رثا اليمني عبدالحكيم المعلمي سيارته رثاءا جميلا كونه فارقة بسبب بيعها ....قائلا
إعلمي ياسيارتي العزيزة ..
أنني لم أبعك خيانةً للحب الجارف الذي بيننا، أو انتقاصاً لإيام العشرة التي جمعتنا تحت ظلال الوفاء.
فأنا أشهد أنك سيارةً عظيمة لم تكوني تقابلين بعض إهمالي إلا بوفاءٍ عجيب وعزمٍ لا يلين.
كنت أنا مجنون سفر وهاوي أسفار وكنت أنتِ رفيقتي المتعقلة....
لقد أحببتُ جنوني فيكِ وتعقّلكِ فيّ..
كنت أتغابى أحياناً وأغيّرُ نوعية(زيتكِ) المحبّب إليكِ ،فكنتِ تتظاهرين بالرضا وتغفرين لي كل تجاوزاتي ،
كنت أسافر بدون(استبني) وبدون(دنقلص) لثقتي العارمة فيكِ فلم تتخلي عني في أحلك الجبال وأصعب المنعطفات.
كثيرٌ من الناس ياسيارتي لا يأبهون للحديد ،أما أنا وانت فقد كنت أعرفكِ(بالهون) وتعرفينني بالقلب.
لقد تألّمَت طرقات صنعاء لفراقنا وعبّرت عن حزنها فنصبت الكثير من المطبات والحفر في وجه الجميع ...
طرقات إب بدورها أعلنت الحداد وكثير من السيارات والناقلات عالقة في نقيل سمارة.
لم يصل الخبر بعد الى طرقات حجة.
أما (نقيل يسلح) فإنه الآن يتحرش بالجبال الصخرية في المنطقة مفضلاً انهيارها فوقه.
ياسيارتي العزيزة ...
في ذلك الخميس الحزين الذي بعتكِ فيه، تخّلت فيه كل أخمساءات صنعاء عن الفرح والزغاريد.
لكنني أعدكِ ياسيارتي أني لن أنساكِ أبداً ما حييت،
لا يزال (هونكِ) يدوّي ملء مسمعي بيب ... بيب ...بيييب...
لا تزال(استباطتكِ) ، (كراسيكِ ) (مكينتكِ)،أبوابكِ ولون عينيك عالقٌ في ذاكرتي،
تعشيقاتكِ لا تزال تهرولُ في دمي.
أعدكِ أنني سأكتب فيك قصيدةً لم تقلها العرب من قبل ،وسأسمّيها
معلّقة السيارة.
الأسيف(بلا سكّان بلا دركسون)/عبدالحكيم المعلمي