- اوراق برس ..تدخين الأطفال يأتي بالدرجة الأولى كتقليد لوالديه أو محاولة منه لإثبات رجولته المبكرة...

- اوراق برس ..تدخين الأطفال يأتي بالدرجة الأولى كتقليد لوالديه أو محاولة منه لإثبات رجولته المبكرة...
الإثنين, 16-فبراير-2015
اوراق برس من صنعاء -

 يعتبر تدخين الأطفال إشارة لعدم القدرة على التكيف الصحيح في حياة الطفل بالشكل السليم، نتيجة لغياب أساليب التربية السليمة، الأمر الذي يُحدث اضطراباً في شخصية الطفل. وللأسف فإن التأثيرات قد تكون صحية أكثر منها نفسية، ذلك لأن الطفل يكون في طور النمو العقلي والجسدي، فإن اكتشفت الآباء أن أطفالهم يدخنون فمن المهم أن يوجهونهم فوراً ويساعدونهم في التخلص من هذه العادة السيئة مبكراً.


قصتان من الواقع:

تفاجأت نجاة عبدالله العلي، ربة بيت، من ردة فعل طفلها عندما نهرته وطلبت منه التوقف عن التدخين، حيث كان رده أنه أصبح رجلاً ويحق له أن يفعل ما يشاء! تقول: «اكتشفت مصادفة أن ابني يدخن، فطلبت منه أن يقلع عن هذه العادة السيئة فوراً، فدافع عن نفسه بكونه أصبح رجلاً! وهو يبلغ من العمر 11 عاماً فقط». وتضيف: «هنا دارت في نفسي تساؤلات عدة، هل يمسك طفلي بالسيجارة إعلاناً لرجولته، وإن لم يعترف بها كل من حوله؟ أم أنه يفعل ذلك تقليداً لأبيه فقط».


غضبت إلهام محمد، موظفة، وهي ترى زوج صديقتها يضع السيجارة في فم طفله ويقهقه ضاحكاً، ويحاول تصوير ذلك بكاميرا هاتفه النقال، وهو غافل بأنه يدفع طفله إلى الموت! ومن جانب آخر توضح بأن الأطفال الذين يتواجدون على مقربة من الأشخاص المدخنين فإنهم بذلك يستنشقون الدخان تماماً كما يفعل المدخنون، وبذلك فإنهم يتحولون إلى مدخنين فيما بعد.


الاعتراف بالخطأ:

«على الأب المدخن أن يعترف لطفله بأن ما يقوم به هو خطأ، وأنه يتمنى لو أنه لم يتورط في هذه العادة، ولو عاد به الزمن إلى الوراء ما كان له أن يدخن». يشير لذلك عبدالرسول البلوشي، موظف، ويضيف: «من الأفضل له ولأسرته أن يتوقف عن التدخين فوراً، وإن كان ذلك أمراً صعباً في البداية، وإن لم يستطع فعليه على الأقل عدم التدخين أمام أطفاله وأن يتجنب التدخين داخل البيت، أو الغرف المغلقة، أو السيارة».


لا يشجع الطفل محمد علي المطيري، طالب، تدخين الصغار، ويتمنى من كل أب مدخن أن يقلع عن التدخين، حتى لا يترك الفرصة لابنه بأن يقلده.


بينما يؤكد الفنان عبدالله الحريبي، على أن الأبوين من الناحية الاجتماعية مرآة لأطفالهما، وإذا كان أحد الوالدين أو كلاهما من المدخنين، فمن الممكن بالتالي أن يكونا أجيالاً مستقبلية مدخنة، وتتزايد نسبة احتمال تدخينهم في الكبر.


عادة سلبية وظاهرة مقلقة:

يعتبر التدخين عادة يصعب على العديد من البالغين التخلي عنها، فكيف يمكن أن نتخيل صعوبتها على طفل، يوضح د. سعيد عبدالله، اختصاصي طب أطفال، ويضيف: «على الرغم من أن الأطفال غالباً ما يتلقون تحذيرات مبكرة حول النتائج السلبية للتدخين، إلا أن الحقيقة المحزنة تشير إلى أن العديد من الأطفال يواصلون الانجذاب إلى تلك العلبة القاتلة. والعديد منهم يخفي عادته عن عائلته حتى لا يقع في المشاكل».


حول طرق المعالجة، يؤكد د. عبدالله على ضرورة التعامل مع كل حالة من منطلق الدوافع التي أدت إلى بروز الظاهرة، بمعنى أنه يجب التعامل مع الأسباب التي أدت إلى خلق الظاهرة أو المشكلة، ومن ثم القيام بعملية إرشاد نفسي للطفل للإقلاع عن التدخين. ولا يمنع أن يتقرب الأب من طفله أكثر، ويقنعه بأن ما يفعله خطأ، فإثبات الذات والرجولة قد يكون أكثر من مجرد تدخين سيجارة!


رؤية نفسية:

بروفيسور علم نفس الطفل الدكتور بنيامين سبوك، يقول في أحد أبحاثه العلمية: «في مرحلة الطفولة المبكرة يعتمد الطفل بطبيعة الحال على تقليد أبويه، فيتقمص شخصية الأب، ويقلده في طريقة الكلام أو المشي، وكلما كان على علاقة كبيرة بأبيه، كان عدد الأفكار أو الحركات التي يقلدها كثيرة ومتنوعة». ويشدد على أن يكون الآباء والأمهات قدوة صالحة لأبنائهم، لأن الأبناء دائماً ما يرون أن تصرفات الآباء هي النموذج الصحيح، فيقتدون بهم، ومن ثم فإن تكرار تدخين الأب أمام طفله الذي لا يدرك سلبيات ومخاطر التدخين، إنما يتسلل إلى ذاته أن هذه العادة أمر مقبول ومحبب، وإلا لماذا يقدم عليها الأب؟ وإذا حاول الأب بعد ذلك تبرير تدخينه، فإن هذا التبرير لا يعرف طريقه إلى عقل الطفل، لأنه لا يستند إلى المنطق بطبيعة الحال.

المصدرمجلة أرى
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 08-مايو-2024 الساعة: 03:28 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-11557.htm