بقلم / هايل المذابي -
الوطن الذي يرتدي بنطالاً عسكرياً، وحذاءً عسكرياً، وجلباب أبيه، وعمامة الإمام، أصبح أضحوكة العالم، لأنه لا يرتدي ملابس داخلية ...
أتوقع أن يبزغ فجر غدٍ على إعلان كبير في الصحيفة الرسمية للبلاد عن مناقصة لمؤسسات الحلاقة وعمليات التجميل لإزالة لحية أبا سفيان ولحية أبا لهب الخارجتان عن القانون ..
الوطن ليس ناقصاً شَعَر، ولا بعر أيضاً، الوطن ناقص رجال، وناقص شعب يتحدى الشَعَر والبعَر ...
الشباب الذين آمنوا بأن لهم حقوق خرجوا وهتفوا ذات يوم بأعلى صوت " نحن الشباب نحن الشباب " وبعد أن سُرقت أحلامهم وسُرقت أفراحهم جعلتهم قوى الشر يهتفون من جديد " نحن الكلاب نحن الكلاب " بدلا من " نحن الشباب نحن الشباب " ... لكن لاتنسوا أن الكلاب أيضا تغار على أوطانها وتذود عنها ..
نريد وطن لايرتدي سروالاً عسكرياً في غير أماكن العمل أو أوقات الدوام الرسمي ولا يقود شاحنة حكومية في غير أوقات الحكومة ويدوس برقمها الحكومي على رقاب المواطنين ولاتحميهم منه قوانين أو مناقب ..
نحتاج وطن خالٍ من الدسم والروائح الكريهة، خالٍ من اللحى الخارجة عن المخطط ، خالٍ الكروش المحمولة على أكتاف الفقراء وجوعهم كالعروش ..