توقعت وكالة الطاقة الدولية أمس أن يضغط ضعف النمو الاقتصادي العالمي هذا العام على الطلب للنفط، في حين تمنح زيادة الإنتاج في الولايات المتحدة المستهلكين حماية كبيرة في معظم حالات تعطل الإمدادات، وفقا لـ ''رويترز''.

وقالت الوكالة التي تنسق سياسات الطاقة للدول المستهلكة: إن الدول المنتجة للنفط تشهد في الوقت الراهن تحولا استثنائيا بعيد المدى، وإنه نادرا ما اختبرت قدرة السوق على الصمود في مواجهة أزمات، كما حدث في عامين منذ بداية ما يعرف بالربيع العربي، ويبدو أن السوق استوعبت كل شيء من انتفاضات شعبية وهجمات إرهابية وكوارث طبيعية وتعطل إنتاج وحظر تجارة.

وتتوقع الوكالة أن ترتفع الإمدادات من خارج ''أوبك'' بواقع 1.1 مليون برميل يوميا العام الجاري إلى 54.4 مليون برميل يوميا بفضل زيادة إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، وأن زيادة إمدادات النفط الأمريكية 1.1 مليون برميل يوميا في الربع الأخير من 2012 مقارنة بنفس الربع من العام السابق رقم قياسي ليس في الولايات المتحدة بل لأية دولة منتجة من خارج ''أوبك'' منذ عام 1994 على الأقل، وهذا الإنتاج المتزايد حمى السوق من الصدمات.

وتوقعت الوكالة انخفاض الطلب على النفط في 2013 وقلصت توقعاتها لنمو الطلب بواقع 20 ألف برميل يوميا إلى 820 ألف برميل يوميا.

وأضافت أن ضعف الثقة في قطاع الأعمال في الصين وتخفيضات الميزانية الأمريكية واستمرار تراجع معدل التوظيف في أوروبا صدمات اقتصادية ثلاث ستعرقل على ما يبدو تحسن النمو الاقتصادي العالمي.

وتوقعت الوكالة أن تتماسك صادرات النفط الإيرانية، بل قد تتجاوز 1.4 مليون برميل يوميا في آذار(مارس).

وقالت الوكالة: إنه يبدو أن العقوبات الأمريكية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في شباط (فبراير) التي تحظر على إيران تحويل عائدات تصدير النفط لم يكن لها تأثير يذكر على شحنات ذات الشهر.

ونزلت صادرات إيران عن مليون برميل يوميا لعدة أشهر في 2012 من نحو 2.5 مليون في 2011 وعاودت الارتفاع فوق مليون برميل يوميا في العام الجاري.

وقالت مصادر في قطاع النفط: إن صادرات إيران في آذار (مارس) ربما تنخفض بمقدار الربع مقارنة بشهر شباط (فبراير) لتسجل أقل مستوى منذ بدء سريان عقوبات غربية في 2012.

إلى ذلك أظهرت بيانات حكومية لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي مع زيادة الواردات وهبوط مخزونات البنزين مع انخفاض معدل تكرير المصافي.

وزادت مخزونات النفط الخام 2.62 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الثامن من آذار (مارس)، مقارنة مع توقعات محللين بزيادة قدرها 2.3 مليون برميل. وجاءت تلك الزيادة مع ارتفاع واردات الخام 227 ألف برميل يوميا إلى 7.49 مليون برميل يوميا.

وهبط معدل تشغيل المصافي 1.2 نقطة مئوية إلى 81 في المائة من الطاقة الإجمالية بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة مقارنة مع توقعات بزيادة نسبتها 0.2 نقطة.

وتراجعت مخزونات البنزين 3.57 مليون برميل، مقارنة مع توقعات محللين في استطلاع لـ ''رويترز'' بهبوط قدره 1.2 مليون برميل. وقالت الإدارة: إن متوسط الطلب على البنزين في أربعة أسابيع صعد 1.1 في المائة عن مستويات العام الماضي.

وأظهرت البيانات أن نواتج التقطير ومن بينها الديزل وزيت التدفئة ارتفعت 83 ألف برميل، مقارنة مع توقعات بانخفاض قدره 1.8 مليون برميل.

وقالت الوكالة: إن واردات المنتجات المكررة ارتفعت 173 ألف برميل إلى 2.2 مليون برميل يوميا.