-  اوراق برس الاستقطابات هل تنذر بحرب قادمة

- اوراق برس الاستقطابات هل تنذر بحرب قادمة
الأربعاء, 11-مارس-2015
بفلم عارف الشرجبي -

 الاستقطابات والتحالفات التي ارتفعت وتيرتها  بعد هروب الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي  الى عدن لم تنحصر على الساحة الداخلية وإنما امتدت الى المحيط الإقليمي والدولي لتجعل من اليمن برميل بارود قابل للاشتعال في أي لحظة وساحة حرب  لتصفية حسابات إقليمية أطرافها ليست خافية على احد  


قبل عدة أعوام تحالف حزب الإخوان المسلمين (الإصلاح) وأحزاب اللقاء المشترك مع بعض الدول العربية  والغربية للانقلاب على السلطة الحاكمة في صنعاء بغطاء ثبت بطلانه سمي بثورة الشباب غير أن هذا التحالف  عجز عن تحقيق هدفه بإسقاط النظام والانقلاب عليه  رغم انضمام جزءا كبير من الجيش بقيادة  اللواء المنشق علي محسن الأحمر وبعض رجال الدولة الذين تم استقطابهم من مكون الحزب الحاكم حينها- المؤتمر الشعبي العام –  فجاءت المبادرة الخليجية لإنقاذ الموقف الوشيك على الانفجار وجرت انتخابات شكلية صعد بموجبها  عبد ربه منصور هادي الى سدة الحكم كرئيس توافقي رغم شغله منصب نائب رئيس الحزب الحاكم وأمينه العام 

ولان الإخوان المسلمين لا يؤمنون بالشراكة والقبول بالأخر تعمدوا إقصاء شركائهم وذلك بمساندة أطراف إقليمية ودولية أثرت على الرئيس هادي حينها فتم إقصاء شركا الأمس في اللقاء المشترك وجماعة أنصار الله الحوثيين  بمساندة مندوب الأمم المتحدة جمال بن عمر  فأسرف الإخوان  في فساد لم يشهد له  تاريخ اليمن مثيل من قبل فكانت النتيجة أن خرج جزء من  الشعب ضد حكومة الإخوان  وأطاح بها لتصبح  المواجهة بعد ذلك مع الرئيس هادي الذي تنكر هو الأخجر لحلفاء الأمس (الإصلاح) بعد أن صنفوا كإرهابيين  من قبل مصر والسعودية والخليج عدا قطر التي اتهمت بدعم الإرهاب وقطعت السعودية ودول أخرى علاقتهم بها لعدة أشهر قبل أن تعود مؤخرا  . ونتيجة لأفول شمس الإخوان وبروز مكون سياسي جديد على المشهد السياسي كان هادي قد أغمض عينيه عن توغله في عمران ثم فتح له الباب على مصراعيه لدخول  صنعاء ليتخلص به  من سيطرة حزب الإصلاح وحليفهم علي محسن( حلفا الأمس ) والذين كانوا قد  فرضوا عليه عزلة حقيقية عن بقية المكونات السياسية في الساحة بما فيه حزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان  يشغل فيه منصب الأمين العام فكانت النتيجة أن هادي لم يحسب عاقبة التحالف الجديد الذي عجز فيما بعد  عن مجاراته وتلبية طموحاته التي لم تقف عند سقف معين يمكنه (هادي) تفادي  حتمية التصادم مع هذا المكون الذي اعتبر نفسه وكيلا حصريا عن شعب بكامله يقول انه تمكن  في 21سبتمبر من إسقاط حكومة باسندوه التي عرفت  بفسادها فتمكن  المكون الصاعد (أنصار الله) من إحكام السيطرة على مراكز صنع القرار بما فيه القرار الرئاسي فبدا هادي يضيق ويتململ من تقييد صلاحياته  فقدم  استقالته هروبا من أنصار الله الحوثيين ليقع من جديد في قبضة  تنظيم الإخوان المدعوم خليجيا نكاية بإيران التي تتهم بإطماعها التوسعية المذهبية من حلال دعم أنصار الله على طريقة دعمها لحزب الله في لبنان ونظام بشار الأسد في سوريا 


هروب هادي الى عدن وإعلانها عاصمة لليمن فتح شهية حزب الإصلاح للظهور والهيمنة  من جديد وهو طموح تشاركه فيه أحزاب أخرى داخل اللقاء المشترك سارعت هي الأخرى في اللحاق بهادي الى عدن معلنة تمردها على جماعة أنصار الله الحوثيين خاصة مع  وجود إشارات واضحة بان  هناك دعم خليجي  كفيل بإسالة لعاب من اعتادوا البحث عن فرص ربحية قد لا تتكرر ليجد الرئيس المستقيل عبد ربه منصور فرصة مواتية لاستعادة  شرعيته التي فقدها بإعلان استقالته وربما قبل عام من تقديمها باعتبار انتخابه كان لمدة عامين فقط انتهت في فبراير العام الماضي .اللافت للنظر أن التحالفات الجديدة لم تقتصر على الاستقطابات  السياسية والحزبية وإنما تنوعت لترسم خارطة تحالفات فدخلت إيران بشكل مباشر وعلني مع أنصار الله  وبالمقابل دخلت أيضا تركيا مع   الإخوان المسلمين (الإصلاح) الى جانب دول الخليج التي كانت قد صنفتهم بالإرهابيين قبل نحو عام فقط ووسط هذه التحالفات والاستقطابات برز وبشكل لافت تحالف الإخوان المسلمين والمحسوبين عليهم مع تنظيم القاعدة في مناطق مأرب والبيضاء وشبوة وحضرموت ومناطق أخرى وهنا يكمن الخطر الحقيقي  الذي ينذر بمواجهات وشيكة بدأت تطل من  مأرب و عدن كما حدث  مساء أمس الثلاثا بين قوات الأمن الخاصة ومليشيات هادي ونجله جلال  في محيط مطار عدن واحيا أخرى. داخليا نلاحظ أن القبيلة كان لها نصيب كبير من التحشيد في التحالفات  والاستقطاب الجديد الذي يعول عليه المتصارعون  لترجيح كفة المعركة المرتقبة كل  لصالحه فبرزت القبيلة في مأرب والبيضاء والجوف وعمران وغيرها من المناطق ولاشك أن هذا الامرسيشكل تحديا جديدا لمستقبل اليمن وأمنه ووحدته وتمزيق نسيجه الاجتماعي خاصة وان بعض مكونات المشهد السياسي اليمني على استعداد لتقديم كل ما يطلب منه للداعم الإقليمي والدولي وأصبح البعض  يدار بالرموت كنترول من الخارج وهو ما يزيد الأمر تعقيدا باعتبار اليمن ساحة لتصفية حسابات بين دول الإقليم مما ينذر بدخول اليمن منزلق هو الأخطر على الإطلاق يصعب الخروج منه إلا إذا تداركتنا رحمة من الله وعاد اليمنيين الى التحلي بالحكمة التي عرفنا بها عبر التاريخ

تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 30-إبريل-2024 الساعة: 09:41 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-11952.htm