يظن البعض أن الانقلابات مرتبطة بالشكل الكلاسيكي القديم بواسطة تدخل الجيش مباشرة , ولكن ذلك قد ولى زمنه وأصبحت الانقلابات اليوم تطبخ على نار هادئة من خلال القوة الناعمة soft power . . فهل نسيتم دور قناة الجزيرة وإلا تتذاكون على الناس ؟ وصالح تعمد من زمان هو وفريقه يعملون مثل ما وصف الشاعر الشعبي احد كبارات القوم في زمن السلطنات :

إن هو لك المدعى تطلع له خبر.. وإنهو عليك الحق ما قريت له .

قريت بمعنى اعترفت

صالح إذا الأمر لصالحه فهي الديمقراطية والحرية لأنها تضر بغيره , أماإذا أصبح هو المدان فهي الانقلابات , وقد سبق له وأن أغلق صحيفة الأيام ومكتب قناة الجزيرة فما هو مبررة حينها؟ أليس ذكإثارة الفوضى والفتن وزعزعة الأمن والاستقرار ؟ ألم تقولوا ومعكم دول كثيرة وهي محقة في ذلك أن قناة الجزيرة إنما كان هدف أنشائها هو خدمة إسرائيلوزعزعة أمن الدول العربية وشعوبها , فالإعلام قوة مؤثرة وموجه للعامة وخاصة إذا رافقتهأزمات مثل شحة المشتقات النفطية وتهريبها والقلاقل الأمنية وقد حدث كل ذلك فهل هناك شك أن  استقلال هذه الأزمات والعزف عليها ليس تحريضا وتهيئة للناس نحو الخروج وبشكل مليوني مع ارتكاب أعمال عنف وشغب ؟ وبالتالي تزهق النفوس وتدمر البنى التحتية والشحن في توجيه سباب للرئيس لأنه جنوبي ويصبح شعار  سلام الله على  عفاش ..كلمة السر ويتم التمرد من غالبية الجيش والأمن وخاصة أن غالبيتهم من مناطق الشمال , وسيقول سيسي صنعاء المتخفي من وراء ذلك أن تلك إرادة شعبية وهوإنما جاء بطلب الشعب وهذا شكل من أشكال الانقلابات على شاكلة عمل قناة الجزيرة . . انقلابات تحاول أن تفلت من العقاب إذا فشلت لكنها تصبح المنقذ إذا نجحت وإن لا أحد يستطيع حكم اليمن سواهم (آل عفاش وآل الأحمر) برغم أنهم هم من أوصل البلاد والعباد إلى حافة الانهيار وهم يعتمدون على جهالة  معظم الناس والفقر والعوز لدى الناس ويصبحون في ذات الوقت مفسدين ومصلحين وهذهمفارقة عجيبة يحاول صالح أن يحققها في اليمن وقد حاول ونجح خلال فترة حكمه, ويحاول إعادة الكرة بعد مغادرته الحكم وبهذا يكون قد أشفى غليله من الشعب مرتين في حكمه وبعد مغادرته الحكم فهل ستمر العيبة ؟ وهل هناك من لا يزال عنده شك في الانقلابات الناعمة من خلال صنع الأزمات والعزف عليها من خلال الإعلام.