لم تنجح مسابقة ملكة جمال لبنان التي تُوّجت في ختامها سالي جريج ملكة للعام 2014 - 2015 في تبديد الصورة النمطية عن المشتركات اللواتي غالباً ما ظهرن بمستوى ثقافي متدنّ او بقدرة ضعيفة جداً على التعبير عن أنفسهن، اذ طوّر بعض الحسناوات هذا الجانب هذه السنة ولكن لتضاف الى هذه «النواقص» مشكلة اخرى تمثلت في «عدم الركوز» في طريقة الإجابة التي جاءت لدى عدد منهنّ متفلّتة من الضوابط لجهة كبح حركة اليدين وصولاً الى «أداء مسرحي» هزلي لدى البعض الآخر.



ولم يتمكّن منظمو الحفل الذي ساهم في إظهار صورة مشرقة عن «لبنان الحياة» في ظل العتمة التي تسود الواقع السياسي والامني في البلاد التي تجد نفسها تنزلق أكثر فأكثر الى «الأتون» السوري، من إضافة ايّ عنصر إبهار الى ليلة الجمال التي أحيتها النجمة نانسي عجرم والتي قوبلت على مواقع التواصل الاجتماعي بانتقادات قاسية لإجابات بعض المشتركات، كما للجمال الذي اعتبروا انه لم يكن مدهشاً، وإن كانت الفائزة باللقب حققتْ إجماعاً على انها الأفصل لنيل اللقب وعلى انها جميلة وان حُسنها «طبيعي» ولا يشبه الجمال «الاصطناعي» السائد في «بلاد الأرز».



وفيما غرّد الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان بعد الحفل بكلمتين: «مبروك سالي»، كان بارزاً انتقاد مكلة جمال اميركا السابق اللبنانية ريما فقيه حفل الانتخاب من زاوية اخرى اذ قالت عبر صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك»: «من العار رؤية مدى افتقار المسابقة الى التنظيم خصوصاً في ظل وجود فتيات جميلات وذكيات... لكن اسوأ الاشخاص هم من نظّموا ودمروا هذا الحفل».



النقل المباشر للحفل شهد «سقوطاً» على ارض المسرح لملكة جمال لبنان السابقة كارن غراوي بعيد دخولها تمهيداً لتسليم التاج الى خليفتها اذ تعثرت، فيما لم تنجُ مقدمة السهرة الاعلامية ديما صادق من موقف محرج حين تطايرت الاوراق التي كانت تحملها بإحدى يديها (وفي اليد الثانية كانت تحمل الميكروفون) بعدما أصرّت على التصفيق بحرارة لدى شكر الاعلامي جورج قرداحي تلفزيون LBCI على الأمسية، فتطايرت الاوراق على المسرح وظهرت صادق وهي تنحني لتلملمها في مشهدٍ لا يقل إرباكاً عن وقوع غراوي بعد ذلك. اما الرقصة التي أدتها المتباريات لدى إطلالتهن الاولى على المسرح فبدت تفتقر الى الإبهار وقدّمت خلالها الحسناوات رقصة قوبلت بانتقادات اذ بدين معها وكأنهن «تلميذات» تعلّمن بضع خطوات وينفّذنها بلا اي حس فني.



وشاركت 14 صبية في الحفل الذي اقيم في «كازينو لبنان» وكانت أزياء المصمم العالمي زهير مراد التي ارتدتها الحسناوات النقطة المبهرة الوحيدة فيه والذي حضر فيه «عرَضاً» عدد من الملفات التي تقلق لبنان مثل الفراغ الرئاسي و«الإرهاب». والمشتركات هنّ: إليزابيت مطر، السا حجار، جيسيكا ابي عاد، جيسيكا معوض، جوزيفين نجم، ربى منذر، سالي جريج، انا كريستينا حنا، آية حدرج، كارين صبرا، ميريلا مراد، سامي جو القويا، شيرين نسر، ستيفاني كيروز.



أما لجنة التحكيم فقد تألفت من: ملكة جمال لبنان 1999 نورما نعوم، الاعلامي جورج قرداحي، سيدة الاعمال ممثلة وزير السياحة ندى تقي الدين، حياة ارسلان، مصمم الازياء زهير مراد، مستشار وزير السياحة منى فارس، النائب سيرج طورسركيسيان، وكريستينا طويل.



خاضت المشتركات التسع اختبار الأسئلة، فبرز الحضور الواثق لبعضهن والأقل ثقة للبعض الآخر، فيما اجابات قليلة فقط، نمّت عن ثقافة عامة وابتعاد من الكليشيهات، ليجري انتقال خمس منهن الى مرحلة السؤال الموحّد وهنّ ربى منذر، السا حجار، ستيفاني كيروز، سالي جريج، ايا حدرج.



وجاء السؤال كالآتي: «ملكات جمال في العالم شاركن في تظاهرات في بلدانهم. لو أردتِ المشاركة في تظاهرة في لبنان، أيها تختارين ولأي أهداف؟»، وبعدها تُوّجت سالي جريج بلقب ملكة جمال لبنان لعام 2014 (اختارت التظاهر للمطالبة بحقوق المرأة والتشديد على حمايتها)، فيما حلت السا حجار وصيفة اولى، ربى منذر وصيفة الثانية، الوصيفة الثالثة ايا حدرج، اما الوصيفة الرابعة فكانت ستيفاني كيروز.



ويُذكر ان جريج هي من الكورة (شمال لبنان)، وقد استقبلتها بلدتها دير بشمزين بالزغاريد والهتافات ونثر الورود.



وفي اول تعليق لها بعد تتويجها، قالت الملكة الجديدة لموقع «النشرة الالكتروني» ان «الصبايا المشاركات في المسابقة هذا العام جميلات جداً، ولجنة التحكيم مؤلفة من اسماء كبيرة، وبالتالي التكهن باسم الفائزة كان صعباً علينا كمتباريات».



واكدت «انا سعيدة بفوزي بلقب ملكة جمال لبنان 2014، وبدأت بالتفكير والتخطيط للمشاريع التي سأساهم بها، واول قضية فكرت بها هي قضية العنف ضد المرأة، وسأقف الى جانب كل امرأة لبنانية وسأساندها ضد العنف الذي تتعرض له».



ورداً على سؤال قالت: «صبايا الشمال يشرفن هذه المنطقة، كما صبايا كل لبنان يشرفن لبنان من خلال ثقافتهن ومن خلال النجاحات الكبيرة التي تحقهها المرأة اللبنانية في كل القطاعات وليس في قطاع الجمال فقط»، ومعربة عن املها في ان تحمل اسم لبنان «بطريقة صحية و«مرتبة»، وان أعود من المسابقات العالمية بلقب عالمي «مش غلط».

«سقطة» ملكة جمال لبنان السابقة خطفت «الوهج» من انتخاب خليفتها

| بيروت - «الراي» |



أصبحت ملكة جمال لبنان السابقة (2013) كارن غراوي هي الحدَث في حفل انتخاب خليفتها، بعدما سقطت على أرض المسرح أثناء دخولها تمهيداً لتسليم التاج الى الفائزة في المسابقة سالي جريج التي اقيمت ليل الاحد.



وغراوي، التي مرّت سنتها الجمالية بلا اي صخَب، حتى كاد اللبنانيون ان ينسوا وجهها واسمها، طبعت تاريخ مسابقات ملكة جمال لبنان، حين تعرّضت للموقف المحرج بسقوطها الذي صار «مدوياً» على مواقع التواصل التي تداولت بالفيديو الذي تظهر فيه الملكة السابقة وهي تسقط على الأرض الزلقة للمسرح وعلى الأرجح بعدما علق ذيل فستانها بحذائها لتسارع الى الوقوف والتاج على رأسها وكأن شيئاً لم يكن، وسط صدمة مقدّمة الحفل الاعلامية ديما صادق التي حاولت بداية التقدم في اتجاهها ولكنها سرعان ما تداركت ربما لعدم إحداث المزيد من البلبة على الهواء مباشرة، حتى ان صادق لم توجّه اي سؤال للملكة عندما وقفت بجانبها بعد سقطتها.



وتزامنت «السقطة» مع فيديو كانت غرواي تختصر فيه مسيرتها كملكة وتحديداً عند ترداد عبارة «كانت يوماً ملكة جمال بلد ستبقى صورته مشرقة وأقوى من كل شيء».