استيقظت الصليبخات أمس على جريمة هزت المجتمع الكويتي، وذلك عندما أقدمت خادمة أثيوبية على طعن كريمة نائب رئيس هيئة الرياضة حمود فليطح حتى الموت، قبل ان تسلم نفسها للمخفر مع اداة الجريمة.
وسلطت الجريمة الضوء مجدداً على جرائم العمالة المنزلية، وتحديداً الأثيوبية، حيث سبق لوزارة الداخلية أن منعت استقدام هذه العمالة منذ حوالي الشهر، نظراً إلى تكرار ممارساتها الإجرامية.
عاشت منطقة الصليبخات فجراً دامياً، أمس، حيث استيقظت على جريمة مريبة وبشعة في آن، إذ سددت خادمة أثيوبية طعنات قاتلة إلى صدر مواطنة شابة لم يتجاوز عمرها التسعة عشر عاماً، مستغلة استغراق جميع أفراد الأسرة في النوم، وهي كريمة نائب المدير العام للشباب والرياضة حمود فليطح.
ولكن اللافت في هذه الجريمة والمستغرب، قيام الخادمة القاتلة بتسليم نفسها إلى المخفر، ودخلت على رجال الأمن بأعصاب باردة حاملة في يدها أداة الجريمة، وقالت لهم «أنا قتلت ابنة كفيلي!».. ومع هدوئها لم يصدق رجال الأمن الأمر وظنوها مختلة عقلياً، ولكنهم أخضعوها للتحقيق فجددت تأكيدها على ارتكابها جريمة القتل البشعة، وعندئذ تحركوا إلى منزل الضحية، وفي ما يلي المزيد من التفاصيل المأساوية:
دقت الساعة الخامسة والنصف فجراً، وفوجئ رجال مخفر شرطة الصليبخات بدخول خادمة أثيوبية لتخبرهم بأنها قتلت ابنة كفيلها. وهنا، استعلموا من الخادمة عن عنوان سكن مخدومها، وأخذوا البلاغ على محمل الجد، وتوجهوا إلى المنزل. وبالفعل، وجدوا باب غرفة الضحية مغلقاً من الخارج، فاستعانوا برجال الإطفاء الذين تمكنوا من كسره، فدخلوا إلى الغرفة ووجدوا المجنى عليها تسبح في بركة من الدماء.
وأوضح مصدر أمني أنه تم استدعاء وكيل النائب العام والطبيب الشرعي والأدلة الجنائية إلى الموقع، وأظهرت المعاينة الأولية أن الضحية تلقت 4 طعنات في الصدر والظهر، ونقلت جثتها إلى إدارة الطب الشرعي.
اعترافات.. ومقاومة
وأشار المصدر إلى أن المتهمة أفادت في اعترافاتها أمام رجال المباحث أنها خططت لجريمتها بإحكام، وانتظرت حتى الخامسة فجراً، حيث تأكدت أن جميع أفراد الأسرة خلدوا إلى النوم بعد أن أقاموا حفلاً الليلة قبل الماضية، احتفالاً بتخرج شقيق المجنى عليها في كلية الشرطة، ثم استلت سكيناً ضخماً، ودخلت غرفة الضحية وباغتتها بطعنة في الصدر، وهنا استيقظت المجني عليها، وأبدت مقاومة فطعنتها بـ3 طعنات أخرى أنهت حياتها في الحال من دون أن يكتشف أمرها أحد، وتم توثيق اعترافاتها، وأحيلت إلى النيابة العامة.
45 ألف خادمة أثيوبية في البلاد
كشف مصدر أمني مطلع لــ القبس عن أن إحصائية الإدارة العامة للهجرة للعام الماضي 2013، أظهرت أن أبناء الجالية الاثيوبية احتلوا المرتبة الثامنة بين الجاليات المقيمة في البلاد، حيث بلغ إجمالي أبناء هذه الجالية حوالي 48 ألف رجل وامرأة، في حين بلغ عدد العاملين وفق المادة «20 - خدم» 45 ألفاً، بينما بلغ عدد العاملين في القطاع الحكومي 60 شخصا، وفي القطاع الخاص 2650 اثيوبياً.
واضاف المصدر ان الخادمات الأثيوبيات ارتكبن نحو 15 جريمة خلال العام الماضي 2013، منها 9 جرائم قتل وشروع بالقتل في مختلف أنحاء البلاد. واوضح ان قطاع الجنسية والجوازات أعد دراسة متكاملة لتقنين أعداد الجالية الأثيوبية في البلاد، بعد قرار منع دخولهم، نظراً الى ارتفاع نسبة جرائمهم، التي تزايدت خلال الآونة الأخيرة.
دخول الخدم الأثيوبيين ممنوع
أصدر مدير عام الإدارة العامة للهجرة العميد عدنان الكندري قراراً في 12 فبراير الماضي، جرى تعميمه على جميع إدارات الهجرة في المحافظات الست، يقضي بعدم إصدار سمات دخول للعمل وفق المادة 20 (خدم) خصوصين ومن في حكمهم، وذلك للعمالة المنزلية (ذكور - إناث) المنتمين إلى الجنسية الاثيوبية. ونص القرار على ضرورة التزام جميع الموظفين العاملين في إدارات الهجرة بالتقيد بتلك التعليمات.
نواب يطالبون بوقف استقدام العمالة الأثيوبية
حادثة قتل المواطنة سهام حمود فليطح على يد خادمتها الاثيوبية القت بظلالها على مجلس الامة امس، بعد ان دان عدد من النواب هذه الجريمة النكراء، مطالبين الجهات المعنية بايقاف استقدام العمالة من الجنسية الاثيوبية لوقف هذه الجرائم.
وحمل النائب عبد الله التميمي مكاتب جلب العمالة المنزلية مسؤولية العشوائية التي تقوم بها تلك المكاتب في استقدام هذه العمالة لاسيما من الجالية الاثيوبية، مؤكدا ضرورة وضع ضوابط وشروط لتلك المكاتب عند استقدام العمالة.
ورأى التميمي من خلال اطلاعه على بعض الاحصاءات الامنية وجد ان اكثر الجاليات ارتكابا لجرائم القتل هم من الجالية الاثيوبية وخاصة الاناث.
وطالب التميمي وزارة الداخلية اتخاذ مواقف صارمة تجاه هذه العمالة من خلال استجلاء هذه الشريحة من الكويت بأسرع وقت ممكن.
وقال: رسالتي الى جميع الاسر الكويتية بالتنازل عن مخدوماتهم من هذه الجالية مهما تكبدوا من خسائر مادية نتيجة استقدام هذه العمالة، مطالبا وزارة الداخلية بإحصاء عدد الخادمات الاثيوبيات ايذانا بإيعادهن عن الكويت لتلافي ازدياد الجريمة.
وناشد التميمي وزير الداخلية باتخاذ كل الاجراءات الاحترازية والفورية لإجلاء هذه العمالة، مشيرا الى ان هذه الحادثة ليست الاولى من نوعها.
وقال «يبدو ان هذه الفئة من الجالية الاثيوبية لديها معتقد وطقوس معينة حول ارتكاب جريمة القتل».
من ناحيته طالب النائب عبد الحميد دشتي جهات الاختصاص في وزارتي الداخلية والشؤون الاجتماعية والعمل بأن تتوقف عن اصدار عقود العمل مع العمالة الاثيوبية لحين دراسة اسباب كثرة الجرائم المرتكبة من قبل ابناء هذه الجنسية، بالتعاون مع حكومة بلادهم، مشيرا الى انه مما لاشك فيه هناك خلل او علة حول اسباب ارتباط الجريمة بهذه العمالة.
وقال دشتي تلقينا اليوم كمجتمع كويتي بكل اسى خبر مقتل الشهيدة سهام فليطح ابنتنا البارة على يد الغدر الآثمة، وهذه ليست المرة الاولى التي تتعرض فيها البيوت الكويتية لمثل هذه المأساة، فخالص العزاء لأهلها وذويها وللمجتمع الكويتي قاطبة لانه عزاء الكويت.
من ناحيته قال النائب طلال الجلال ان الكويت استيقظت على حادثة مأساوية هزت البلد اليوم (امس)، وهي مقتل مواطنة غدرا على يد خادمة من الجنسية الاثيوبية في مشهد ابكى الجميع.
وتوجه الجلال لاسرة الفقيدة بخالص العزاء، مطالبا بالقصاص من الخادمة التي اعترفت بجريمتها الشنعاء،/ والتي قتلت مواطنة تنتمي لاسرة عريقة، مشهود لها بحسن الاخلاق والسمعة الطيبة.
واكد ان هذا الحادث المأساوي يجعلنا نفتح معه ملف الخدم في الكويت، وما يحتويه من «بلاوي»، مشددا على انه حان الوقت لاخضاع الخدم لفحوصات دورية للتأكد من سلامتهم من اية امراض نفسية، وهو واجب يجب ان تقوم به وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند الصبيح بالتنسيق مع وزارة الصحة.
