- هادي من قبضة الحوثيين في صنعاء الى قبضة جلال في عدن

- هادي من قبضة الحوثيين في صنعاء الى قبضة جلال في عدن
الأحد, 22-فبراير-2015
بقلم /عارف الشرجبي -

قبل قليل صدر بيان قيل انه للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي بعد هروبه من صنعاء ووصوله الى مدينة عدن أمس السبت . وبقرائه سريعة للبيان المنسوب إليه اتضح جليا انه (هادي) لازال مغلوبا على أمره ولم يتمكن بعد الإفلات والتحرر من الإقامة الجبرية والأسر الذي عاشه خلال الأعوام المنصرمة تحت هيمنه نجله جلال والقوى المتنفذة في حزب التجمع اليمني للإصلاح والجنرال الهارب وأخيرا هيمنة أنصار الله الحوثيين الذين افلت منهم أمس السبت متخفيا أو هاربا أو متنكرا كما قيل.هذا البيان الذي وصفته وسائل الإعلام الداخلية والخارجية بالهام لم يكن إلا تأكيدا جديدا على أن الرئيس المستقيل هادي لم يحكم يوما منذ انتخابه في 21-فبراير 2012م لمدة عامين وإنما كان مجرد شخص يوضع اسمه على الوثائق والشيكات والمعاملات أو عندما يستقبل زواره في منزله بشارع الستين غرب العاصمة صنعاء ومنهم جمال بن عمر لان الرئيس الحقيقي الذي كان يدير شؤون اليمن وأوصلها الى ما وصلت إليه من خراب ودمار هو نجله الأكبر جلال وبعض مستشاريه السيئين ومدير مكتبه احمد بن مبارك الهارب حاليا في الرياض

انظر الى البيان المنسوب لهادي ستجدونه صادرا باسمه وتحت توقيعه بصفته رئيسا للجمهورية اليمنية في الوقت الذي نشاهد معظم العابرات مثلا تقول ويدعو الأخ الرئيس ويهبب الأخ الرئيس وهذا الأمر يؤكد أن هادي لم يصدر بيانا قط وإنما هناك من اصدر البيان باسمه وعلى الأرجح أن (قاتل أبيه) هو من اصدر لبيان وهذا يعطينا دليلا إضافيا أن من كان يحكم البلد لم يكن إلا نجله جلال ولازال حتى اللحظة يتحكم بمصير والده المغلوب المستسلم لطيشه وغروره الذي دمر اليمن باسم أبيه. وبالوقوف أمام هذا البيان و دعوات الأحزاب السياسية المنافقة والمتمصلحة من بقاء هادي رئيسا شكليا لليمن لابد من الإشارة الى أن الأحزاب المطالبة بعودة هادي للحكم رغم استقالته الطوعية لم تكون يوما مع المصلحة الوطنية التي تقتضي وجود رئيسا حازما قويا خبيرا يعرف ماذا يريد منه شعب انتخبه ليدير البلد بنفسه لا أن يترك الأمر للمراهقين وهواة السياسية ولأحزاب ومستشارين لاتهمهم إلا المصالح والمغانم التي يحصلون عليها حتى ولو ضاعت اليمن بأسرها وبقي هادي ونجله وخزينة تصرف ما تبقى من مال وعرق الشعب الذي تسعا قيادات تلك الأحزاب إعادة هادي لكي مارس هوايته في سلب مال وأمال هذا الشعب دون وازع من ضمير أو حيا من ملامة أو خوفا من عقاب

فبعد كل ماحدث من خراب ودمار وانهيار لكل مقدرات ومكتسبات الشعب خلال ثلاث سنوات عجاف من حكم هادي هل يجوز حتى مجرد التفكير بعودة هذا الرجل الى الواجهة ليتم الإجهاز على البقية الباقية من مكاسب الشعب أم أن السياسيين المحنطين يدركون بل ويشاركون بخطة محكمة وممنهجة لتمزيق اليمن كما هو ظاهر من سيناريوهات التفكيك والتمزيق والأقلمة وتمدد القاعدة بعد عملية الهيكلة المدمرة للجيش بأوامر هادي وبن عمر

بكل اختصار ووضوح أقول أن الرئيس - أيا كان الرئيس – عندما يتخلى عن واجبه في تحمل مسؤوليته الوطنية في الضر وف العادية وليس الاستثنائية كالتي تعيشها اليمن لايستحق منا إلا أن نطالب بمحاكمته لما اقترفه بحق الشعب وليس المطالبة بعودته لتدمير ما تبقى من أشلاء دولة وبقايا وطن وشعب يئن من الجوع والفاقة والمعاناة 

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 05-مايو-2024 الساعة: 05:20 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-11657.htm