني التسجيل المرئي الذي بعثته لي عن لقاءك العائلي مع اسرتك, كان مشهداً جميلاً ويوحي بالحب والدفئ الذي يحاط بشقته الى لا تعرف نوافذها الرصاص, نحن كذلك لا نرغب بغير الحب والسلام والتعايش والدفئ, لقد هزمنا الخوف والبرد.

تتقزم احلامي لتصل الى حدها الادنى من الشعر بالسلام والرغبة في مواصلة الحياة, تتقزم طموحات ابناء شعبي في وطن يحتويهم.

هدى: لا اعرف لماذا ابعث لك هذه الرسالة التي قد لا تجد الطريق اليك وقد ترمى في "المخذوفات" فمواقع التواصل الاجتماعي ليست طريقه جيدة للبوح للعظماء, وانتي في نظري "عظيمة" ابعث لكي لشعوري بالقهر والحزن والوجع والعجز, صدقيني لا يهزم الانسان غير شعوره بالعجز,,, وانا بات عاجز تماماً. 


*Saqr770@gmail.com







 





تمت طباعة الخبر في: السبت, 27-إبريل-2024 الساعة: 05:25 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-12888.htm