خفيفة الدم ، و(بنت نكتة) يقال عنها أنها واحدة من أهم نجمات الكوميديا في مصر ، بدأت تخطو بذكاء، فلم تحصر مشاركتها في الأعمال الفنية ببلدها، بل أفردت جناحيها للعمل في مصر وخارجها، فشاركت في بلدها بعدة أعمال في رمضان الماضي ، أبرزها "فيفا أطاطا" و"إمبـــراطــورية ميـــن "، بالإضافة إلى مشاركتــها في المسلسل اليمني " همي همك6 " والذي قرَّبها أكثر من قلوب مشاهديها في اليمن ..

بدرية طلبة فنانة كوميدية اسكندرانية ، اكتشفها زوجها المؤلف مصطفى سالم ، وقدمها في عمل من تأليفه (برج الأبجدية "الجزء الثاني") ، وأثناء عملها بالمسرح مع الفنان سمير غانم والمنتج أحمد الأبيارى في مسرحيتي "دو ري مي فاصوليا" و مسرحية "أنا ومراتى ومونيكا " شاهد المسرحية المخرج رائد لبيب فأعجب بها ، ثم رشحها للعمل في البرنامج الكوميدي "حسين على الهواء" وانطلقت بعد ذلك للعمل بالتلفزيون والسينما ..

مرحبا بك ببلدك الثاني اليمن أولا .. برأيك ما سبب محبة المشاهد اليمني للفنانة بدرية طلبة تحديدا في همي همك؟

أهلا بيكِ ، وأهلا ببلدي الثاني ، بالفعل اليمن السعيد اللي بتربطنا بيه كمصريين كثير من الأواصر والمحبة والتاريخ ، أما عن سبب محبة المشاهد اليمني لأدواري فده يُسأل عنه المشاهد اليمني اللي أنا ببادله نفس الحب ، بس أنا شايفة أن ما يخرج من القلب يصل للقلب ، وأنا أؤدي ما عليَّ تأديته والحكم للمشاهد ..ويمكن خفة دم الشعب اليمنى قريبة مني .

شاركت في مسلسل همي همك بجزأيه (4 ، 6) .. هل من تفاصيل معينة رافقت موافقتك؟

أحداث الجزء الرابع كانت بتدور في مصر ،فجأة لقيت المخرج بيتصل بيَّا و يقولي احنا دُخنا على بال ما قدرنا نوصلك ، قلت له خير ، قال عايزينك ضيفة شرف في مسلسل يمني ..طب إزاي وأنا ما اعرفش أتحدث باللهجة اليمنية ، قال لي لا ، إحنا عايزينك زي ما أنتِ كدة ..قريت السيناريو .. عجبتني الشخصية ، وكنت داخله فيلم ، ورفضت الفيلم علشان أصور همي همك ، لأن وقت تصويرهم كان محدود بفترة زمنية ، والحمد لله، ربنا وفقني ، ودخلت قلب المشاهد اليمني بسرعة، ومرت الأيام ، ولقيت مدير القناة بيتصل بيَّا ، ويقابلني ، وقال لي المرة دي حنصور في اليمن ، ما ترددتش ، وقلت له يالله معاك ..أنا نفسي أزور اليمن ، وأقابل شعبها الجميل ، وبالفعل تم الاتفاق في خمس دقائق ، وسافرت اليمن ،وفوجئت برد فعل الجمهور من أول وصولي المطار ، والاستقبال الحار اللي قابلوني بيه، وازاي أنا محبوبة لديهم ، وده شجعني على إني أتقن دوري ، وأبذل جهد أكبر حتى أكون قد الثقة والمحبة اللي اتقابلت بيها في اليمن الجميل .

كيف وجدت تجربة التمثيل بمسلسل يمني بشكل عام في اليمن؟

بصراحة كنت مخضوضة في الأول ، لأن في مصر عندنا تقريبا كل العاملين يعرفوا بعض أو اشتغلوا مع بعض ، وأنا يا دوب أعرف الممثلين اللي كانوا في مصر في الجزء الرابع ، ومش أصحاب قوي ، لكن بعد حوالي نص ساعة بالضبط لقيت نفسي كأني طول عمري باشتغل مع الفنانين دول قدام الكاميرا ، ووراء الكاميرا ، واندمجت وسطهم ، ما اعرفش بقى أنا اللي عملت كدة وإلا هم اللي عملوا كدة ، باختصار حسِّيت إني وسط أهلي وناسي ، وده واضح جدا لما المسلسل أتعرض ، وواضح حالة الحب اللي كانت بين الجميع على الشاشة.

ما الذي تحمله بدرية طلبة عن لهجة أهل اليمن؟

ماقولكيش بقى أنا دلوقتي بتكلم اللهجة اليمنية أكتر منك ، تحبي تسمعي ، وإلا أقولك في لقاء تلفزيوني قريبا باليمن علشان يبقى بالصوت والصورة ؟

ما هو انطباعك عن اليمن وأهل اليمن والذي ستحمله ذاكراتك إلى مصر ؟

شوفي ، الانطباع اللي في ذاكرتي أعرفه عن والدي الله يرحمه ، لأنه اتعامل معاهم ، وكان دائما يقول لي اليمني طيب وجدع وصاحب صاحبه ، وده أتأكدت منه ، بس أزيد عليه إنه شعب دمه خفيف ، ويحب النكتة.. مش بس كدة ، بيحب المسلسلات جدا جدا ، وبيعشق الفنانين اللي بيعجبوه ويحبهم ، وده عن تجربة ، وده هو الكلام اللي حقوله دايما في مصر .. أما عن الذكريات ، يااه ما تفكرينيش بقى أحسن أركب الطيارة دلوقتي وأجيلكم.

بماذا تصنفين علاقتك بالمخرج فلاح الجبوري وطاقم المسلسل ، وتحديدا الممثلات اليمنيات ؟

المخرج فلاح الجبوري فنان متمكن من أدواته كمخرج ، ويملك فنِّية توجيه الممثل ، وبعدين الأهم من كل ده إن إحنا طلعنا من المسلسل أصدقاء مش هو بس ، لا كل الممثلين والممثلات اليمنيات اللي بتنبأ لهم بمستقبل باهر ، لأنهم فنانين وفنانات بجد ، وأنا بحبهم جدا ، وهم بيبادلوني نفس الحب.

خلال رمضان تواجدت في أكثر من مسلسل مصري .. حدثينا عن هذه الأعمال .

عندك "عفاريت محرز" بطولتي مع الفنانين سعد الصغير ، وأحمد راتب ، وإخراج الأستاذ أسد فولدكار ، وكنت عاملة دور ظريف قوي فيه ، وهو حماة سعد الصغير اللي مُعفرتة عيشته ومُجنناه ، وعندك مسلسل "فيفا أطاطا" مع الفنان محمد سعد ، وإخراج الأستاذ سامح عبد العزيز ، وعاملة فيه دور مجننة أطاطا اللي بحبه قوي ، والمشاهد بيني وبينه زي معركة القط والفار .. بجد متعة إنك تقفي قدام محمد سعد ، أما مسلسل "إمبراطورية مين" فده كان تجربة مميزة مع الفنانة هند صبري ، والمخرجة مريم أبو عوف ، أما مسلسل "الكبير قوي" فكنت فيه ضيفة شرف ، وهو من بطولة الفنان أحمد مكي ، وده حكاية لوحده .

أي النجوم المصريين الكوميديين تحبين العمل معه؟ ولماذا؟

أديكي قُولتي النجوم ، ومين ما يحبش يشتغل مع نجوم كلهم بحبهم قوي ؟ منهم اللي اشتغلت معاه ، واللي إن شاء الله حاشتغل معه ، وبدون ذكر أسماء ، أخاف أنسى حد يزعل مني ، وأنا بحب و بحترم كل النجوم .

هل تنوين زيارة اليمن مجددا؟

بالتأكيد - إن شاء الله - عندنا في مصر بيقولوا اللي يشرب من نيلها لازم يرجع لها تاني ، وأنا عندي مقولة : اللي يأكل من مانجا اليمن لازم يرجع لها تاني ، وأنا أكلت مانجا يمنية كثير قوي.

ما جديدك في السينما؟

والله معروض عليَّ عدة سيناريوهات لسة بقراهم وبدرسهم ، وربنا يسهِّل ويختار لي الأصلح والأنسب، بس الأكيد إني داخلة أصور فيلم مع المنتج أحمد السبكي.

كلمة أخيرة لمحبي الفنانة بدرية طلبة في اليمن ومصر.

كلمتي للناس كلها : بحبكم كلكم ، و يارب يسعد الشعوب العربية كلها ، وتبقى في أفضل حال.

الإعلامي والممثل محمد طالب:

الجمعة, 19 أيلول/سبتمبر 2014 17:18 | الكاتب: • الأسرة والتنمية - حاوره - فتاح المقطري

الإعلامي والممثل محمد طالب:

بالصميل بلا خطوط حمراء.. وأعتز بأداء شخصية زخيم في همِّي همَّك

محمد طالب .. فنان وإعلامي ساخر ، متعدد المواهب ، تكشف ملامحه عن سُحْنته التهامية الأصيلة التي تميز أبناء محافظة الحديدة.. مثَّلت دراسته في كلية الفنون بالحديدة نقطة انطلاق فعلي له عبر تقديمه وزملائه لاسكتشات مسرحية قصيرة ، ثم بدأ مسيرته الإعلامية بكتابة المقالة من خلال عموده الصحفي (امفُل وامبارود) في إحدى الصحف الأسبوعية .. غير أن برنامج (بالصميل) - الذي يُعده ويُقدمه في قناة الساحات - كان بمثابة الانطلاقة المهمة له إذ اكتسب حبُّ الجمهور ببساطة أدائه ، ودقة اختياراته للشخصيات النافذة التي ينتقدها ، إضافة لانحيازه للمواطن البسيط .. زاد من شعبية طالب تجسيده شخصية (زُخيم ) في المسلسل التليفزيوني (همي همك) الذي بثته قناة السعيدة في رمضان الفائت .. الأسرة والتنمية حاورت الفنان محمد طالب ، وخرجت بالتفاصيل التالية ..

بدايةً .. من هو محمد طالب؟

محمد طالب .. شخص عادي جدا من مدينة باجل ، من مواليد 1983 ، خريج إذاعة وتليفزيون .. أعزب .. باختصار محمد طالب رعوي على باب الله.

ماذا عن بداياتك الفنية ، قبل تأدية دور زُخيم في المسلسل الجماهيري همي همك؟

كانت بداياتي في مدينة الحديدة ، وتحديداً أثناء دراستي في كلية الفنون ، حيث كنت أقوم بعمل اسكتشات مسرحية ، وأقدمها في احتفالات التخرج مع بعض الزملاء ، وهنا كانت البداية الحقيقية لي مع التمثيل .

من الذي أخذ بيدك للمجال الفني ؟ وهل وجدت من أسرتك دعماً في اتجاهك للتمثيل؟

أستاذي القدير محمد القصاب ، الذي جسد شخصية فتيني في مسلسل همي همك بكل أجزائه ، هو مَنْ قدَّمني لهذا المجال ، أما عن دور أسرتي ، فقد توفى والدي قبل أن ألتحق بالجامعة، لكن أمي كان لها دور كبير في دعمي..

إلى جانب موهبة التمثيل ، تمتلك موهبة الكتابة، وقد كتبت العديد من المقالات الساخرة ، منها عمودك (امفل وامبارود) في إحدى الصحف الأسبوعية .. لماذا توقفت عن الكتابة؟

توقفت بسبب انشغالاتي الكثيرة في إعداد الأعمال الفنية .. لم يعد لدي وقت .. انشغلت بإعداد برنامج بالصميل ، واتجاهي للتمثيل.

برنامج بالصميل "الذي تعده وتقدمه في قناة الساحات" برنامج جميل ، وكسب مشاهدين كُثر .. ما هي الأسباب التي جعلتك تنتقي له هكذا عنوان؟

ما دفعني لهذا الاختيار هو أن بالصميل فيه جناس مع بالصميم ، وعلى وزنه أيضاً ... واخترت هذا الاسم بالبلدي كإشارة بأن الصميل يُقرِّح رأس كل فاسد ، وبحكم أن البرنامج سياسي ساخر ، فقد قمت بتقديمه على شاشة قناة الساحات الفضائية ، كون مساحة حرية الطرح والنقد فيها كبيرة ، وغير مقيدة بخطوط حمراء.

لأن البرنامج ينحاز إلى الطبقة المقهورة ، ويمس هموم المواطن، وقبل كل شيء يتناول شخصيات نافذة ، فقد علمنا بتلقِّيك تهديداً من رقم مجهول.. ما صحة الخبر ؟ وهل أثَّر ذلك على مضمون البرنامج؟

بالفعل تلقيت تهديدا قبل مدة من رقم خاص، ربما أزعجته صراحة البرنامج ، وعدم وجود أي خطوط حمراء فيه .. فقد فضحت حلقات البرنامج الشخصيات النافذة والفاسدة التي تعتبر من مراكز القوى في البلد ، ولم يؤثر ذلك على مضمون البرنامج ، بل بالعكس زادني إصرارا ً وصلابة على فضح اللصوص الذين يعبثون بالبلد والشعب المغلوب على أمره .

انتقادات كثيرة رافقت عرض مسلسل همي همك في جزئه الأخير ، بعضها يرى أنه خرج عن إطاره الفني إلى السياسة.. كيف ترى هذا؟

أي عمل ناجح يجد انتقادات كثيرة ، وقديماً قيل لا تُرمى إلا الأشجار المثمرة ، مع الاعتراف أيضاً بعدم وجود عمل كامل ، فلكل عمل فني سلبياته وإيجابياته .. في الأخير لست في موقع يُخوِّلُني الحكم على المسلسل ، لأني جزء من العمل ، مَنْ يستطيع أن يطلق هذا الحكم هو المشاهد فقط .. وعموماً أعتز بتقديمي فيه لشخصية زُخيم .

هل من مواهب أخرى تجيدها بجانب مواهب الكتابة الصحفية ، والإعداد والتقديم التليفزيوني ، والتمثيل؟

نعم ، فأنا أكتب السيناريو ، وقد كتبت في العام الماضي سيناريو مسلسل (عايش عايش) الذيعُرض على قناة الساحات.

ماذا عن مستقبل المسرح في اليمن ؟ هل تعتقد أنه مازال بوهج الشاشة الصغيرة؟

مستقبل المسرح في اليمن متعلِّق بمدى جدية وتوجُّهات الجهات المختصة ، وهو حالياً موسمي ، ونادرا ما تجد عملا مسرحيا يستحق بأن يُطلق عليه عمل مسرحي ..لا تزال الحركة المسرحية في اليمن تعاني من جمود رهيب ...مع أن المسرح هو مفتاح ثقافة الشعوب ، وهناك مقولة حكيمة تقول أعطني مسرحا أُعطك شعبا مثقفا.

كلمة أخيرة تود قولها؟

نتمنى من الله أن يُجنب بلدنا الفتن ، وأدعو الجميع إلى الحفاظ على وطننا الحبيب اليمن..كما أشكر كل من وقف إلى جانبي بلا استثناء.

أضف تعليقاً جديدا

مناهضة العنف الأسري

الأحد, 17 آب/أغسطس 2014 02:54 | الكاتب: • الأسرة والتنمية حاورته / وهبية البحري

الدكتور محمد عوض باعبيد - المدير التنفيذي لمركز المسلم للدعم الاجتماعي والاندماج بكندا:

مناهضة العنف الأسري تبدأ بسن تشريعات وقوانين المساواة والعدالة الاجتماعية

عرض عوض باعبيد ـ المدير التنفيذي لمركز المسلم للدعم الاجتماعي والاندماج بكندا ـ تجربـة وجهــــود مركزه اللافتة في دعم الأسر العربية المسلمة المهاجرة بكندا على الاندماج والتعايش مع المجتمع الكندي،من خلال إلقاء دروس مستخلصة أبرزت إسهام المركز في توفير الاستقرار والأمان لتلك الأسر، وتطرق إلى أهمية وجود أجندة وطنية تعمل على حماية المرأة والطفل في اليمن من العنف الأسري، لتحقيق الأمان الأسري عن طريق فهم أسباب المشكلة وسن القوانين المناهضة للعنف الأسري ، مع دمجها بمبادئ حقوق الإنسان، والارتقاء بمستوى الوعي المجتمعي، ومراعاة طبيعة الأسرة اليمنية وخصوصيتها ، بما يؤدي إلى تنشئة أسرة يسود الأمان كل أفرادها .. جاء ذلك أثناء ندوة الجهود الوطنية في مجال الأمان الأسري وعلاقاتها بالخبرات الدولية التي استضافتها مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة ... الأسرة والتنمية انتهزت فرصة تواجده في اليمن ، وأجرت معه الحوار التالي .. فإلى التفاصيل .

مراعاة الخصوصية مهمة

نود لو نعرف من خلالكم ما هو موضوع الندوة، وهدفها الأساسي؟

هدف الندوة الأساسي محاولة البدء بنقاش أو حوار وطني حول كيفية إدماج الجهود الوطنية فيما يتعلق بمناهضة العنف الأسري من خلال الاستفادة من الخبرات الدولية ، طرحنا فيها القضايا التي تحتاج إلى رؤية مختلفة بالتعاون مع الآخرين فيما يتعلق بمواضيع العنف ضد المرأة، والأمان الأسري ، وعادة ما نتعامل مع هذا النوع من القضايا - فيما يتعلق بالجهود الوطنية - باتجاهين : الأول أن كل ما يأتي من الغرب داخل ضمن الحملة الموجهة ضد العرب والمسلمين ، وبالتالي يرى عدم التعاون مع الجهود الدولية فيما يتعلق بموضوع العنف الأسري .. والاتجاه الثاني نقل ميكانيكي لكل ما هو غربي أو دولي بدون مراعاة الخصوصية الثقافية ، وهو أسلوب خاطئ .. لذا فموضوع الندوة هو محاولة البدء في نقاش وطني يحاول دمج الجهود الوطنية والخبرات الدولية في إطار متوافق مع الخصوصيات اليمنية ، أي أننا لا نرفض ما جاء من الغرب ، بالعكس نأخذه باعتباره جزءاً من القيم العالمية من مستويات الحضارة الإنسانية العالمية ، لكن لابد أن نراعي خصوصيات المجتمع اليمني ، فالتراث الغربي في مناهضة العنف الأسري قائم على فكرة الحق ، بمعنى هناك مجتمع مبني على الحق ، أي كل واحد لديه حق ، الطفل له حق ، والمرأة لها حق : أما مجتمعنا فهو مبني على الدور، أي أن لكل واحد دور يقوم به ، ومكانته مرتبطة بدوره ، ويحكم الناس عليه بمقدار التزامه بالدور أو خروجه عنه ، وقد يكون في هذا الخروج هامش مسموح به أو غير مسموح به ، لذلك عند نقل فكرة ما لابد من خصوصية المنطقة التي ستنتقل إليها حتى لا تأتي نتائج الجهود عكسية 

قصور كبير في اليمن

لتنفيذ الدمج .. تُرى إلامَ تحتاج الجهود الوطنية في اليمن؟

للأسف هناك قصور كبير تعاني منه الجهود الوطنية في اليمن ، فالعمل كله قائم على التوعية ، ونشر الوعي وسيلة وليس غاية ، لأن الغاية هي نشر الوعي من أجل أن يعرف الناس أن هذا السلوك خاطئاً ، وبالتالي تتأزر جهودهم ضده ، لكن أن تعي بدون أن تعرف كيفية التدخل لإيقافه فهذه مشكلة، وبالتالي فالجهود الوطنية تحتاج إلى معرفة حقيقية بخصوصية الواقع ليس لمنع الاستفادة ، لكن لإدماج الخبرات الدولية في سياق يمني، ينتج عنه عمل يفيد المرأة، والطفل، والأسرة، والمجتمع.

تماسك الأسرة والبيئة الإيجابية

كيف يمكن لليمن الاستفادة من تجربتكم في كندا؟

أي استراتيجية تتعلق بحماية المرأة والطفل يجب أن تُركِّز على تماسك الأسرة ، وعلى إيجاد بيئة إيجابية لها ، فإن كانت نظيفة سينعكس هذا على الأم والطفل ، لكن إذا كانت بيئة يسودها التوتر والصراع وعدم وجود الاحترام المتبادل ، فهذا سيقود إلى فرض سيطرة القوي داخل الأسرة ، وسيكون الضحايا هم الأطفال والنساء .. لذا ينبغي أن تضع الأجندة الوطنية الأسرة ضمن أولوياتها ، وتحدد السياسات هذه الاتجاهات بعد معرفة أين تكمن المشكلة ، وكيفية البدء بتوحيد الجهود ، ومن ثم المباشرة في الحل.

خطوات لابد منها

ما هي الخطوات التي يجب اتباعها للاستفادة من ذلك؟

هناك عدة خطوات يجب اتباعها ، كالتوعية المجتمعية ، وإدماج المنظومة الدولية لحقوق الإنسان ضمن التشريعات والقوانين المحلية، بمعنى عمل تشريعات وقوانين قائمة على المساواة والعدالة الاجتماعية ..... إلخ ، ثم البدء باتخاذ التدابير ، لأن كل القوانين تحتاج إلى تدابير تُحدِّد صلاحية كل فرد ودوره لتطبيق القوانين التي تراعي حقوق المرأة والطفل ، إضافة إلى الشيء الأهم، والذي يتعلق بالتطبيقات ، إذ لابد أن تسير باتجاهات مختلفة ، وللأسف عندنا كلها تركز على نشر التوعية ، فعلى سبيل المثال إذا أردنا نشر الوعي، تقوم أي جهة أو منظمة بعمل دورة تدريبية للإعلاميين مثلا أو للقضاة للتعرف على المخاطر والحقوق ، لكن ما ينقصنا هو أن يعرفوا ما هي التدخلات، أو ما هي البرامج التدخلية المناسبة التي يفترض أن تتم ، وكيف سيتعامل معها المجتمع ، كلُّ في مكانه، إذا واجهته قضية بهذا الخصوص ، لذا المشكلة تكمن في التطبيقات .. مؤخراً وجدنا جهوداً محدودة بُذلت بهذا الجانب ، حيث بدؤوا مثلا بالخط الساخن ، وبرامج العون القانوني أو القضائي للنساء المهمشات ، وعملوا استشارات نفسية مع الضحايا ، وجميعها برامج مهمة ، لكن لا ينبغي الاكتفاء بقيام منظمات المجتمع المدني بها وحدها ، وإنما يجب أن تقوم بها الدولة نفسها.