لا يزال شعب الجنوب الذي يتمتع بمخزون صمودي كبير ماضً في ثورته التحريرية رغم العوائق التي تقف أمامه والتي أوجدها نظام الاحتلال بغية ثنيه عن مشواره النضالي الذي سيحقق له استقلال دولته بإذن الله تعالى .

لا شك في أن المتاعب والصعاب التي يواجهها شعب الجنوب اليوم زادة حدتها أكثر من ذي قبل ، لأن الأمر هذه المرة لم يقتصر على السجن والقتل والتجريح ، بل وصل الأمر بسلطة الاحتلال إلى أن تقوم بإبعاث مجموعة رسائل دبلوماسية من خلال سفاراتها في الخارج والتي باتت تمثل وكراً للدسائس والوقيعة بين بعض الدول ، أوعز نظام صنعاء إلى سفارته في جمهورية مصر العربية بتسليم رسالة إلى السلطات المصرية الحاكمة يطالبهم فيها بوقف أنشطة بعض الجنوبيين المقيمين في مصر وطردهم باعتبارهم أصبحوا يشكلون خطراً حقيقياً على أمن اليمن واستقراره كما يدعي نظام صنعاء ؛ بيد أن رد الحكومة المصرية كان صارماً على هذه السلطات المتوحشة حينما رفضت وقف أنشطة الجنوبيين في القاهرة وطردهم منها كونهم مسالمين وليسوا إرهابيون .

ليس هذا فحسب بل قامت هذه السلطات الغاصبة للجنوب بتشكيل لجان خاصة داخل الجنوب تراقب تحركات النشطاء والقادة الجنوبيين في الداخل ، لحبط فاعليتهم التي باتت تؤرق هذا المحتل الغاشم .

هذه السياسة الجديدة التي أضحى يسلك سبيلها نظام صنعاء أتت بعد أن فشلت كل محاولاته للوقيعة بين الجنوبيين ،وبعد أن فشلت أيضاً مؤامراته التقسيمية التمزيقية لأرض الجنوب الجغرافية من خلال ما سمي بمشروع الفدرللة كما ينطقها رأس النظام في صنعاء .

 كثيرة هي العوائق التي تقف في طريق التحرير والاستقلال ،غير أن همة شعب الجنوب وإرادته الفولاذية أقوى من هذه العوائق التي حتماً ستزول أمام الصمود التاريخي لشعب الجنوب في وجه سلطة همجية قمعية لا تراعي أدنى حقوقاً للإنسان .

أعيقوا أو لا تعيقوا قالها شعب الجنوب في كل فعالياته ومهرجاناته ومناسباته لنظام صنعاء ، حتى يعلم هذا النظام درساً فحواه أن شعب الجنوب لن يهون ولن يستكين في تحقيق هدفه النبيل الذي قدم لأجله لاشهداء ولاجرحى والمعتقلين .

إلى هذا الوقت مازال نظام صنعاء يضع رأسه في كهوف عمران رافضاً رؤية وسماع الإرادة الحقيقية لشعب الجنوب ، معتقداً أن هذا الأسلوب سيقضي على طموحات شعب الجنوب السامية والسابحة في أفق الحرية والكرامة الإنسانية .

هدير الثعالب لا يخاف الأسود قالها شعب الجنوب مراراً وتكراراً لكل من يعتقد أنه قادراً على محو هذا الشعب من على وجه البسيطة بتهديداته الخرقاء الحمقاء التي تعجل بزواله وتساعد على تحقيق الحلم الجنوبي الأصيل الذي بات قاب قوسين أو أدنى مننا .

النصر صبر ساعة ، مزيداً من النصر والثبات أيها الجنوبيون فقد آن الآوان لأن تشرق شمسنا التي لا تغيب بعد ذلك أبداً