الشهرة التي حظي بها المعتمر ناظم جهان خلال زيارته الحالية للعاصمة المقدسة لم تكن تحدث له في السابق رغم أنه زار مكة 3 مرات، وفي زيارته الرابعة وقبل قدومه إلى مكة حمل في حقائبه 6 أزياء ليرتديها خلال إقامته في مكة بهدف التقاط الصور التذكارية مع المقيمين والزائرين لمكة المكرمة في رمضان، كما أنه أحضر معه أزياء مخصصة للأطفال وصغار السن لارتدائها أثناء التقاط الصور معه بمقابل مادي زهيد لمحبي التراث، إلا أن هذا العام كان مختلفا عن الأعوام السابقة نتيجة ترويج البعض لإشاعات عارية عن الصحة على وسائل التواصل الاجتماعي اتهموه بالتشدد والحزبية عبر رسائل حملت صورته على تويتر والفيس بوك، وأحدث تحركه في مركزية الحرم إعاقة لحركة المشاة، حيث حرص من شاهده على التقاط صور متنوعة معه، مما أدى إلى توقف الحركة في مدخل أبراج وقف الملك عبدالعزيز وتم اصطحابه لمركز شرطة الحرم، وطلبوا منه ضرورة الالتزام بلبس الزي غير اللافت لمنع تعكير صفو المصلين والمعتمرين.
وفي اليوم التالي تخلى عن «القوق» القبوع الذي يلبس على الرأس واتجه للصلاة في المسجد الحرام، لكن ذلك أسهم في إعاقة الحركة على باب السلام، وتدخلت الجهات الأمنية للتأكيد عليه بعدم ارتداء هذا اللباس في الحرم، لكنه وحسب تأكيده لم يفهم التوجيه الأمني فخطر بباله الطواف حول الكعبة في اليوم الثالث بعد الحادثة الأولى، وفجأة تدافع الناس أمام مقام إبراهيم وتوقفت الحركة في الطواف، مما دفع رجال الأمن إلى تحويله إلى قوة أمن الحرم التي بدورها استدعت المترجم وطالبته بضرورة التخلي عن هذا اللباس اللافت، حفاظا على الروحانية ومنع تعكير صفو المعتمرين وتعطيل حركة المشاة داخل أروقة الحرم.
ناظم جهان امتدح التعامل الأمني معه خلال وجوده في مقر قوة أمن المسجد الحرام والذي وصفه بالراقي، وأضاف قدموا لي دعوة بمشاركتهم وجبة السحور، وحرصوا على التأكيد على أنني هنا أحل ضيفا كريما أسوة بباقي المعتمرين والزوار الذين يقصدون المسجد الحرام، وعبروا بأسلوب مميز عن مخاوفهم من التأثير على راحة المصلين والطائفين خلال وجودي في الحرم وأنا أرتدي هذا اللباس، وأكدت لهم قناعتي التامة بذلك لما لا حظت من كثافة الراغبين في التصوير معي أو الفضوليين، ويؤكد «رجال الأمن ودعوني بالحفاوة والاحترام».
ويشير ناظم جهان إلى أن مهنته الأساسية في تركيا التمثيل التاريخي، إذ إنه شارك في العمل الفني في كثير من الأفلام والمسلسلات التركية، أبرزها وادي الذئاب والفيلم التركي محكمة العائلة، وتعوّد في مدينة السلطان أحمد بإسطنبول على العمل في السياحة من خلال ارتداء اللباس التقليدي للعثمانيين القدامى، وظل خلال رحلاته الدولية بين أوروبا ومصر ودول الخليج حريصا على الذهاب للمدن السياحية والتقاط الصور التذكارية مع السياح مقابل رسوم مالية غير مشروطة يتقاضاها مقابل كل صورة تلتقط معه.
من جهته أكد الناطق الإعلامي بشرطة منطقة مكة المكرمة المقدم الدكتور عاطي القرشي بأنه في مساء يوم الثلاثاء 4رمضان1435 دخل إلى المسجد الحرام رجل في الأربعين من العمر يرتدي ملابس لافتة للنظر مما أدى إلى إشغال المصلين والطائفين عن العبادة والخشوع، وذلك بالنظر إليه وتجمع عدد من الأشخاص حوله للالتقاط الصور، ما أحدث زحاما وإعاقة للحركة، عند ذلك قام رجال الأمن المتواجدون بإفهامه بأن ما يقوم به يعد ازعاجا لقاصدي بيت الله الحرام وأن عليه استبدال الملابس بأخرى ملائمة، إلا أنه عاد مرة أخرى في مساء الأربعاء 5 رمضان، وجرى إيقافه وإحالته لمركز شرطة الحرم لإكمال اللازم.