واصلت طائرات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أمس، غاراتها على مواقع الحوثيين في اليمن لليوم الرابع على التوالي، أمس، بعد نجاح الجزء الأول من العمليات العسكرية، بعد مضي ثلاثة أيام من انطلاقها، في إعطاب جميع طائرات ميليشيات الحوثي، وقطع مراكز الاتصالات، وفق ما أعلنت قيادة العملية التي أكدت أنه إذا تطلب الموقف تدخلاً برياً، فسيتم تقييم الوضع والتصرف.

وضربت طائرات التحالف إمدادات لجماعة الحوثي في منطقة بيحان في محافظة شبوة جنوب اليمن.

وقال ناصر الكديم وهو شيخ قبلي في شبوة إن الطيران العربي استهدف منطقة عقبة القذع، وهي طريق إمداد جماعة الحوثيين من محافظة البيضاء وسط البلاد، إلى محافظة شبوة.

وأكد أن الاشتباكات مستمرة في مدينة بيحان التابعة لمحافظة شبوة، بين القبائل المساندة للرئيس عبد ربه منصور هادي، وقوات موالية لجماعة الحوثيين، ما أسفر عن مقتل العشرات من مسلحي الحوثيين.

وقال الكديم إن هناك عدة جبهات للقبائل لمواجهة تقدم الحوثيين، منها جبهة حريب باتجاه محافظة مأرب النفطية، وجبهة باتجاه الساق في الجهة الغربية لمحافظة شبوة، إضافة إلى جبهة السليم في الجهة الشرقية لها وفيها قبائل بلحاف والعوالق.

وأشار إلى أن هجمات القبائل أدت إلى انسحاب القوات التابعة للحوثيين من مديرية بيحان، إلى منطقة العليا، عقب مقتل العشرات منهم. وكانت قبائل مختلفة في محافظة شبوة أعلنت مؤخرا رفضها لما أسمته الانقلاب على الشرعية الدستورية وأكدت رفضها لتواجد مسلحي الحوثي في مناطقها وعزمها على قتالهم في حال توسعهم.

وكانت الطائرات قد شنت عدة غارات على قاعدة الديلمي الجوية قرب مطار صنعاء الدولي، التي تضم أكبر مخازن للسلاح، إضافة إلى القصر الرئاسي ومخازن سلاح ومواقع عسكرية في عدة جبال في محيط العاصمة.

واستهدف قصف جوي عنيف مواقع عسكرية موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، بينما هزت انفجارات مدينة صنعاء.

وذكر مصدر ملاحي في صنعاء ان طائرات التحالف العربي قصفت ليل السبت - الاحد مدرج مطار صنعاء وتسببت بتعطيله.

وقال هذا المصدر: «انها المرة الاولى التي يقصف فيها المدرج».

واعلن مصدر عسكري لوكالة «فرانس برس» ان غارات التحالف استهدفت مقرا للحرس الجمهوري، مما ادى الى مقتل 15 جنديا.

وقال هذا المصدر ان الغارات اصابت موقعا في صباحة غرب العاصمة صنعاء. واكد مصدر طبي ان المستشفى العسكري في صنعاء تسلم جثث 12 جنديا وادخل اليه 18 جريحا.

وكثف الطيران غاراته في محافظة مأرب وأبين، وعدة مناطق في محافظة صعدة على الحدود مع السعودية، معقل الحوثيين، إضافة إلى «الكتيبة 65 دفاع جوي»، جنوبي المطار العسكري بمحافظة الحديدة على البحر الأحمر.

ومن جهته، قال مسؤول في وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الحوثيين لموقع «26 سبتمبر» التابع لوزارة الدفاع اليمنية إن الضربات الجوية أسفرت عن مقتل 35 شخصا وإصابة 88 الليلة قبل الماضية.

وأضاف المسؤول أن القتلى سقطوا خلال ضربات جوية على صنعاء وصعدة والحديدة لكنه لم يذكر ما اذا كانوا من المدنيين ام المقاتلين.

وكانت قيادة «عاصفة الحزم» قد أعلنت مساء أول من أمس نجاح الجزء الأول من العمليات العسكرية، بعد مضي ثلاثة أيام من انطلاقها، وهو إعطاب جميع طائرات ميليشيات الحوثي، وقطع مراكز الاتصالات، مؤكدة أنه إذا تطلب الموقف تدخلاً برياً سيتم تقييم الوضع والتصرف.

وقال مستشار وزير الدفاع السعودي المتحدث الرسمي لقيادة تحالف دول التحالف، العميد الركن أحمد عسيري في مؤتمر صحافي في الرياض، لم يعد هناك طائرات للحوثيين ولا مراكز اتصالات، مؤكداً في الوقت نفسه عدم استبعاد أن تكون تلك الميليشيات قد خزنت أسلحة وذخائر، موضحاً أن الميليشيات الحوثية واصلت تحريك قواتها باتجاه الحدود السعودية، مشدداً على أن الجيش السعودي يتصدى لكل محاولات الحوثيين لاختراق الحدود، كاشفاً أن قدرات الحوثيين تضعف يوما بعد يوم حتى تفقد قدرتها على التأثير.

وأكد أن التحالف مستمر في استهداف قواعد الصواريخ، وكذلك التجمعات المسلحة على الحدود السعودية، ومخازن الذخيرة والقوات الحوثية، معلناً في الوقت ذاته استهداف قوات التحالف أحد قادة الحوثيين، وشدد على أنه تم تحييد المضادات الأرضية والسيطرة على أجواء اليمن في أول 15 دقيقة من العملية.

وأشار إلى أن الميليشيات الحوثية تقصف منازل المواطنين بالهاون لإلصاق التهمة بقوات التحالف، كما أنها تتحصن داخل تجمعات سكانية، مشدداً على أنه لا يتم تدمير البنية التحتية بضربات عشوائية، موضحاً أن الغارات ستتواصل لإعاقة التحركات وقطع إمدادات الحوثيين، وأنه يتم ستخدم قنابل ذكية ومعلومات دقيقة لتجنب أي إصابات مدنية.

على صعيد آخر، استولى مسلحون قبليون موالون للرئيس عبد ربه منصور هادي على خمس مركبات وأسروا من فيها من مسلحي جماعة الحوثي في اشتباكات عنيفة بين الطرفين بمحافظة شبوة شرقي اليمن.

وقالت مصادر محلية إن اشتباكات عنيفة ما زالت مستمرة بعدما اندلعت بين مسلحي القبائل ومسلحي جماعة الحوثي في مديرية بيحان بمحافظة شبوة. وأسفرت عن استيلاء مسلحي القبائل على خمس مركبات وأسر من فيها من الحوثيين.

وأضافت المصادر أن «مسلحي القبائل تمكنوا أيضا من قتل عدد من مسلحي الحوثي خلال محاصرتهم من اتجاهات عدة في المديرية ذاتها».

وكالات