- تعرّفوا على الذين اسقطوا الرئيس والدولة..! (1-2)

- تعرّفوا على الذين اسقطوا الرئيس والدولة..! (1-2)
الجمعة, 19-ديسمبر-2014
بقلم / عبدالكريم المدي -

 لا يوجد رئيس في العالم يقوّض سلطاته ويقضي على دولته بيده ،إلا في بلادنا(  الرئيس الحالي  المشكوك في شرعيته) .. وخذوا لكم على سبيل المثال ، لا الحصر ، قالوا له المؤتمر الشعبي العام الذي  أنت فيه الآمر والناهي عدوّك الّلدود، قطّع شرايينه وصادر أرصدته وقايض بإصوله واضربه بالإعناق، ففعل دون أي تردُّد، وقالوا له إن موظّفيّ الدولة وخاصة في المراكز القيادية الذين أُنفِقت عليهم مليارت الريالات منذ عقود لتأهيلهم وتدريبهم ، هم مصادر خطرمحدق عليك ، اجتثّهم وحاول قطع حسلهم ونسلهم ، كما فعل فرعون بكل مولود ذكر كان يولد فيمصر ، ففعل - جزاه الله خيرا - وبكل  بما استطاع إلى ذلك سبيلا..

 وقالوا له إن المنجّمين والسّحرة الموظّفين مع ( الولد ) والمسخّرين لخدمته، يؤكدون بإن  بقاء الجيش والأمن متماسكان سيقتلعان حكمك ، فعجّل بتمزيقهما شرّ ممزق  كي تأمن وتنال أجر طاعة الشيخ ، ففعل..!


وقالوا له الرئيس السابق علي عبدالله صالح ، الذي يُعدُّ أحد أهم مصادر قوتك وركائز اسنادك ،يعمل ضدّك وسينقضّ على دولتك  في أقرب فرصة ، لا تتردد من إعلان القطيعة معه في أي خطاب، وقصقصة أجنحتهوستضرب بذلك عصفورين بحجر ، والعصفور الأهم هو ضمان ولاء ( الإخوان )  وأجنحتهم القبيلة والعسكرية وكل النهّابة وقطّاع الطرق والمهرّجين وأصحاب الفتاوى  "بتاعهم " الذين سيتّجهون شطر بيتك المبارك في السّتين ويتحوّلون،  وبكل عمائمهم ومسابحهم ومعجزاتهم وعصّيهم وما يمتلكونه من حُفر ودسائس وبنادق لصالحك، ففعل..

 وقالوا له الناس يحبّون أحمد علي صالح وعلي محمد مجوّر الذين ممكن أن يزاحمك الأول في الشعبية والانتخابات والثاني في انتخابه أمينا عاما متفرّغا  للمؤتمر،"  يا منعه " 
قم بالتخلّص منهما وباعد بين أسفارهما ،افعل.

 وقالوا له ، الإصلاح ، ثمّ الإصلاح ، ثم الإصلاح ، ثمّ اللواء ، ثمّ أمشيخ ، هم أفضل الناس وأخيرهم بصحبتك وأحقهم بقراراتك 
، فسارع لكسب ودّهم ومحبّتهم ولا تتردد  في تنفيذ ما يأمرونك به ، فإن قالوا لك اقفز للبحر ، افعل، وإن قالوا  قم بإقصاء  كل القيادات السابقة المحسوبة على حزبك ممن ثَبُت إتصال  حمضهم النووي  بمحبة صالح ونجله وحزبه افعل  ، حتّى وإن أدّى ذلك بإلحاقك بهم  ، المهم إنك ستدخل التاريخ ولو من أضيق بواباته ، وإن قالوا لك سابق الزمن في أخونة الشجر والحجر، وإذا لم يكن  من أجل دولتك فمن أجل مستقبل الولد "ففعل أيضا.

 وإن قالوا لك، إن علي عبدالله صالح وجميع أبنائه وأبناء اخوانه تقريبا  يحظون بمحبة الناس بسبب إن معهم فلوس  كثيرة ، جمّعوها خلال ( 33) سنة وأنت وأولادك، مقارنة بهم ، مثل حانوت صغير أمام شركات ومصانع ، ولن تسحبوا البساط من تحتهم إلا من خلال جمعكم 
 لفلوس كتيرة ، بالدولار والقطري والسعودي واليورو ، بمعنى " خلّهم " - يا فخامتك -  يدبروا أنفسهم ، ففعل ، ولعلّ أول خطوة بهذا الخصوص  قام بها " ورثة العرش الجديد "  كانت خطف حوالي (500) مليون دولار من البنك المركزي اليمني ، (رصيد المؤتمر الشعبي العام) التي أحرم الزعيم كوادره وحزبه منها ، وجيرها لحساب حزبه، والتي كانت عبارة عن تبرُّعات من السعودية والإمارات لإجراء انتخابات 2009 ، ومثلها الكثير ، مروراً بإستيلاء"  الولد " أيضا،  على (435) مليون دولارا في رمضان الفائت مُنِحت من الملك السعودي  كمساعدة للضمان الاجتماعي، حملها"  فخامته  " معه  من  جدة في شناط وصناديق محكمة الإغلاق  ليتلقّف لها الولد ( سعيد الحظ )  مباشرة في سُلّم الطائرة ،فور أن حطّت طائرة  " بابا "  - حفظه الله -  مدرج المطار قادما  من المملكة ومعها- أيضا -  " خِوراجه " من الملك، كانت ، فقط عبارة عن مليون برميل نفط ،مساعدة للشعب اليمني اللي ما شاف ولا طعم أو شم  منها حاجة ..

طيب هذا الرّزق من طرفين أو مصدرين  بس ، أما بقية المصادر فالقائمة تطول ونذكر منها  (200) مليون دولار من قطر لصالح حل القضية الجنوبية تحولات لحساب خاص في البنك المركزي وتحت تصرُّف " الولد " ولم يُصرف منها مليمٌ واحد لليوم ، والله أعلم أين مصيرها وما علاقتها بالعقارات والفِلل التي بناها ويبنيها في القاهرة وبريطانيا واليونان وغيرها.. ناهيك عن عشرات المليارات من الريالات كإعفاءات ضريبة وجمركية ومبالغ ضخمة كإبتزازوتسهيلات وإتاوات  يحصل عليها من الشركات النفطية والغازية ومصافي عدن والمؤسسات الإيرادية وغيرها، وعلينا أن لا ننس الكرم القطري "   الحاتمي " ،  بمقابل ، طبعا. وكُلّها ، وضعفها عشرات المرات ، كانت وما زالت بنظر الولد صاحب الحظوة والهيبة والجلال " جلال " .

كثيرة هي الودّافات التي وقع ويقع فيها " فخامته "والتي  بدأت حينما  قالوا له عليك أن تقتدى بالأنبياء ، وتستفيد من قصصهم ، فهذا  نبي الله موسى - عليه السلام -  دعا ربّه 
أن يأذن له برفقة أخيه هارون كي يشاركه ويساعده  في أعمال الدعوة واقناع الناس ، والرّجّال مسكين صدّق وسلّم "  للولد " وخبرته إدارة البلد وكلفتة الإمور والتنسيق والتعينات والصرفيات كلها،  يعني مكّنهم الجمل بما حمل ، وكونه طيب، فقد نسى قوله تعالى " إن من أموالكم وأولادكم عدوّ لكم فاحذروهم " .

وكونه على ينته ويصدّق ،أيضا ، لدرجة إن من خدعوه أمس أو قبل ساعات وجاأوا له اليوم وقدّموا له خُدعة جديدة ، صدّقها ، رغم إن حلقه ما زال ناشفا من نتائج الخُدعة السابقة .

المهم   قالوا له علي عبدالله صالح كان يلعب على المتناقضات وينجح ، وأنت لابد ما تقوم بذلك وشوف النتائج ، و( الولد ) سيتولّى هذا الأمر ويرقص على رؤس الثعابين ، وفعلا 
بدأ بالرّقص في جحور الإخوان الثعبانية الخطيرة جدا ، وأيّ رقص  منّكم لله بس ،  المغامر استمرّفي الرّقص ، وقد رقص بعد ذلك في جحور ثعابين الحراك الانفصالي العنيف، وما قصّر، رقص وضخّ المليارات ودفع بالجنوبيين لاستعداء كل ما يمت بصلة لشيء اسمه الشمال، أولشيء اسمه اليمن ، وحينما حاول أن يقوم بالأمر نفسه في صنعاء ويخلق عداوة وكراهية للجنوبيين في كل مناطق الشمال، وبدأ يتواصل بصورة عملية مع مرتزقته من الكتاب والإعلاميين والمواقع الإلكترونية وبعض أبناء الشمال كي يشعلوا فتيل الكراهية ويقوموا بقتل ونهب وطرد الجنوبيين ، وتوظيف القبيلة والدراجات النارية لتحقيق هذه الغاية فشل ، لكنه لم ييأس ، ما يزال يحاول ، لليوم ، متنقّلا من خطة لأخرى ، ومن ضمن ذلك خطط  سحب المليارات من البنك المركزي وغيرها من عمليات غسيل الأموال للقيام بمثل هكذا أعمال  " وطنية " سفيهة ، ومنها مساعيه في جعل شباب المؤتمر يصطدمون بشباب أنصار الله ،والإصلاح ، واستقطاب وتجنيد  المجاهدين السّنة لمواجهة مجاهديّ " أنصار الله " ، إلى جانب استكمال ما تبقّى من مشروع ومهمّة تفكيك الجيش لصالح الشيطان حتى ، وقد حاول بكل وسائله لتمكين  " الإخوان " والقاعدة، والقبائل  من الإستيلاء على معسكرات وألوية الجيش وقوات الأمن الخاصة في مأرب والجوف وإب ( يريم )  و أبين وعدن ولحج والبيضاء ، والمكلاء وغيرها .

باختصار الولد اسقط أبيه ونعتقد ، إن تُرك في استغلال أموال الدولة واعتمادات الرئاسة وعلاقات الخارج المشبوهة  ،  إنه في طريقه لاسقاط ما تبقّى من كيان ومؤسسات  الدولة ولن يدخّر جهد إلا ويقدمه في سبيل ذلك.

تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 07-مايو-2024 الساعة: 01:42 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-10496.htm