- أوراق برس..العاصمة صنعاء ..
                          بين التحدي الصعب .. الانهيار والكارثة

- أوراق برس..العاصمة صنعاء .. بين التحدي الصعب .. الانهيار والكارثة
الجمعة, 17-إبريل-2015
* بقلم / أمين محمد جمعان -

مــــــــــــن المؤسف ان نرثي حالنا ومن المعيب ان نلعن أقدارنا تلك التي ترتبط بالغيبيات كأن نعيش تراجيديا الخوف كرهناء او ان نعتصر الرعب حزناً وألم .. دون ان تكون إرهاصات واقع سلبي صنعته أيادينا .. ضدية توجهاتنا وفق منهجيات المؤامرة الافتراضية تلك التي تتحكم في مجرياتها قوى النفوذ الاقليميه والخارجية .. هذا الذي تشهده اليمن في ظل الصراع المحموم على السلطة

ان ما وصلت إليه الأوضاع الخدماتيه والتموينية والتعطيل الشبه الكامل الذي بات يعتري كل الوظائف الحيوية للدولة وللسلطة المحلية ركام كإرثي تؤشك تداعياته ان تقضي بما تحمله من انسحابات انهيار مؤسسي قادم على ما تبقى من المفهوم العام للدولة وللمؤسسات الاعتبارية الاساسيه للمدنية وللفعل الحكومي الإداري والتنموي

لا أجد أمام ذلك الوضع الصعب غير اعتذارات الأسى احملها وجعاً للمواطن .. غير رايات الانتماء ارفعها في وجه هذه النخب السياسية التي أضحت اليوم عامل التعطيل الأول للتوافقات الوطنية لتستخلق من قبح ضمائرهم نيران الصراع والفتنه .. ذلك أنهم وفقط يجسدون مصالحهم الفئوية او الحزبية اومصالح من يقف ورائهم غير عابئين بالمواطن او الوطن في ظل واقع صراع لا ينتهي .. يقطر القلب دماً وأنا أشاهد صور الأشلاء أطفالاً ونساء وتلك التراكمات التراتبيه البشرية التي تستجدي الظمأ طلباً للماء او بحثاً عن لقمة عيش او وسيلة نقل والوضع البيئي الكارثي نتيجة تكدس أكوام القمامة .. كما هي الصورة الأكثر آلماً حال المرضى النزلاء في المستشفيات وقد قطع عنهم الدواء وأكملت الانطفاءات طويلة المدى للتيار الكهربائي ما تبقى من أمل لديهم .. أصوات الرعب وبكاء الثكالى والقادم من عمق الريف يستجدي العاصمة الأم غازاً او بنزين او كسرة خبز اوقمح .. ناهيكم عن الحراك الوظيفي والاحتجاجات المطلبيه لهم .. نعم باقتدار واجهنا أحداث العام 2011م بتعامل خلاق وتفهم واسع وكنا على مسافة واحده من كل أطراف الصراع السياسي لكنها اليوم تأتي بشكل مختلف مخضبه بالدم في إطار حصار جائر وعدوان بربري تشنه علينا عدد من دول المنطقة وتصلب واضح في الموقف الوطني ذلك الذي تعبر عنه مكونات اجتماعيه او دينيه أصبحت اليوم هي من يتحكم في صنع القرار السياسي لليمن

مؤكدين إننا لم نقايض يوماً او نقامر او نزايد بمصالح الناس او ثوابت الوطن .. لم نعانق الفشل او تحاصرنا مقاصده لكنها طبيعة الظرف الاستثنائي والتحدي الصعب الذي نواجهه في إطار هذا الصراع الضدي للمكونات الوطنية والسياسية تلك التي تغتصب إرادة الجماهير ولم تتمخض عن شرعيه دستوريه او انتخابيه .. غير منطق القوه سوى الدماء والدمار والاحاديه المطلقة هي ما تعتنقه من مبادئ مشوهه تحاول من خلالها شرعنه وجودها او إضفاء اعتباريه كاذبة تؤطر فعلها السياسي والتنفيذي وسط تنامي ملحوظ لموجة التذمر التي يبديها المواطنين اثر تردي مستوى الأداء الخدماتي والتعطيل الحاصل للوظائف الحيوية للدولة .. كوضع كارثي يوشك ان يكتمل مالم نحكم لغة العقل والحوار ونغلب مصالح الشعب والمصلحة العليا لليمن .. نتسامى على جراحاتنا .. مدركين ان هؤلاء القادمون من صعده السلام والتسامح إخواننا ولا ننكر يمنيتهم او نقلل من وطنيتهم إنما عهدنا بهم وبكل النخب السياسية إخواننا في المؤتمر الشعبي العام بما يمثله من ثقل جماهيري كبير ورصيد نضالي هام .. في تجمع الإصلاح وفي الاشتراكي اليمني والناصري وباقي أحزاب اللقاء المشترك وفي العدالة والبناء والرشاد اليمني وكافة المكونات الحزبية والسياسية والتيارات الوطنية الأخرى ان يكونوا الاقتداء الأسمى في التضحية والصورة الأروع في الانتماء وفي رسم تطلعات اليمنيين والحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي وفي تقديم التنازلات من اجل الوطن وان لا يجعلوا المواطن مطيه لتحقيق أحلامهم او من خلال الزج باليمن في أتون صراع إيديولوجي طائفي .. بل ندعوهم لمد أياديهم تتشارك في إطار انتمائي جامع لبناء قاعدة تفاهمات وطنيه خالصة بعيداً عن الاستئثار بالسلطة او التمترس في خندق الإقصاء والإلغاء والتهميش دون الاستناد الى شرعيه دستوريه او شعبيه

وكمــــا عهدتمونا أقوياء في الحق طلاقاء في كل خير وطنيين شرفاء لا نرتضي فرضاً أحادياً او اعتسافاً للقانون .. سنكون أقوياء في إعلان عجزنا اذا ما تجاوزت المتغيرات الجارية منطلقاتنا الوطنية ولن أتردد في ترك منصبي وتقديم استقالتي ان لزم الأمر .. لعلي بذلك أنقذ ما تبقى من ماء الوجه أمام تساؤلات المواطن اليومية .. أمام هذا التأنيب الضميري الذي أشاهده واعايشه يومياً وأنا أرى هذا الحزن هذا الألم الذي يعتصر سكان العاصمة وتقف أمنياتي حائرة في وجه نداءاتهم واحتياجاتهم التي يشهرونها تذمراً وإلحاحاً وطلباً للعون والمساعدة

                
        ** نائب امين العاصمة امين عام المجلس المحلي 

تمت طباعة الخبر في: السبت, 04-مايو-2024 الساعة: 03:56 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-12580.htm