مسئولة السنترال بمستشفى الثورة تروي للأسرة تفاصيل تعاملها اليومي مع الهواتف والألياف الضوئية

تدير واحدة من أهم الإدارات الحيوية في أكبر مشافي البلاد .. ليست مسئولة كبيرة ولكنها تؤدي مهاما فنية قد يعجز عنها الكثير من الرجال الأشداء .

ربما لن يصدق الكثيرون بأن من نتحدث عنها هي فتاة يمنية كفيفة البصر لكنها بكل بساطة قهرت هذه الإعاقة وسطرت أفضل النماذج للمرأة اليمنية المثابرة والصامدة في وجه جميع الخطوب والتحديات .

إنها جميلة صالح الزبيري مسئولة غرفة التحكم المركزية لاتصالات مستشفى الثورة العام بصنعاء"السنترال" والذي يعتبر حلقة الوصل بين مختلف الإدارات الطبية والكادر الطبي داخل المستشفى وخارجه كما يضطلع بدور محوري في مواجهة الطوارئ والتعاطي السريع مع الحالات القادمة إلى المشفى في مختلف الأوقات عبر تقنيات الاتصالات الهاتفية والتي تؤديها هذه المرأة اليمنية بإتقان وإجادة كبيرة رغم أعاقتها البصرية ما يجعلك تقف أمامها بكل إجلال واحترام .

"الأسرة" التقت جميلة الزبيري وعاشت لحظات معها وسط عالم مليئ بالهواتف والألياف الضوئية التي تعمل على مدار الساعة ووقفت على إبداعها في التعامل مع هذه التقنيات عبر الحدس والمهارة الفائقة في التواصل والتنسيق مع الأطباء والكوادر الإدارية واتخاذ القرار المناسب والعاجل في مواجهة الحالات الطارئة 





مهارات استثنائية



أول ما يلفت انتباهك وأنت تقف إلى جوار مسئولة السنترال المركزي بمستشفى الثورة العام جميلة الزبيري هي تلك المهارات الاستثنائية التي تتمتع بها في التعاطي مع تلك الأجهزة الرقمية الدقيقة على الرغم من أنها فاقدة لنعمة البصر .

وتقول جميلة الزبيري التي تحمل الشهادة الجامعية بأن خمس سنوات قضتها في غرفة السنترال المركزي بمستشفى الثورة كانت كافية بمنحها خبرة كافية في التعامل مع أجهزة الاتصالات وكذلك مواجهة الطوارئ والحوادث المفاجئة والحالات التي تصل إلى المستشفى 

وتضيف بأنها وزميلتها في العمل امة الحسيب يقومان بالتناوب ويساعدان بعضهما في أداء هذه المهمة التي قد تبدو بأنها غير مهمة ولكنها في حقيقة الأمر في غاية الأهمية والحساسية وتسرد الزبيري التي جرى تكريمها من قبل جمعية الأمان للكفيفات عرفاناً بكفاحها وصلابتها في مواجهة الإعاقة كما تم تكريمها أيضاً من قبل وزارة الثقافة فهي كاتبة وأديبة وشاعرة وقد أثنى على كتاباتها الدكتور عبدالعزيز المقالح ولم يتوقف إبداعها عند عملها فقط بل إنها مبدعة في كتابة الشعر والقصة 

وتروي جميلة العديد من الأحداث اليومية التي تواجهها في عملها الممتد لساعات طويلة خلال المساء وكيف تتصرف إزاء كل منها مستعينة في ذلك بحفظها لجميع أرقام المكاتب الداخلية والإدارات والأقسام الطبية المختلفة وكذلك أرقام هواتف الأطباء والإداريين .



مهام حساسة



المهام والاختصاصات الموكلة إلى سنترال الاتصالات تعد حساسة ودقيقة وتتوقف عليها نجاح أو فشل عمليات كبرى وتوضح جميلة الزبيري بان السنترال يقوم بالربط بين جميع التحويلات في المستشفى تظل جميلة لساعات أمام الهواتف المتنوعة والكثيرة مدفونة في وسط الكثير من ركام أسلاك وخيوط الاتصالات المحملة بالألياف الضوئية الخطيرة والمضرة تظل تلك المرأة المثابرة لساعات طوال ترد على الهاتف الأول تارة وتارة أخرى يرن الآخر ليطلب طبيب وآخر يطلب رقماً مختصاً وثالث يريد المساعدة في غرفة العمليات، وآخرون يبحثون عن أرقام إداريين وأطباء ترد هنا وهناك بتقنية عالية وسرعة متناهية تفانيها وتعلقها بالعمل وحبها لمساعدة الآخرين هون عليها ساعات وجهد العمل لترسم البسمة على وجه كل من طلب مساعدتها ورغم مشاق العمل وإلا أنها تشعر بنشاط دائم وحيوية كمثال رائع ونموذج للمرأة اليمنية المثابرة .



إخلاص وتفانٍ



وقالت جميلة الزبير التي تحمل شهادة جامعية من كلية الآداب قسم الخدمة الاجتماعية وهي متزوجة وآم لطفل : قبل أن أباشر عملي أخلصت نيتي آن يكون عملي أولاً لوجه الله تعالى وان أقوم بمساعدة الناس قدر ما استطيع وخاصة أن عملي يتعلق بواجب إنساني كبير فمثلا قد يتصل احد الأطباء من غرفة العمليات لنطلب له طبيب آخر لمساعدته وأيضاً قد تكون هناك حالات طارئة جاءت إلى المستشفى بعد دوام الطبيب المختص فنقوم بالاتصال المباشر له لينقذ تلك الحالة وأيضاً الاتصال لوقوع أي ظرف طارئ أو مجيء حالات خطيرة والكثير من الاتصالات الأخرى التي يمكن أن ننقذ بها حياة مريض.

في البداية كان العمل مرهقا بالنسبة لي وقد كنت بطيئة نوعاً ما في الإجابة على جميع المكالمات ولكن مع مرور الوقت وممارسة المهنة أصبحت سهلة جدا وأخذت الخبرة في تنظيم المكالمات والرد على الهواتف بسرعة وإعطاء الإجابة أو رقم التلفون وخاصة أني أصبحت أحفظ الكثير من الأرقام المهمة لأطباء وإداريين مما سهل علي العمل .

صعوبات ومشاق



aالصعوبات التي تواجه المرأة بشكل عام في عملها هي التي تعيق تقدمها فإذا تمكنت المرأة أن تهيئ وتسهل الصعوبات سيصبح من السهل عليها أن تتطور وتنجح .

وقد وضحت جميلة الزبيري أن هناك بعض الصعوبات التي تواجهها في عملها وقالت : عملنا أنا وزميلاتي نواجه صعوبات من ناحية عدم اهتمام إدارة المستشفى بتأهيلنا وعمل دورات تأهيلية لكي نطور من عملنا فنحن بحاجة إلى لفتة كريمة من قبل إدارة المستشفى لإشراكنا في دورات في مجال اللغة الانجليزية وخاصة لأنه يوجد في المستشفى أطباء هنود وروسيون يتكلمون اللغة الانجليزية فقط وكذلك بعض المتصلين وليس لدينا إلمام كامل باللغة الانجليزية كما أننا بحاجة إلى دورات تأهيلية في مجال تقنية الاتصال وخاصة أن عملنا أولاً وأخيراً مرتبط بالاتصال كما توجد بعض الصعوبات المادية التي تواجهنا في عدم توفير لنا بدل مخاطر أو أي حوافز أخرى وأيضاً من ضمن الصعوبات عدم وجود دليل الكتروني موحد بين جميع العاملين في السنترال بل كل يعمل دليل لنفسه وفي ذلك نجد كثيراً من الصعوبات بسبب عدم وجود هذا الدليل الموحد المهم الذي سيسهل طبيعة العمل.



مخاطر وأضرار



وأكدت المرأة المثابرة المجتهدة جميلة الزبيري أن : المخاطر أمامنا وخلفنا فنحن في غرفة صغيرة تمتلئ بالكثير من الخطوط والأسلاك المترابطة ببعضها البعض المتراطة إلى السقف وأمامي توجد سماعات الهواتف المتنوعة وكل ذلك يؤثر على السمع وعلى جميع الحواس وهذه الغرفة الصغيرة المليئة بالأسلاك فيها نجلس وكذلك نصلي ونأكل رغم صغرها ومخاطرها فهي المحرك للمستشفى بأكمله.

تضرب بها الأمثلة



أمة الحسيب محمد صالح زميلة جميلة الزبيري في مكان العمل ترى أن عملها هي وزميلتها فيه ارتياح نفسي كبير رغم متاعبه الشاقة وذلك لأنهما تقدمان خدمة إنسانية يمكن أن ينقذا بها حياة مريض وأثنت أمة الحسيب على الدور الكبير الذي تقوم به زميلتها جميلة الزبيري رغم إعاقتها البصرية حيث قالت : جميلة الزبيري من أروع الأمثلة التي يجب أن يضرب بها في كفاح المرأة اليمنية المثابرة والطموحة ومنها نتعلم الكثير وجميلة عوضها الله بعقل ذكي وكبير فهي تحفظ الكثير من الأرقام المهمة والتي يحتاجها الموظفون والأطباء حيث توافيهم بها بسرعة كبيرة دون الرجوع إلى الدليل والكل في هذا المستشفى يحب ويثني على هذه الزميلة التي تحب عملها وتتفانى من أجل خدمة الآخرين .