استضاف منتدى الدكتور غالب القرشي في فعالية اليوم الأحد 24 فبراير 2013 الدكتور عبد الوهاب الروحاني عضو مجلس الشورى ونخبة من الإعلاميين والصحفيين للحديث عن مسؤولية الإعلام في التهيئة للحوار الوطني. وفي حديثه عن إشكاليات ومعالجات الموضوع قال الدكتور عبد الوهاب الروحاني أن علاقة الإعلامي بالسياسي ما زالت علاقة التابع بالمتبوع، ولا يمكن الحديث عن إعلام محايد في بلادنا، لا الرسمي ولا الأهلي، ولن يكون بمقدور الإعلام أن يهيئ للحوار الوطني مالم يتفق السياسيون أولاً. وقال الروحاني، لا تخفى على أحد أهمية الإعلام، فقد ساهم بشكل كبير في تأجيج الوضع خلال الأحداث الماضية، والإعلام عملية مفصلية في البناء والتنمية والقبول بالآخر، غير أن الإعلام لا يزال يعيش حالة البؤس التي كان عليها قبل الثورة السلمية، والمؤسسات الإعلامية تعيش حالة من التسوّل بما فيها المؤسسات الرسمية وتنتظر من يدفع أكثر. وفي إطار المعالجات والمقترحات للتهيئة للحوار الوطني قال الروحاني "حتى يتم ذلك لابد من وقف الحملات الإعلامية التي تشنها الأطراف السياسية ضد بعضها، والتزام الإعلام الرسمي بالحيادية والمهنية وعدم تكييف وسائل الإعلام وفقاً لأهواء السياسيين، وتوجيه خطباء المساجد للرأي العام والدعوة للألفة والمحبة فهم يمثلون وسيلة إعلام جماهيري واسعة". وحمّل الروحاني وسائل الإعلام مسؤولية ما وصل إليه الشباب –حسب قوله– من فقدان للانتماء والولاء الوطني، معللاً ذلك بغياب الاستراتيجية الاعلامية واستبدال ذلك بسياسة "ما بدى بدينا عليه"، وتوجيه الخطاب الرسمي لخدمة الفرد، وتغييب قيم العدالة والمساواة في الخطاب الإعلامي. وفي مداخلة رئيسية للدكتور محمد قيزان مدير عام قناة سهيل قال: "على جميع المؤسسات الإعلامية العمل بروح الفريق الواحد وقد اقترحت على الأخ وزير الإعلام والأخ مدير مكتب رئاسة الجمهورية اللقاء بجميع مسؤولي المؤسسات الإعلامية والاتفاق حول قواسم مشتركة تخدم التهيئة للحوار والقضايا الوطنية الكبرى بعيداً عن المناكفات، ثم نترك بعد ذلك هامش لاختلاف وجهات النظر". وأشار قيزان إلى إشكالية الحصول على المعلومة وانحصارها لدى مجموعة من الأشخاص، يتنصلون باستمرار من الإدلاء بها لوسائل الإعلام. الإعلامي محمد العامري قال في مداخلة له: أن الإعلام صناعة مجتمعية وليس صناعة الدولة، والإعلام في أي بلد يدور في فلك بيئته واقتصاده، ومن الصعب أن يكون إعلاماً مثالياً ينطلق من خارج بيئته. وقال العماري أن جملة من الإشكاليات دخلت على الإعلام اليمني تسببت في تدني مستوى أدائه ومسؤولياته، منها تحوله من مراقب ومقرر للحدث إلى صانع له، فهو يصنع الحقد والتشظي والكراهية، إضافة إلى المال الذي أفقد الإعلام الرؤية الناضجة والرسالة النبيلة، ثم دخول ما أسماهم "بمرتزقة الإعلام" الذين يبيعون مبادئهم بحفنة من المال. الدكتور غالب القرشي رئيس المنتدى قال في تعقيب له: "أنا متفائل جداً بالتقدم الذي حصل للإعلام بعد الثورة الشبابية وإن كان قليلاً، أما التشويه الحاصل في أداء الوسائل الإعلامية فهو صناعة أطراف متربصة تكيد للبلد وأمنه واستقراره، ومثل هذا الإعلام المزيّف مكشوف للناس ولا تنطلي عليهم تضليلاته. مداخلات عديدة لإعلاميين وصحفيين تطرقت إلى مقترحات ومعالجات لأداء وسائل الإعلام وتوجيهها نحو خدمة الحوار الوطني، كالاهتمام بمراكز الأبحاث، وإيجاد ميثاق شرف يتفق عليه بين الإعلاميين والصحفيين لتوظيف المعلومة لخدمة الوطن وأمنه واستقراره، وتوسيع دائرة اهتمام الإعلام ليشمل جميع مجالات الحياة وعدم الاقتصار على الجانب السياسي. حضر الفعالية عدد من الصحفيين والإعلاميين والمهتمين.
يرحب الموقع بآراء الزوار وتعليقاتهم حول هذه المادة تحديداً، دون الخروج عن موضوع المادة، كما نرجو منكم عدم استعمال ألفاظ خارجة عن حدود اللياقة حتي يتم نشر التعليق، وننوه أن التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع.
المزيد من " نشاطات الافراد و المؤسسات والمنظمات والجمعيات وافراح"