تلك مقولة مشهورة لكاتب مشهور قال : اليمن قبائل تتحول الى دولة ... حينها صب عليه الملأ من شعب السعيدة جام غضبهم وبغيض لعناتهم وعباراتهم...كيف ..وأنى ومن أين له بهكذا قول ونحن إخوة صالحون ومصلحون لا نبغى الا الإصلاح ما أستطعنا... الى السلاح والبارود والقطاع والأنتقام سبيلا ومنهجا وشعارا...! 

اليوم يقف الجميع على مشترك واحد : الكل ينادى حبا وهياما فى الدولة...

النداء للدولة لا يأتى فقط من القبائل ..وإنما من الأحزاب بل ووزراء فى الحكومة بل ورئيس الحكومة بل ورئيس رئيس الحكومة...الذى يبدوا أنه بصدد فتح مكتب خاص للوساطات وحل النزاعات ..بالطرق السلمية..بأحدث الطرق والآليات المتقدمة..ونسى انه يقود وطن يسيل دمائه وتتعمق جراحه وتتسع...دون أن يشعر الطبيب بظرورة الالتفاف مجرد الالتفات للمصاب..وايقاف النزيف.. ! 

المواطن بح صوته فى طلب الدولة المتواجدة حتى اللحظة فقط لخدمة البعض وحمايتهم وتغذيتهم وتدليلهم ...! 

المواطن المنهوب والموعود من الجميع كذبا صار الآن أكثر تعجبا... ونسى مأساته فى ظل نداء القبائل والأحزاب والوزراء ورئيس الحكومة ورئيس الدولة للدولة الغائبة.. 

عجيب ...الكل ينادى الدولة ...وهى تتمنع عن الحضور ...عنادأ ياترى أم تكبرأ أم تطفيشا وتأديباً....أم زيادة فى تنمية الشوق الصادق اليها أم دلالا يا ترى كما تفعل الغانيات تماما عندما يكثر العشاق على بابها..."أتراها تناست إسمى لما كثرت فى غرامها الآسماءُ...........!" 

أم هل بقى فقط لكى تحضر الدولة أن يلهب الناس القصيد نداء  مشتاق لها بحب مسبوك قصائد وأشعار وأناشيد وزوامل ومهجل.. ينبع من أعماق أعماق أعماق الوجدان....فالمسألة يا قوم ...صارت على الدوام  دمُ وليس كبريتُ -  كما حكى يوما أحدهم من إقليم "ارق قلوبا والين افئدة.." ابن تهامة الشاعر اللطيف أحمد سليمان.

...فى نهاية عمرههم جميعا والمتخم...بالمزايدات... نخشى أن تصبح اليمن جن تبحث عن عفاريت..! 

فهل حان وقت الرحيل الشريف والطوعى والنبيل ..أم على جثتك يا وطن...أيها الحكماءُ...؟! الوطن فى غنى عنكم وجراحكم وتجريحكم جميعا...فمتى تعقلون يا حكماء..ومتى تعترفون بحق الاجيال فى الحياة..بدون وصايتكم وتحكمكم..  ؟! وما دوركم فى صناعة الدولة...أم متخصصون على الدوام فى  حكمة صناعة الخراب وتنميته ليس إلا....؟!