- أنت والإصرار..

- أنت والإصرار..
الجمعة, 30-يناير-2015
الكاتب / علا الفارس -

 من أجمل لحظات حياتي تلك المواقف التي أحضرها للمشاركة أو حضور ملتقيات أو فعاليات أو جوائز يكون فيها الإنسان حجر الزاوية، وموطن التتويج، وموقع الإبداع، ومحفل النجاح، ومحل الانتصار الذاتي مع النفس لتحقيقها ووضعها في مكانها اللائق، وقد تلقيت دعوة كريمة لتقديم حفل جائزة إصرار في مملكتنا الحبيبة السعودية في الرياض، بحضور وزير العمل، وليس هذا بجديد إلى هذا الحد، لكن المميز في هذه المشاركة هو مضمونها، وجوهر محتواها، فالذي يتأمل فكرة الجائزة للوهلة الأولى يجد أنها تتمحور حول عقبات وصعوبات وتحديات، وقفت حائلاً بين أولئك المشاركين وبين تحقيق طموحاتهم وأحلامهم وأهدافهم، وما أجمل ذلك الشعور وذلك الإحساس حينما يتغلب الإنسان على كل تلك الموانع، ويصل للنتيجة التي يتمناها، وتلك الغاية التي سعى من أجلها، إنه معنى بليغ تعجز الكلمات عن وصفه، لأن أعظم تحد يعيشه الإنسان هو ذلك الرهان الذي يعقده مع نفسه ليقودها بكل طاقته، ويستجمع قواها لتحقيق الغاية المرجوة، وكتاب ربنا أعطانا السر الإعجازي في ذلك حين قال في التنزيل: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا.."، نعم.. الغايات العظام تستلزم جهاداً جباراً، وصبراً كصبر أيوب عليه السلام، فالنجاح لا يناله إلا من يستحقه، لا يستحقه إلا من صبر وكافح وخطط وركز وضحى وأصر واجتهد، إنه الإصرار بكل ما تعنيه هذه المفردة من معنى، حقاً إن روح الإنسان لا يمكن قهرها، إن إرادة الفوز وإرادة النجاح، وإرادة تشكيل حياتك الذاتية والأخذ بزمامها، يمكن أن تُسخّر لك فقط حينما تقرر ماذا تريد، وتؤمن بأنه ليس هناك تحدٍ أو مشكلة أو عقبة يمكن أن تمنعك من تحقيقه، إن العقبات التي تواجهها ما هي إلا دعوة لتقوية عزيمتنا على إنجاز أهدافنا المجزية، لأن المشاكل التي تأتينا مهمتها تقويتنا وصقل شخصيتنا، فأهلاً بمن سبقني ويزيدني خبرة في الحياة.


إن أهم خصلة تبناها من شاركوا في هذه الجائزة وهي الإصرار، سبقها إيمان منهم بأنه لا يمكن للعقبات أن تثنيهم، أو تحول الظروف بينهم وبين ما يرسمون له، وتيقنوا أنه لا مستحيل في هذه الحياة مع الإرادة الحقة، والعزيمة الصادقة، مستصحبين الفأل وحسن الظن بالله، وقبل ذلك التوفيق الإلهي من رب العالمين.

إن المأمول من الجميع أن يعيشوا حالة الإصرار بكل معانيها، وأن يطرحوا اليأس والإحباط من قلوبهم، وأن يعلموا أن من جد واجتهد وثابر وأصر وصبر فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

وهذه دعوة لنبذ الخوف والقلق واليأس والإحباط، واستجماع معاني النجاح وبيئتها، وفتح صفحة جديدة مليئة بالنشاط والفأل والتوفيق والإصرار، الذي يذيب كل العقبات ويصهر الشجر والحجر، ورفع مستوى الطموحات والأهداف..
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 03-مايو-2024 الساعة: 02:12 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-11326.htm